من جديد، يعود جواز السفر السوري ليحتل الصدارة في قائمة أقوى جوازات السفر عالمياً، ولكن من أسفل القائمة وليس من أعلاها! فبحسب آخر تصنيفات مؤشر “هينلي” العالمي لجوازات السفر، تذيّل جواز السفر السوري مرة أخرى قائمة أقوى الجوازات لسنة 2020 إلى جانب كل من العراق وأفغانستان.
واحتل جواز السفر السوري الذي يسمح بدخول (29) بلداً فقط المرتبة (105)، تلاه العراقي في المرتبة (106)، والأفغاني في آخر القائمة، فيما حققت الإمارات العربية أفضل المراتب عربياً، واحتلت المرتبة (18)، بينما تصدرت اليابان القائمة واحتلت المرتبة الأولى، تلتها سنغافورة في المرتبة الثانية.
واعتمد مؤشر هينلي للجوازات في هذا التصنيف على الدول التي يمكن لحاملي جوازاتها أن يدخلوها بشكل فوري ومباشر من دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول مسبقاً.
إقرأ أيضاً : من بينها جوازات السفر المنتهية قرارات هامة تتخذها الحكومة التركية لصالح السوريين في تركيا
وقال مدير العلاقات العامة في مؤشر هينلي “بادي بليور” بأن غالبية البلدان التي تذيّلت القائمة قد شهدت أوضاعاً سياسية غير مستقرة خلال السنوات الماضية، مضيفاً بأن البلدان التي تتذيل القائمة تواجه تحديات جدية فيما يتعلق بالسيادة الوطنية والقضايا الجيوسياسية والشلل في الحياة الديمقراطية وسيادة القانون، على حد قوله.
وبالرغم من الوضع المزري الذي يتعرض له الجواز السوري مؤخراً، صرحت وزارة الداخلية لدى نظام الأسد عن نيّتها إطلاق “جواز السفر السوري الإلكتروني” خلال العام القادم 2020، وذلك بعد تلقي عرض ثاني لإصدار الجواز بعد إخفاق العرض الأول قبل أشهر.
مهزلة الجواز الإلكتروني
وتحدث وزير الداخلية في حكومة نظام الأسد “محمد رحمون” عن ضرورة إنجاز هذا المشروع خلال العام القادم، مؤكداً بأنه لا يمكن اخـ.ـتراقه، بعد دراسة الأمور الفنية من كافة النواحي على حد زعمه.
وكانت وزارة الداخلية لدى نظام الأسد قد أعلنت في شهر شباط فبراير الماضي عن الانتهاء من دفتر الشروط الخاصة بمنح جواز السفر السوري الإلكتروني، معتبرةً بأن هذا الجواز بات مطلباً عالمياً على حد زعمها، بعد أن أصبح المواطن السوري عاجزاً على الدخول إلى أيّ بلد بجوازه العاديّ.
الأسوأ قيمةً، الأغلى ثمناً !
وكانت داخلية النظام قد ادعت في شهر نسيان أبريل من العام الماضي بأنها قد أطلقت “الجواز الإلكتروني” ليتمكن المواطن من الحصول عليه من منزله، عبر وسائل الاتصال المتوفرة بحسب زعمهم، ويأتي ذلك بالتعاون مع “وزارة الاتصالات والتقانة” و”مصرف سورية المركزي” وبدعم من حكومة النظام.
هذا ويعتبر جواز السفر السوري الأغلى كلفةً والأسـ.ـوأ قيمةً على مستوى العالم، وذلك من حيث تكلفة الإصدار والتجديد، مقابل أنّه لا يخوّل حامله من دخول أي بلد في العالم بشكل مباشر وبدون “فيزا”، وتبلغ تكلفة الجواز في خارج سوريا نحو 300 دولار للعادي، و800 دولار للمستعجل، عدا عن الكلف الأخرى التي ترافق استصدار الجواز بما يجعل الكلفة الاجمالية أحياناً تتجاوز الألف دولار.