كشف مقطع مصور نشرته وسائل إعلام روسية إبان زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى دمشق ولقاءه برأس النظام السوري “بشار الأسد” حديثاً دار بين الاثنين خلال زيارتهما للكنيسة المريمية الأرثوذوكسية في دمشق حول الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
وخلال اللقاء عقّب الأسد مازحاً – وضاحكاً ضحكته البلهاء إياها – بقوله لبوتين: “في حال مشى ترامب بهذا الطريق أيضاً، سيتحسن وضعه”، في إشارة إلى محبة ترامب للمظاهر الدينية، ورغبته بزيارة الأماكن المقدسة.
فردّ عليه بوتين بالقول: “أعتقد أنه يستطيع، قم بدعوته إلى دمشق”، الأمر الذي رحّب به بشار الأسد، مبدياً استعداده لقبول زيارة القيادة الأمريكية “المزعومة”، بينما عقّب بوتين بأنه سيوصل تلك الدعوة إلى ترامب شخصياً.
إقرأ أيضاً : ثمانية مرات قام بوتين بإهانة بشار الأسد في زيارته الأخيرة لدمشق (فيديو)
وتأتي هذه المودة “المفاجــ.ئة” من الأسد بالرغم من الإهانات العديدة التي تلقاها من ترامب بشكل واضح ومباشر، والتي كان آخرها وصف ترامب للأسد عبر لقاء تلفزيوني شاهده الملايين حول العالم بـ “الحيوان” عقب قصــ.فه لمدينة “خان شيخون” بالســ.لاح الكيــ.ماوي في نيسان أبريل من عام 2017.
ويحدث كل هذا بينما يحتدم صراع أمريكي روسي حقيقي مؤخراً في سوريا، وخاصة بعد أن انتقلت ساحة المواجهة إلى الشرق السوري، إذ صرح مسؤولون في البيت الأبيض مراراً بأن وزارة الدفاع الامريكية تهدف إلى إيقاف زحف الروس إلى منابع النفط والاستيلاء عليها.
وأضاف مسؤول أمريكي مطلع على الخطة بأن البنتاغون على إطلاع على تقارير تفيد بنيّة روسيا عبور نهر الفرات والتوجه لحقول النفط في المنطقة، ولذلك تم إقرار مقترح يقضي بنشر دبابات أمريكية في المنطقة.
مخاوف أمريكية
وتتخــ.وف الولايات المتحدة من تحرك روسي يقطف ثمار الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” في السنوات الماضية، وتقوم بالوقت نفسه بدعم نظام الأسد، ولذلك قررت القيادة العسكرية الأمريكية التحرك قبل أن تبدأ روسيا بتجميع قواتها في المنطقة.
وأكد مسؤولان مقربان من البيت البيض وجود مخاوف حقيقة من التحركات الروسية في دير الزور، والتي تحتوي على منابع النفط السوري، مؤكدين بأن البيت الأبيض يبحث كذلك في خيارات أخرى، معتبرين بأن هدف الولايات المتحدة حالياً هو “ردع الروس ونظام الأسد من الدخول لتلك المنطقة”.
صــ.راع أم تكامل أدوار؟
وتسبب التهــ.ديد الروسي بانعكاس كبير لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد بسحب كامل القوات الأمريكية من سوريا، إلا أنه عاد وقرر إبقاء عدد كبير من جنوده – قرابة 600 جندي – في سوريا حول منابع النفط وبعض المناطق الهامة في شرقي سوريا.
ويدور صراع حقيقي مؤخراً وسباق في السيطرة بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في مناطق شرقي سوريا بشكل خاص، والتي تشكل خزناً هائلاً للثروات السورية، ليس النفط بأقلها شأناً.