تخطى إلى المحتوى

الشاب السوري محمود عثمان الذي أنقذ المرأة التركية وأصبح حديث وسائل الإعلام

لم يستطع محمود عثمان، ابن مدينة كرناز، بريف حماة، أن يقف صامتاً أمام مأساة إنسانية، هزّت ولاية أيلازغ التركية، جرّاء زلزال قوي ضــ.ربها، ليل الجمعة، وتمكّن من انتشال امرأة كانت عالقة تحت الركام.

“محمود” أنهى المهمة، التي حضر الكثير منها في سوريا، لكن بطرق مختلفة، وأكثر قــ.ساوة، ولم يتوقّع أن يصبح حديث الإعلام التركي، بعد ساعات.

إقرأ أيضاً تركيا تبحث عن شاب سوري اسمه محمود أنقذ امرأة تركية (فيديو)

السيدة التركية، نفسها، تخرج إلى الإعلام، وهي في إحدى المستشفيات، وتسأل عن سوريّ اسمه محمود، ساعدها وعرّض نفسه للخــ.طر لإنقاذها، ثمّ تلوم السيدة من يتعرّض للسوريين بأي إساءة.

يقول محمود (22 عاماً) في حديث خاص لموقع بروكار برس: حدث الزلزال، فهرعتُ على الفور إلى أكثر الأماكن تضرراً، وصعدت فوق الركام، وبدأت أنبش أنا ومجموعة من الأتراك، وتمكّنا بسهولة من إخراج زوج السيدة.

“فجأة سمعت صوت سيّدة بعيد، تتألم تحت الركام، وبدأت أحفر بيدي” يكمل محمود، الذي أوضح أنّ حديثاً دار بينه وبين السيدة، قبل أنّ يغمى عليها، حيث اكتشفت أنّ لغته التركية ضعيفة، وعندما علمت أنّه سوري، شكرته على عجل، وتناوبا على جرّة الأوكسجين عدّة مرات قبل أن يغمى عليها، وتنقل إلى المستشفى.

يضيف محمود، الذي يدرس “هندسة ميكانيكية” أنّه مستغرب من هذا التفاعل مع العمل الذي قام به، مشيراً إلى أنّ أي سوري أو أي إنسان لا يمكن أن يقف صامتاً أمام مأساة أحد، وما فعله هو أقل الواجب الإنساني.

وقالت السيدة التركية، أمس السبت 25 من كانون الثاني، في تسجيل مصور، “أتعرفون السوريين الذين نرميهم بالحجارة (ننتقدهم)؟ إن طفلًا منهم اسمه محمود ظل يحفر في الأنقاض بأظافره حتى تمزقت يداه وهو يحاول إخراجنا”.Advertisements

إقرأ أيضاً خبراء يتوقعون زلزال كبير قادم يمتد من تركيا إلى سوريا ويشمل هذه المناطق (صور)

وأضافت السيدة التركية أنها لن تنسى ذلك الموقف، “لقد كان نصف جسدي تحت الأنقاض وصرخنا أنا وزوجي، هل من أحد يسمعنا؟ لقد تم إنقاذنا بمعجزة، ومن أنقذنا سوري يدعى محمود”، بحسب ما ترجمت عنب بلدي للتسجيل المصور.

ووعدت السيدة بأنها بعد تعافيها وخروجها من المشفى، ستبحث عنه لتشكره على ما قدم من جهد، رغم أنه كان شخصًا عاديًا لا يملك المعدات المناسبة من أجل الحفر لينقذها بيديه العـ.ـاريتين.

وتدعى السيدة التي تبحث عن الشاب نوردان أيدن، وهي ناجية من الزلزال الذي ضرب ولاية ألازيغ شرقي تركيا، يوم الجمعة 24 من كانون الثاني، بقوة 6.8 على مقياس ريختر.

مدونة هادي العبد الله