تخطى إلى المحتوى

العلاقة الحقيقية بين الأسد وبوتين إبان زيارة الأخير إلى دمشق وروسيا ترسل رسائل عميقة بهذا الشأن

مع الزيارة المفاجــ.ئة التي أجراها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يوم أمس إلى دمشق قبيل توجهه إلى تركيا، ومع كل ما رافق تلك الزيارة من إهـ.ـانات “روتينية ومعتادة” للأسد ونظامه، تبرز إلى السطح تساؤلات عن طبيعة الخطة القادمة للعصـ.ـبة الأسدية الروسية حيال المنطقة.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “زمان الوصل” السورية المعارضة مقالاً تحليلياً حول طبيعة العلاقة الحقيقية بين الأسد وبوتين إبان زيارة الأخير إلى دمشق، وعن طبيعة الرسائل الرمزية العميقة التي أرسلتها روسيا من خلال تلك الزيارة.

إذ نقلت وسائل الإعلام الروسية عن الأسد “شكره” الجيش الروسي، وخص في ذلك حرفياً “الطيارين الذين لا يهدؤون منذ مطلع الفجر حتى مغيب الشمس”، وخاتما بكلمة “سباسيبا” – أي شكراً بالروسية – هؤلاء الذين اوقعوا عشرات آلاف الضـ.ـحـ.ايا من المدنيين السوريين.

إقرأ أيضاً : ماوراء ظهور بوتين بمقر القوات الروسية للقاء بشار الأسد في زيارة غير معلنة مسبقاً لدمشق (صور)

ومع كل ذلك، ما زال في إعلام نظام الأسد ومحيطه من يقول إن الأسد التقى “نظيره الروسي” وأي نظير وأية مناظرة تلك التي تنافي وقائع خــ.رق السيادة والهيبة؟ وهو ما لم تفعله روسيا حتى مع الرئيس الشيشاني “رمضان قاديروف” الذي ضمن لظهوره مع الرئيس الروسي ما يحفظ كرامة المنصب رغم أنه يمثّل مخـ.لب قطّ لنظام بوتين.

كما مرر الروس رسائل عديدة عبر زيارة بوتين لدمشق وزيارته قبر “يوحنا المعمدان” في الجامع الأموي بمناسبة أعياد الميلاد لأبناء الطوائف الشرقية من المسيحيين، وهو ما يجب الالتفات إليه في مرحلة تشهد تصـ.ـدّعات على المستوى الدولي على وقع لغة تهـ.ـديد إيرانية غير مسبوقة تخطّت مرحلة الكلام باستهداف قاعدة “عين الأسد” الأمريكية في الأنبار العراقية.

ولا شك أن ثمة حـ.ـرباً باردة بين الروس والأمريكيين، وتأخذ هذه الحـ.رب أشكالا دينية في بعض مفاصلها، فالروس يعولون على فكرة رعايتهم للكنيسة الشرقية، وهذا جزء مقــ.لق للغرب لأنه يضطرهم للتفكير مجدداً في إعادة إحياء قواعد للصـ.ـراع جرى تجاوزها منذ زمن.

الموقف من إيران

وليس واضحا بعد موقف روسيا من المواجهة الأمريكية الإيرانية، لكن الواضح أن الروس يستمهلون إعلان موقف لعدة أسباب، أهمها أنهم يفضّلون إضعاف الموقف الإيراني في سوريا، كما أنهم غير قادرين بعد على تقدير حجم التصـ.عيد وطبيعة الفرز التي ستحصل.

كما أن الأتراك بدورهم لا يبدون منفعلين بهذه المواجهة إذ إنهم يريدون تمرير مرحلة مهمة حول ليبيا ونفط المتوسط، لذلك فهم حريصون على دورهم في “الناتو” الذي سيأخذ جانب الأمريكيين في أي حـ.ـرب مقبلة مع إيران.

لا دور للأسد!

ووسط كل ذلك، لا دور نهائياً لبشار الأسد! إذ ليس أفضل للروس من شخصية ضعيفة يمررون معها سياساتهم التوسعية، ويعززون دورهم الاقتصادي وتوسعهم في سوق الطاقة الأوروبي عبر أنابيب مشروع السيل التركي الذي طال انتظاره.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: زيارة بوتين هي تثبيت سيطرة، وليست تثبيتا لمكان بشار الأسد وإن كانت الظروف الملتـ.ـهبة تساعد على بقائه لفترة إضافية حتى تستطيع الأطراف بمن فيها الروسي تقييم وضعها، فروسيا غير قادرة على تحمّل فاتورة حـ.ـرب من أجل إيران، بل إنها ستأخذ موقف الصمت الإيجابي لإزاحة المـ.ـضارب الإيراني، خصوصاً مع التخلص مؤخراً من “قاسم سليماني”.

مدونة هادي العبد الله