بينما تحاول بعض أحزاب المعارضة التركية إرجاع كل مشاكل البلاد إلى اللاجئين السوريين، تحدث الباحث التركي “مراد أردوغان” الأستاذ في جامعة “كوتش” التركية ومدير مركز أبحاث “تاغو” عن أعداد السوريين الذين سيعودون إلى بلادهم في حال استقرار الأوضاع، مؤكدا على أنّ مشكلة تركيا الحالية والمستقبلية ليست مع السوريين أبداً.
وخلال حوار أجرته معه صحيفة “جمهوريّت” التركية، أشار الباحث إلى أنّ أعداد الأطفال السوريين الذين التحقوا بالمدارس في تركيا تتجاوز 650 ألفاً، فيما تتراوح أعداد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس من 400 إلى 500 ألف طفل، معظمهم يعانون من مشـ.اكل نفسـ.ية بعد أن تعرّضوا للعنـ.صرية، فيما اضطر البعض منهم للعمل بدلاً من الدراسة.
وقال الباحث بأن المشكلة التي يجب على تركيا حلّها لا تكمن في السوريين، وإنما لدى اللاجئين من الجنسيّات الأخرى، والذين دخلوا تركيا بطرق غير قانونية، مثل أفغانستان وباكستان والعراق، قائلاً في هذا الصدد: “لقد حقق السوريون في تركيا استقراراً كبيراً إلى حدّ ما، وإن كانت هناك بعض المشكلات الاجتماعية التي تحدث بين الحين والآخر، إلا أنّه لا توجد مشكلات إدارية فيما يخصّهم”.
إقرأ أيضاً : وسائل إعلام تركية تسلط الضوء على طفلة سورية (صور)
وقال الباحث التركي بأن حكومة بلاده لم تكن تتوقع استمرار “المشكلة السورية” إلى هذه المدّة الطويلة، وقال: “تمّ التعامل مع السوريين من منطلق أنهم قد جاؤوا وسيعودون خلال مدّة وجيزة، وأنّهم بعد سقـ؟وط النظام لن يبقوا وسيفضلون العودة إلى بلادهم، ولذلك ما من أحد توقّع بأن تتحوّل أزمة اللاجئين السوريين إلى مشكلة كبيرة بهذا الحجم”.
وقال الباحث بأنه ومنذ عام 2014 كان قد أكد شخصياً بأن معظم السوريين لن يعودوا إلى بلادهم، قائلاً: “قلت سابقا في حال تحوّل بقاء السوريين في تركيا إلى حالة الديمومة، لا بد من دراسة آلية منحهم الجنـ.سية، فالسوريون يتواجدون في تركيا منذ تسع سنوات”.
ليس من أجل الانتخاب
وأكمل بقوله: “أنا لست مع فكرة بأنّ الحكومة التركية بدأت بتجنيس السوريين من أجل كسب أصواتهم الانتخابية، فليس بالضرورة أن يقوم السوريون المجنسون بالتصويت لحزب العدالة والتنمية”.
وتابع: “ومن جهة أخرى بلغ أعداد السوريين المجنسين 110 آلاف، 60 ألف منهم فقط يحق لهم التصويت، ومقابل ذلك سيخسر الحزب الحاكم جرّاء قرار منحهم الجنسية أكثر من 100 ألف ناخب رافض لمنح الجنسية للسوريين”.
وقال أردوغان بأنه لا يؤيد الفكرة التي تدّعي بأنّ أوروبا قد استحوذت على السوريين ممن لديهم مؤهلات عالية، وأنّ السوريين الذين لا مؤهلات لديهم هم من بقوا في تركيا.
هجرة العقول والخبرات
وتابع في السياق نفسه: “معظم الذين عبروا إلى أوروبا ذهبوا عن طريق البحر، أي وضعوا الموت نصب أعينهم وهم قاصدون أوروبا، في عام 2015 كان عدد الأطباء السوريين في تركيا 4500، الآن عددهم لا يتجاوز الألف، ولذلك لا بد من فعل شيء لمثل هؤلاء ممن لديهم مؤهلات عالية، وأقل ما يمكن فعله هو منحهم الجنسية”.
وختم الباحث حديثه بأن 80 بالمئة من السوريين في تركيا غير راغبين بالعودة مجدداً إلى سوريا، ولذلك على السياسيين أن يشرحوا للشعب بالتفصيل مرحلة وآلية تجنيس السوريين، وفقاً لما صرح به.