تخطى إلى المحتوى

طريق دولي في شمال شرقي سوريا يشكل نقطة الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة

تشهد مناطق شمال شرق سوريا حـ.ـرباً باردة بين الجانبين الروسي والأمريكي للنفوذ والسيطرة، وذلك منذ بدء عملية “نبع السلام” التركية وتداعياتها على المنطقة، والتي أدت إلى تغير خارطة السيطرة بين كل القوى الفاعلة على الساحة السورية.

وكمظهر من مظاهر هذا التسابق، قالت مصادر محلية مطلعة بأن الأمريكيين يسعون إلى السيطرة على كامل الطريق الدولي في شمال شرقي سوريا “M4” باستثناء الأجزاء التي سيطرت عليها تركيا، مقابل أن يتواجد الروس في النقاط الحدودية فقط.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الأمريكيين يتمسكون بالسيطرة على كلّ المناطق النفطية مع الطريق الدولي، لكن الروس يرفضون ذلك ويسعون بدورهم للسيطرة على أجزاءٍ من هذا الطريق، ونتيجة ذلك لم تتوقف المشاورات بين الجانبين منذ أيام، لكن لم يثمر عنها أي اتفاق بعد.

إقرأ أيضاً : القوات الأمريكية في شرق سوريا تمنع وتعترض طريق دورية روسية (صور)

وبحسب ما نقلته تلك المصادر، فإن الأمريكيين يرفضون تواجد الشرطة العســ.كرية الروسية على ما تبقى من الطريق الدولي، والذي تسيطر عليه حالياً وحدات من قوات نظام الأسد والشرطة العسكرية الروسية.

وبالترافق مع كل ذلك، لا يزال الخـ.ـلاف قائماً بين الجانبين، حيث تشهد المنطقة مشـ.ـاحنات وصـ.ـدامات يومية بين الدوريات الأميركية وبين الشرطة العسكرية الروسية التي تتمركز في أجزاء من الطريق الاستراتيجي، والذي يربط بين الحسكة شرقاً وحلب غرباً.

وشهدت بلدة “تل تمر” شمالي الحسكة يوم أمس، توتـ.ـراً بين القوات الأمريكية والروسية على خلفية اعتراض دوريات أمريكية للأخيرة على الطريق الدولي M4وذلك بعد نشر القوات الروسية منظومة S400 للدفاع الجوي في مطار القامشلي العسكري، ومحاولات لتوسيع رقعة انتشارهم شمال شرقي سوريا.

حـ.ـرب باردة

بالمقابل استقدمت القوات الأمريكية تعزيزات عسكرية إلى المناطق النفطية في محافظتي الحسكة ودير الزور بالتزامن مع توسيع قاعدتها في “تل بيدر” الواقعة على الطريق الدولي M4 بالقرب من بلدة “تل تمر”، فضلاً عن تطويرها لمهبط الطائرات الحوامة بالقرب من الحسكة.

وسبق أن وقعت اشـ.ـتباكات بالأيدي بين جنود من القوات الأمريكية والروسية أواخر الشهر الماضي في بلدة “تل تمر” بريف الحسكة الشمالي على خلفية وجود الطرفين في المنطقة ذاتها، كما شهدت منطقة المالكية شرق القامشلي استـ.ـفزازات مشابهة واعتراض دوريات من كلا الجانبين لبعضهم.

التدخل الروسي

وأشارت المصدر إلى أن الروس يحاولون الوصول إلى مواقع استراتيجية ومنابع نفطية شمال شرق سوريا، إلا أن القوات الأمريكية تستمر في منعها من ذلك.

الجدير بالذكر أن القوات الروسية دخلت مناطق سيطرة ميليشيات “قسد” شمال شرقي سوريا بموجب اتفاق معها بهدف مواجهة تمدد عملية “نبع السلام” التي أطلقت في التاسع من شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت، تحاول روسيا التمدد في المنطقة قدر الإمكان على حساب النفوذ الأمريكي القديم.

مدونة هادي العبد الله