مع استمرار حملة التصـ.ـعيد ضد محافظة إدلب ومحيطها من قبل نظام الأسد والاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية مقالاً للطبيب السوري المغترب “زاهر سحلول” حمل عنوان: “المـ.ـآسي التي رأيتها في سوريا لم أرها في أي مكان آخر”.
ومن خلال مقاله، حاول سحلول بأن يصف مشاهداته في سوريا عندما سافر إليها قادماً من ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، بعدما علقت الأمم المتحدة برنامج المساعدات التابع لها في سوريا بشكل مؤقت.
وقال سحلول في سياق مقاله: “وقفت في قلب حقل طيني قرب إدلب أراقب نحو 1150 مخيم إيواء للنازحين داخلياً حيث كان الطين يتراكم بارتفاع يزيد على 60 سنتيمتراً والأطـ.ـفال يرتجـ.ـفون بسبب البــ.رودة الشـ.ديدة المعتادة خلال شهر كانون الثاني”.
إقرأ أيضاً : بعد استمرار التصـ.عيد على إدلب .. بيان للأمم المتحدة بخصوص الهدنة في المنطقة
وقال سحلول بأنه وقبل ثلاثة أسابيع فقط من وصوله إلى سوريا، كانت هناك موجة نزوح أخرى للمدنيين، موضحاً أنه بعد نحو 10 سنوات من الصـ.ـراع في سوريا يبدو أن الأمم المتحدة والعالم بأسره قد تنكروا للشعب السوري وتركوه يعيش وسط هذه الظروف.
وتابع بالقول: “لقد أتيت من كاليفورنيا إلى سوريا بهدف دعم الناس هنا والمساهمة في جلب الدعم من الولايات المتحدة، ولقد ذهبت سابقاً إلى مناطق عدة تعرضت لكـ.ـوارث مع منظمة ميدغلوب حيث نوفر الإمدادات الطبية للمهجرين واللاجئين، وشاركت في مهمات في اليمن وكولومبيا وغزة ومواجهة أزمة اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، لكن ما يحدث في إدلب أسـ.ـوأ من كل ذلك بمراحل”.
وقال أيضاً: “لازال القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يوفر الحماية للمدنيين والمستشفيات والأطـ.ـفال قيد الانتـ.ـهاك في إدلب بشكل يومي ومؤسف من قبل دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، وهو الأمر الذي لا ينبغي أن يصبح أمراً معتاداً حتى لو كان في زمن الحرب”.
احصائيات غير مسبوقة
وتابع سحلول مقاله بالقول: ” تعرض طـ.ـفل سوري واحد على الأقل للقـ.ـتل يومياً في الغارات الروسية السورية خلال العام الماضي، وخلال شهر واحد هو تموز 2019 قـ.ـتل أطفـ.ـال أكثر ممن قـ.ـتلوا في العام 2018 بالكامل”.
بالمقابل صرحت الأمم المتحدة في أواخر الشهر الماضي بأعداد النازحين خلال أسبوعين من التصــ.عيد العسـ.كري الأخير في محافظة إدلب وذلك تزامناً مع تكثيف قوات نظام الأسد وحليفه الروسي من وتيرة غــ.اراتهما على المنطقة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في بيان له صدر اليوم بأنه: “بين 12 و25 كانون الأول ديسمبر، نزح أكثر من 235 ألف شخص من شمال غرب سوريا”، مشيراً إلى أن كثيرين منهم نزحوا من مدينة معرة النعمان وقرى وبلدات في محيطها، وجميعها باتت “شبه خالية من المدنيين”.
أين المفرّ؟
ويتوجه النازحون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالاً، مثل إدلب وأريحا وسراقب، أو إلى مخيمات النازحين المكتظة بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى الحدود السوية التركية.
وأشار التقرير إلى أن بعض النازحين ممن هربوا إلى منطقة سراقب شمالاً، قد اضطروا إلى النزوح مرة أخرى تفادياً للتصــ.ــعيد الذي قد يطال مدينة سراقب أيضاً، بالترافق مع حملة قصـ.ـف على ريف حلب الغربي أيضاً.