في أول بادرة منه إزاء نظام الأسد منذ توليه مقاليد السلطة، أعرب السلطان العماني الجديد “هيثم بن طارق بن تيمور” عن شكره وتقديره لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، رداً على تعـ.ازيه ومواساته في وفـ.اة السلطان العماني الأسبق “قابوس بن سعيد” يوم الجمعة الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية اليوم الثلاثاء بأن السلطان هيثم قد استقبل وزير خارجية نظام الأسد “وليد المعلم” في العاصمة العمانية مسقط، لتقديم التعزية في وفاة السلطان قابوس.
وقالت الوكالة: “عبّر جلالة السلطان المعظم عن خالص شكره وتقديره لفخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على تعـ.ازيه الخالصة ومواساته الصادقة، داعيا المولى القدير أن يجنبه والشعب السوري الشقيق كل سوء ومكروه”.
إقرأ أيضاً : شروط تشبيحية جديدة تضعها سفارات الأسد على السوريين لاستصدار جوز السفر
وفي واقع الأمر، لم يعد أي شيء مستغرباً من دولة “سلطنة عُمان” ومن دورها الغريب ضمن سلسلة علاقات معقدة في المنطقة، ليس أولها علاقاتها المتينة مع إيران، وليس آخرها مشوار التطبيع المكشوف الذي بدأت به مؤخراً مع إسرائيل.
لذلك لن يكون أمراً استثنائياً أن تبقى سلطنة عمان محتفظة بكامل علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع نظام الأسد الخارج عن الشرعية الدولية، في مخالفة صريحة وواضحة لكل ما اتفقت عليه الدول العربية منذ بدء الثورة السورية وتعاطي هذا النظام معها بأسلوبه الذي بات معروفا.
ورغم العودة التدريجية لبعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع نظام الأسد، إلا أن علاقة عمان بهذا النظام ستبقى هي الأثبت والأقوى، وهذا ما أكدته الزيارة التي قام بها وزير خارجية السلطنة إلى دمشق منتصف العام الماضي، والتي حملت الكثير من الدلالات.
رسالة إلى الأسد
وقد كشفت مصادر إعلامية سعودية آنذاك، عن الرسالة التي حملها وزير خارجية سلطنة عمان “يوسف بن علوي” إلى رأس النظام السوري، مشيرة إلى أن الوزير العماني قدم عرضاً سياسياً متكاملا للأسد في ذاك الوقت.
ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية عن مصدر قوله ان بن علوي قد قدم عرضا سياسيا متكاملا على الأسد، يقضي بإنهاء الصـ.ـراع في سوريا والمضي في تثبيت الاستقرار بتوافق إقليمي دولي، خصوصا من الجانب الأمريكي، حيث تدعم إسرائيل هذا التوجه، مقابل إعلان الأسد انتهاء الحـ.ـرب في سوريا والطلب من إيران مغادرتها.
وأضاف المصدر بأن اللقاء استمر لمدة ساعتين، إذ عقد بن علوي لقاءين، الأول مغلق انفرد فيه ببشار الأسد، فيما كان الثاني بحضور وليد المعلم وزير خارجية الأسد، والذي تربطه علاقة مميزة مع الوزير العماني.
تفاهمات في شتى الصعد
وقالت الصحيفة نقلا عن مصدرها بأن النقاش ركز على نقطة وحيدة وجوهرية، وهي كيفية التعامل مع النفوذ الإيراني في سوريا، أو طـ.ـرد المليشيات الإيرانية، إذ أوضح بن علوي للأسد بأن التقاطـ.ـعات الدولية في سوريا تتعلق بالوجود الإيراني، وبقاء هذا النفوذ والمليشيات سيكون بمثابة عقبة أمام عودة نظام الأسد إلى المجتمع الدولي.
وسبق أن وقعت عمان مع نظام الأسد مذكرة تفاهم لتوسيع آفاق التعاون المشترك في مجالات النفط والغاز، تتضمن الصناعة والاستخراج وتأهيل وتدريب الكوادر وإقامة مشروعات مشتركة، عقب زيارة وزير النفط والثروة المعدنية السوري “علي غانم” إلى سلطنة عمان عام 2017.