خلال آخر تصريح لها، قامت “بثينة شعبان” مستشارة رأس النظام السوري لشؤون الإعلام بمهـــ.اجمة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وسياسته تجاه سوريا والمنطقة، معربة في الآن ذاته عن استعداد نظامها للتعاون مع ميليشيات “قسد” التي تصنفها تركيا على أنها منظمة إرهـ.ـابية.
ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من انتقاد الرئاسة التركية للدعم الروسي لنظام الأسد، والتأكيد على جـ.ـرائم هذا النظام بحق المدنيين السوريين واستحالة الحل بوجوده واستمرار تحكمه بمقدرات البلاد.
وقالت شعبان في سياق تصريحها: “كل تصريحات أردوغان خلال فترة الحـ.ـرب لا يعتمد عليها، حتى اتفاقات أستانا التي جرى التوصل إليها، لم ينفذها”، موضحة بأن “لقاءات أمنية” قد جرت في السابق بين مسؤولين أمنيين في نظام الأسد ومسؤولين أتراك إلا أنه “لم يتم التوصل إلى أي نتيجة منها”.
إقرأ أيضاً : قائد ميليشيات قسد يكشف عن مذكرة تفاهم مع علي مملوك
وقالت شعبان: “أردوغان لعب منذ بداية الحـ.ـرب على سوريا دوراً مخـ.ـادعاً، ولا شك أنه يشكل حماية أساسية للإرهـ.ـاب والإرهـ.ـابيين في سوريا” معتبرة أن الحديث عن “الفرق الأخرى” سواء كانوا من ميليشيات “قسد” أو غيرها هو “حديث مختلف” لأنهم “سوريون” على حد زعمها.
وتابعت بالقول: “أما كونهم سوريين، وفي الوقت الذي يقررون التخلي عن التعاون مع الأجنبي ضد مصلحة بلدهم، فإن الحكومة السورية والشعب السوري يرحب بهم وبالتعاون معهم من أجل تحرير الأرض السورية من الإرهـ.ـاب” وفقاً لما قالته.
مدّ وجزر
هذا وبالرغم من التصريحات المتنافرة بين الطرفين، إلا أن التنسيق بين كل من نظام الأسد وميليشيات “قسد” لا يتوقف أبداً منذ سنوات، بل وحتى لقد زاد أضعافاً مضاعفة في الآونة الأخيرة ليصل إلى أعلى مستوياته بتداخل سيطرة كل من الطرفين على مناطق شرق سوريا.
وفي هذا الشأن، وفي مطلع الشهر الماضي، عقد اللواء “علي مملوك” نائب رأس النظام السوري لشؤون الأمن اجتماعا في مدينة القامشلي شمال الحسكة مع قادة من ميليشيات “قسد” ووجهاء عرب وأكراد في المنطقة، وقالت مصادر محلية بأن مملوك قد وصل إلى القامشلي آنذاك وعقد الاجتماع مع قادة ميليشيات قسد ووجهاء المدينة.
مطار القامشلي
حيث تتقاسم قوات النظام وميليشيات “قسد” في الآونة الأخيرة السيطرة على مناطق شرقي الفرات في سوريا، بينما يتقاسمان السيطرة على مدينة القامشلي منذ سنوات، ويحتفظ النظام بقطعة عسكرية في فوج “طرطب” قرب المدينة إضافة لسيطرته على مطار القامشلي نفسه.
ومن الملفت للانتباه أن مطار القامشلي قد تحول إلى نقطة تنسيق مشترك بين الجانبين مؤخراً، حيث تعقد فيه كل الاجتماعات الهامة بين الجانبين ويتم فيه توقيع الاتفاقيات الحساسة ذات الرعاية الروسية، ومن المتوقع جداً أن يصبح المطار نفسه قاعدة عسكرية روسية قريباً في شرق سوريا كما مطار “حميميم” في غربها.