صرحت الأمم المتحدة رسمياً يوم أمس بأن آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا ستعلّق اعتباراً من يوم غد الجمعة، ما لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يقضي بتجديدها.
وفي هذا الشأن، قال “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين: “سيتم تعليق العمل بالآلية في حال لم يصدر قرار جديد من مجلس الأمن، خاصة وأن الوضع الإنساني في سوريا مرعـ.ـب للغاية”.
ونقل دوجاريك رغبة الأمم المتحدة في أن يتحرك مجلس الأمن بهذا الخصوص، محذراً من أن الأوضاع الإنسانية في سوريا ستزداد سـ.ـوءاً إن لم يتمكن المجلس من إيجاد حل خاص لاستمرار العمل بآلية إيصال المساعدات.
إقرأ أيضاً : روسيا والصين تستخدمان حق الفيتو ضد مشروع قرار ألماني في سوريا
وكانت كل من الصين وروسيا قد عرقلتا أواخر الشهر الماضي جهود مجلس الأمن الدولي لإصدار مشروع القرار الثلاثي المشترك بين الكويت وبلجيكا وألمانيا بشأن تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا.
وكان مشروع القرار البلجيكي الألماني الكويتي المشترك قد دعا إلى إعادة تفويض ثلاثة من أصل أربعة معابر حدودية تعمل حاليًا حتى 10 كانون الثاني ديسمبر الحالي – أي غداً الجمعة – وإغلاق معبر الرمثا على الحدود السورية الأردنية.
بالمقابل طالبت روسيا والصين بغلق معبرين من المعابر الأربعة وأن يتم تجديد الآلية لفترة ستة أشهر، وليس عاماً كاملاً، وهو ما كان يطالب به مشروع القرار الثلاثي الذي تم عرقلته منهما.
بومبيو ينتقد
وعقب استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض بغية عرقلة إصدار القرار المذكور، هـ.ـاجم وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” كلاً من الدولتين، واصفا خطوتهما بـ “المعيبة”، وقال بومبيو في بيان وقتذاك: “روسيا والصين اللتان قررتا أن تأخذا موقفاً سياسياً بمعارضة هذا القرار، أياديكما ملطــ.ـخة بالد ماء”.
وتابع بومبيو بقوله: “قررت الدولتان بدلا من ذلك توفير الغطاء والدعم لشريكهما في دمشق، وذلك وضع حياة ملايين المدنيين الأبــ.رياء على المحك في ذروة الشتاء، بينما تهــ.ددان حياة المدنيين عبر دعم نظام الأسد والجيش الروسي”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بأن القرار كان من شأنه المساعدة على وصول المساعدات إلى أربعة ملايين لاجئ سوري على الأقل، موزعين على مخيمات متناثرة على الحدود السورية مع كل من تركيا والأردن.
استنكار دولي
وتعليقاً على ذلك أيضاً، قال المندوب البلجيكي الدائم لدى الأمم المتحدة “مارك بيكستين” للصحفيين عقب إخفاق المجلس في تبني مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده بالتعاون مع الكويت وألمانيا: “هذا يوم حزين للشعب السوري وأيضًا يوم حزين لمجلس الأمن”.
فيما عبرت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة “كارين بيرس” عن صدمـ.ـتها إزاء إخفاق مجلس الأمن في تمرير القرار المشترك للدول الثلاث، وقالت للصحفيين عقب التصويت على مشروع القرار الروسي البديل: “هذا قرار مستهتر وقـ.ـاس للغاية ولا يمكن قبوله”.