بعد أن ضــ.جت وسائل الإعلام يوم أمس بخبر الزيارة المفاجئة للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى العاصمة السورية المحتلة دمشق، توالت صور الزيارة لتكشف المزيد والمزيد من فضـ.ـائح الإهانـ.ـات الروسية لنظام الأسد، وللأسد شخصياً على وجه الخصوص.
فلم يتم استقبال بوتين في “قصر الشعب” كما هي الأعراف الدبلوماسية في هذا الشأن، بل جرى اللقاء بين بوتين والأسد في مركز قيادة العمليات العـســ.كرية الروسية بدمشق، ليتم استدعاء الأسد إليه وكأن بوتين هو الذي يدعوه للقاء على أرضه هو، وليس على أرض يفترض بأنها للأسد.
وبدا واضحاً خلال الزيارة بأن الأسد لم متــ.فاجئ تماماً بزيارة سيده الروسي – وليس نظيره بكل تأكيد – حيث أتى في اللحظة الأخيرة ليلقاه في مركز القيادة الروسية بدمشق وليس من المطار.
إقرأ أيضاً : سيناتور روسي يتبأ بشن الولايات المتحدة حـ.رباً شاملة على إيران عقب تصريحات ترامب الأخيرة
كما غاب علم نظام الأسد عن اللقاء وسط وجود علمين روسيين في القاعة، وثلاث صور ضخمة بينهما لكل من الرئيس الروسي ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه، وسط غياب تام لأي شيء يمت بأي صلة لنظام الأسد، وكأن الصور مأخوذة في روسيا، لا في عقر دار نظام الأسد وعرينه المزعوم.
ولم تتوقف الإهانة إلى هذا الحد فقط، بل إن الروس خصصوا كرسياً صغيراً للعماد “علي أيوب” وزير دفاع نظام الأسد، مختلفاً عن الكرسي الذي يجلس عليه الرئيس الروسي ووزير دفاعه وبشار الأسد، فيما بدا وكأنه قد تم إعداد هذا الكرسي على عجل وفي مكان غير مناسب، الأمر الذي يعتبر فضـ.ـيحة دبلوماسية وسيادية على كل الصعد.
حليف أم سيد؟
ونقل الكرملين عن بوتين قوله لبشار الأسد رأس النظام السوري بأنهما قد قطعا معاً “شوطاً كبيراً في بناء الدولة ووحدة أراضيها” ليعرب الأسد عن امتنانه لروسيا على المساعدة فيما وصفه بـ “إعادة السلام ومكافحة الإرهـ.ـاب” على حد زعمه.
كما تجول بوتين في مدينة دمشق برفقة الأسد، حيث زار الجامع الأموي الكبير واطلع على معالمه، كما زار ضــ.ريح النبي يحيى عليه السلام – الذي يسمونه القديس يوحنا المعمدان في الديانة المسيحية – وسجل كلمة في سجل الزوار.
مسلسل الإها نات
وتتكرر مسلسلات إهـ.ـانة الروس لشخص الأسد ولنظامه بشكل عام، ولا ينسى السوريون ما حدث العام الماضي أثناء زيارة بوتين إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية من إهانـ.ـات بالجملة لرأس النظام السوري، لم يسجل التاريخ الحديث مثيلاً لها في الأعراف الدبلوماسية بين الدول.
كما يصرّ بوتين على إهـ.ـانة الأسد في كل زيارة يجريها الأخير إلى روسيا، فيتم جلبه لوحده دون أي وفد مرافق من الدبلوماسيين او العسكريين السوريين، وباستخدام طائرة شحن، ولا يستقبله من المطار، ولا يضع أي علم للنظام الأسدي أثناء أي لقاء لهما معاً، ويصر على معاملته بطريقة استعلائية واضحة.