في مقال له ضمن صحيفة “ميلّيت” التركية، شرح الكاتب التركي “سامي كوهن” أسباب لجوء نظام الأسد إلى التصـ.ـعيد مؤخراً في محافظة إدلب السورية، وإصراره على المضيّ فيه بالرغم من كل اتفاقيات الهدنة والتهدئة ذات الصلة.
وفي هذا الصدد، قال كوهن بأنه لا يمر يوم إلا وتأتي الأخبار عن إطلاق نـ.ـار واشتبـ.ـاكات في إدلب، ما يعكس الصور المأسـ.ـاوية المتزايدة للمدنيين ضــ.حايا تلك الهجـ.ـمات، مفسراً ذلك بأن الأسد يريد الذهاب إلى مؤتمر جنيف المقبل بموقف قوي، من خلال فرض سياسة الأمر الواقع في الميدان، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية تشجعها وتدعمها روسيا حليفته الأقوى.
وتابع بقوله بأن خرق إطلاق النـ.ـار متواصل على الرغم من دعوة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” قبل ثلاثة أسابيع للالتزام بالتهدئة الموقعة بينهما حول إدلب ومحيطها.
إقرأ أيضاً : اتفاق تركي أمريكي جديد حول إدلب والهدنة في المنطقة
وقال كوهن بأن الأمل كان كبيراً بامتثال كافة الأطراف في سوريا لوقف إطلاق النـ.ـار، بما يتيح للدبلوماسيين الذين سيجتمعون في جنيف الفرصة للجلوس على طاولة السلام، إلا أن هذا لم يتم للأسف.
وتسائل الكاتب التركي عن سبب عدم استجابة النظام السوري لطلب بوتين بالتهدئة، ومن المعلوم أن روسيا هي الدولة التي يخضع النظام لأوامرها، ومن المعروف أن الأسد لم يكن في وضع يسمح له بالاعتراض على أوامر بوتين طوال الفترة الماضية.
لكن الصورة اليوم في إدلب مختلفة حسبما قال كوهن في مقاله، فقد أشار إلى احتمالين في هذا الصدد: إما أن الأسد لا يستمع لأوامر بوتين ويقعل ما يريده بإدلب، وإما أن الرئيس الروسي لا يعطيه أمراً قطعياً بإيقاف الهـ.ـجمات ولا يجري الضغط اللازم لذلك، وخاصة وأن القوات الروسية تشارك في القـ.ـتال اليوم إلى جانب نظام الأسد في معاركه الحالية.
الضامن الروسي
وأكد كوهن بأن بوتين يظهر للجميع بأنه الضامن الوحيد لوقف إطلاق النـ.ـار من جهة، ومن جهة أخرى يأمر مقاتلاته بالقـ.ـصف على إدلب والوقوف إلى جانب قوات الأسد، ولفت إلى أن العمليات الأخيرة التي يقوم بها الأسد بريفي إدلب وحلب، تأتي ضمن استراتيجية يحاول تطبيقها بموافقة ودعم من الرئيس الروسي.
وتابع كوهن مقاله بأنه وعلى الرغم من أن قوات النظام تمر بوقت عصـ.ـيب، لكنها تمكنت من السيطرة على بعض المناطق في الأشهر القليلة الماضية، وأكد أن أحد أسباب رغبة الأسد بمواصلة الهـ.ـجمات بريف إدلب – رغم قرار وقف إطلاق النـ.ـار – هو الذهاب إلى مؤتمر جنيف المقبل بموقف قوي من خلال فرض سياسة الأمر الواقع بالميدان، لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية تشجعها وتدعمها روسيا.
الموقف التركي
أما فيما يخص الموقف التركي، لفت الكاتب إلى أن تركيا هي “المهندس الرئيسي” لوقف إطلاق النـ.ـار في إدلب، وتحاول إدارة ذلك مع روسيا، لكن الهـ.ـجمات الأخيرة وموقف روسيا تجاهها، تسببت بإحبـ.ـاط شديد لدى تركيا.
وختم مقاله بالإشارة إلى تصريحات للرئيس التركي حول العلاقة مع روسيا بشأن القضية السورية، موضحاً بأن تركيا تسعى للحفاظ على “العلاقة الاستراتيجية” مع موسكو رغم الاختلاف بالمواقف، وتعطي الأولوية لمصالحها بذلك.