لقد أصبح كل لقاء يجمع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” برأس النظام السوري “بشار الأسد” في كل زمان ومكان مادة دســ.مة جداً لناشطي منصات التواصل الاجتماعي الذين يستخرجون منها عشرات الإهـ.ـانات المبطنة أو الواضحة بحق الأسد ونظامه، ويسخــ.رون منها.
وفي هذا السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس مقطعاً مصوراً قامت بإنتاجه شبكة “العربي” الإعلامية، حمل عنوان “كيف تحرج بشار في 8 خطوات”، ورصد مواقف يتعمد فيها الرئيس الروسي إهـ.ـانة الأسد وسط عقر دارة بدمشق المحتلة.
وبحسب الفيديو، فإن الموقف الأول المهـ.ـين لبشار الأسد هو زيارة الرئيس الروسي إلى دمشق دون إبلاغ بشار الأسد بذلك، والتجوال بحراسة شخصية روسية وسط العاصمة السورية.
إقرأ أيضاً : العلاقة الحقيقية بين الأسد وبوتين إبان زيارة الأخير إلى دمشق وروسيا ترسل رسائل عميقة بهذا الشأن
وتتمحور المواقف الأخرى حول تعمد بوتين إهـ.ـانة بشار الأسد عبر استدعائه إلى مقر القوات الروسية في دمشق، مع السماح له باصطحاب وزير دفاعه فقط، فضلاً عن امتلاء المكان بالموظفين الروس وصور رموز الدولة الروسية.
وقد نال الوزير أيوب حصته من الإهـ.ـانة الروسية هذه المرة وعلى نطاق واسع، فخلال الزيارة المفاجــ.ئة للرئيس الروسي إلى مقر القوات الروسية بدمشق ولقائه الأسد برفقة أيوب، أُجلس الأخير على مقعد صغير، فيما خصصت الكراسي الكبيرة لكل من بشار الأسد وبوتين ووزير دفاعه “سيرغي شويغو”.
أما بالنسبة لحصة الأسد من الإهانـ.ـات، فقد كانت حافلة كالعادة! فلم يتم استقبال بوتين في “قصر الشعب” كما هي الأعراف الدبلوماسية في هذا الشأن، بل جرى اللقاء بين بوتين والأسد في مركز قيادة العمليات العسكرية الروسية بدمشق، ليتم استدعاء الأسد إليه وكأن بوتين هو الذي يدعوه للقاء على أرضه هو، وليس على أرض يفترض بأنها للأسد.
في 8 خطوات.. الدليل السريع “لإحراج” بشار الأسد ?#التلفزيون_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/lOcSOhvKYT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 10, 2020
دلالات عميقة
وبدا واضحاً خلال الزيارة بأن الأسد لم متفــ.اجئ تماماً بزيارة سيده الروسي – وليس نظيره بكل تأكيد – حيث أتى في اللحظة الأخيرة ليلقاه في مركز القيادة الروسية بدمشق وليس من المطار.
كما غاب علم نظام الأسد عن اللقاء وسط وجود علمين روسيين في القاعة، وثلاث صور ضخمة بينهما لكل من الرئيس الروسي ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه، وسط غياب تام لأي شيء يمت بأي صلة لنظام الأسد، وكأن الصور مأخوذة في روسيا، لا في عقر دار نظام الأسد ومركز “سيادته الوطنية” المزعومة.
السيد والعبد
وتعتبر زيارة بوتين إلى سوريا منذ ثلاثة أيام هي الثانية من نوعها للبلاد خلال الثورة السورية، وذلك بعد زيارته إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية العام الماضي وإهانـ.ـته لبشار الأسد عبر تنفيذ بروتوكولات مهيـ.ـنة وغير معتادة بحق رؤساء الدول.
ويعتبر الروس حالياً سادة القرار في مناطق سيطرة نظام الأسد، كونهم يتحكمون في جميع مفاصل النظام الحيوية، ويفرضون ما يريدونه إزاء جيشه وفروعه الأمنية، والتي كان آخرها إخراج “الفرقة الرابعة” من مدينة دوما بالـ.ـقوة خلال الأسبوع الماضي.