يوم أمس أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء ما أسمته “نظام لوقف إطــ.لاق الـ.ـنار” في شمال غرب سوريا – أي في محافظة إدلب ومحيطها – وذلك بموجب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع تركيا، وزعمت بأن سريانه يبدأ اعتبارا من الساعة الثانية ظهراً من يوم أمس.
ويأتي الإعلان عن وقف إطــ.لاق الـ.ـنار في منطقة إدلب بعد أن أكد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان” في بيان مشترك يوم الأربعاء الماضي، ضرورة تطبيق الاتفاقات بين الطرفين حول سوريا وسعيهما إلى مكافحة “الإرهـ.ـاب” والتصدي للانفصاليين والحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
ورغم ذلك استمرت قوات نظام الأسد بالتصــ.عيد ولم تلتزم بالهدنة التي أعلن عنها الروس، حيث قــ.صفت بالمدفـ.ـعية الثقيلة مدينة معرة النعمان وبلدات معرشمشة وتلمنس ومعرشمارين، بالتزامن مع اشتــ.باكات على محوري التح وجرجناز بريف إدلب الشرقي.
إقرأ أيضاً : الدفاع الروسية تعلن عن اتفاق تركي روسي بوقف الحملة على إدلب
ويشكك نشطاء ومعارضون سوريون بالهدنة الروسية المعلنة من جانب واحد، فكثيراً ما أعلنت روسيا عن هدن كاذبة استغلتها ضد فصائل الثورة في جبهات أخرى أو بغية الحصول على تنازلات.
وحذر ناشطون معارضون من أن الهدنة ستكون بمثابة مهلة من روسيا مقدمة إلى تركيا، لإقناع الفصائل الثورية بقبول تنفيذ اتفاق “سوتشي” الذي ينص في أحد بنوده على انسحاب الفصائل من الطرق الدولية وتسليمها إلى الشرطة العسكرية الروسية.
ولفتوا إلى أن البيان الصادر مؤخراً عن الرئيسين التركي والروسي يشير إلى ذلك، عبر ربط التهدئة باتفاقات ثنائية بين الطرفين، ما يعني أن التهدئة مرتبطة بتطبيق اتفاق سوتشي الذي يعني تسليم المنطقة التي هجر منها أكثر من ربع مليون مدني بسبب قـ.ـصف النظام وروسيا.
هل هي تكتيك عسكري؟
وقد قد تكون الهدنة بشكلها الحالي – أي مع استمرار القـ.ـصف المـ.ـدفعي والصـ.ـاروخي – تكتيكاً عسكرياً للحفاظ على الوضع القائم ضمن هذه المنطقة، ريثما يتم السيطرة على منطقة أخرى، وهي مناطق ريفيّ حلب الجنوبي والغربي الخاضعة لسيطرة الفصائل الثورية، ويبدو بأن ملامح هذه المـ.ـعركة باتت واضحة مع استمرار ميليشيات النظام بحــ.شد قواتها هناك.
إذ أفادت مصادر ميدانية بأن مئات العناصر من قوات النظام والميليشيات الداعمة لها قد وصلت إلى منطقتي الحاضر وعبطين في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن قوات النظام وبعد فشلها في التقدم باتجاه مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وسيطرتها على الطريق الدولي M4 تسعى الآن للتقدم على محور ريف حلب الجنوبي.
أم ضغوط أمريكية؟
ومع كل ذلك، هناك من يرى بأن الهدنة الروسية هي استجابة للضــ.ـغوط الأمريكية التي أعلنت مساندة الموقف التركي في إدلب، مطالبة بتنفيذ وقت التصـ.عيد هناك، وضرورة التزام روسيا بالقرارات الدولية المتعلقة بالشأن الروسي، ويدللون على ذلك باستخدام الفصائل لصـ.ـواريخ “التاو” المضـ.ـادة للـدروع مؤخراً على الجـ.ـبهات ضـ.ـد قـ.ـوات النظام، وهي صـ.ـواريخ أمريكية بالمناسبة.
وربما يكون هذا الضـ.ـغط الأمريكي هو الذي أجـ.ـبر الروس على الرضوخ للضـ.ـغوط التركية، والتي تربطها بها علاقات جيدة على المستوى الاقتصادي إضافة أن عدة ملفات في المنطقة تربطهما معاً، بينها الملف الليبي الذي يحتل مكانة مهمة بالنسبة لكلا الجانبين.