مع ازدياد التغــ.ول الروسي في مناطق شمال شرق سوريا إثر انسحاب قوات التحالف الدولي منها في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، قالت مصادر ميدانية في تلك المناطق مؤخراً بأن القوات الروسية المتمركزة هناك قد بدأت بتأسيس وحدات عسكــ.رية محلية تابعة لها، ومهمتها ستكون حماية القواعد والنقاط العسكرية الروسية، ومرافقتها خلال التجول في المنطقة.
وقد بدأ تأسيس تلك الوحدات المذكورة في مدينتيّ “عامودا” و”تمر” التابعتين لمحافظة الحسكة، واللتين تضمان نقطتين عسكريتين روسيتين، وستتضمن المرحلة الأولى تجنيد 400 شاب، حيث سيتولى عناصر من ميليشيات “قسد” تدريبهم على مختلف أنواع الأسـ.ـلحة بإشراف روسي.
وقالت المصادر بأنه قد جرى اتفاق بين ميليشيات “قسد” وروسيا على تدريب عناصر في منطقة شرق الفرات تتبع إدارتهم لقاعدة “حميميم” الروسية، وتتولى الآن قوات روسية تدريب المليشيات، حيث تقدر الأعداد المتواجدة داخل المعسكر بـ 150 عنصراً.
إقرأ أيضاً : صـ.دام بين الدوريات الروسية والحواجز الأمريكية في شمال شرق سوريا
وبالرغم من وجود مكتب سياسي ينسق الأمور بين الطرفين، حصل مؤخراً خـ.ـلاف في المؤتمر السنوي لقسد حول وجود هذه القوات التي تتبع لروسيا، حيث اعترضت الفصائل العربية المنضوية تحت قيادة “قسد”، ليبرّر قائد التنظيم “مظلوم عبدي” الأمر بأن تلك المجموعات هي مجرد قلة قليلة، ومجرد وهم أمام القوات التركية.
إلا أن عملية التوسعة لتلك المجموعات الروسية جارية، والأعداد فيها تزداد بشكل يومي، ويبدو بأن الهدف من الأمر هو فتح باب “المصالحات” بالمنطقة لصالح نظام الأسد، حيث تعمل روسيا على تجـ.ـنيد أكبر عدد ممكن من شبان المنطقة للعمل على استغلال الفـ.ـشل المتراكم في إدارة المناطق الشرقية، ليساعدوها لاحقاً في فرض نفوذها.
كما ستكون من مهمات هذه القوات المدعومة روسياً أيضاً حماية القوات الروسية أو القـ.ـتال بدلاً منها، فيما يعمل الطيران الروسي على تأمين الدعم الجوي لهذه الميليشيات، كذلك يعمل الروس على المواءمة مع طبيعة المناطق جغرافياً وديموغرافياً التي لا تقبل بوجود الروس لوحدهم.
اهداف روسيا
وتحاول روسيا من إنشاء هذه المليشيات توسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات، خصوصاً أن المفاوضات مع “قسد” قد فشلت بتحويلها إلى ميليشيا تتبع لروسيا، لذلك عملت على إيجاد منافس لها في المنطقة، خصوصاً أن روسيا تنظر إلى قسد على أنها “ذراع أميركية” في سوريا أولاً وآخراً.
وأشارت المصادر إلى أن روسيا قد عمدت إلى توسيع نقطتيها العسكرتين في تل تمر وعامودا، وأرسلت عربات مصفحة ومروحيات إسعاف، ومن المتوقع أن تصل العشرات من البيوت المسبقة الصنع إلى النقطتين من أجل تعزيز قواتها في المنطقة إثر دخول القوات الروسية لشرق الفرات بعد انطلاق عملية “نبع السلام” التركية.
توسيع النفوذ
وخلال الشهرين الماضيين، تمركزت الشرطة العسكرية الروسية في 10 نقاط وقواعد على الأقل شمالي سوريا، بعضها كانت قواعد أميركية قبل أن تنسحب منها الأخيرة إثر انطلاق عملية “نبع السلام” التركية في تشرين الأول أكتوبر.
كما عملت إيران بالمقابل على تأسيس مليشيات تابعة لها في شرق سوريا إلى جانب استقدام مليشيات ومقاتـ.ـلين من خارج سوريا بينها ميليشيا “حزب الله” والمقاتلين الأفغان ضمن “لواء فاطميون”، وهم متركزون غالباً في القسم الغربي من محافظة دير الزور.