لازالت روسيا ومعها نظام الأسد مصرين على خيار الحسم العســ.كري ضد آخر معاقل الثورة في محافظة إدلب السورية ومحيطها من أرياف حلب واللاذقية وحماة، ويتمثل ذلك بالتصـ.ـعيد العسكري ضد تلك المناطق، رغم كل الضغوط الدولية والاتفاقيات المبرمة مع الجانب التركي في هذا الشأن.
وقد بدأت قوات نظام الأسد وحلفاءه معــ.ركة بنفس الوقت على ستة محاور عسكرية موزّعة على جبهات حماة وادلب وحلب، حققت في بعضها مزيداً من التقدم وسيطرت من خلالها على بلدات عدة لتصل إلى مشارف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.
وحول أسباب هذا التصـ.عيد العسكري والإصرار عليه، قال الخبير العسكري العميد “أحمد رحال” في تصريح لموقع “أورينت نت” بأن: “روسيا دائماً تُعيد وتكرر خلال تصريحاتها أنها تطبّق بنود اتفاقات أستانا وسوتشي، وأن هناك بنودا كان مُتفق عليها مع الجانب التركي والآن جاء دور تطبيقها ولو بالقوة”.
إقرأ أيضاً: وزير الخارجية التركي يكشف لصحيفة ألمانية مصير اتفاقية اللاجئين والتطورات في سوريا
وتابع بالقول: “روسيا أكدت خلال تصريحاتها وما تسعى إلى تطبيقه حالياً هو وجود ثلاثة بنود اتفقت عليها مع تركيا ومع المعارضة السورية خلال اجتماعات أستانا وكذلك اتفاق سوتشي، وهذه البنود هي: سيادة الجمهورية العربية على أراضيها، وهذا يعني أن بشار الأسد ونظامه هو الذي يجب أن يسود ادلب وباقي سوريا كونه المعترف به في الأمم المتحدة”.
وأكمل بقوله: “أما البند الثاني فهو محاربة الارهـ.ـاب في ادلب، وهذا ضوء أخضر للروس ونظام الأسد بكل معـ.ـارك ادلب بحجة مكافحة الارهـ.ـاب المتمثّل لديهم في هيئة تحرير الشام، والبند الثالث والأهم هو الموافقة على إعادة الطرق الدولية للإشراف الروسي، وبما أن ذلك لم يحصل بعد، أصرّت روسيا على تطبيقه بالقوة”.
وتابع العميد رحال قائلاً: “روسيا ترى أن كل ما حققته على الأرض السورية منذ عام 2015 لم يُصرف لها حتى اللحظة أي مزايا سياسية أو اقتصادية، فالقـ.ـصف والتصـ.ـعيد العسكري لم يكن لأجل التدمـ.ـير فقط وإنما روسيا تريد تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من ورائه، ولهذا الروس شعروا أنهم لم يُحققوا شيئاً حتى اللحظة”.
إعادة الإعمار
وقال: “إعادة إعمار سوريا ضمن الظروف الحالية قوبل بالرفض الدولي، وكذلك إعادة إنتاج حل سياسي يُرضي موسكو ونظام أسد وطهران ضمن شروطهم تم رفضه كذلك، ولذلك عملت روسيا على إعادة التصـ.ـعيد العسكري لإجبار المجتمع الغربي على الرضوخ لمكاسب روسيا السياسية والاقتصادية في سوريا وإلا الحـ.ـرب هي الحل”.
وأكد على ذلك الخبير العسكري العميد “أسعد الزعبي” خلال حديثه للموقع ذاته قائلاً: “روسيا تريد أن تعمل عملية فك حـ.ـصار اقتصادي عن نظام الأسد، وذلك بالوصول للمعابر الدولية في الشمال، وبالتالي تفرض سيطرتها على معابر شمال وجنوب سوريا، وتضمن بذلك سوريا الغربية وبهذا الوقت يُمكن أن تذهب روسيا للتفاوض والحل السياسي”.
وتابع الزعبي بقوله: “هناك إصرار روسي لحسم المعركة في ادلب بأسرع وقت ممكن، وذلك قبل البدء بتطبيق عـ.ـقوبات قانون قيصر على الشركات الروسية في سوريا، وخاصة أن روسيا قد خـ.ـسرت كثيراً في حربها في سوريا وتحتاج للتعويض الاقتصادي”.
كامل سوريا
وأكمل بقوله: “روسيا وعدت نظام أسد بتسليمه كامل سوريا وإعادة سيطرته عليها بالقوة، وهذا ما دفعها للإسراع بالحسم العسكري في ادلب، تمهيداً لمناطق تلي هذه المحافظة، خاصة أن أشـ.ـرس المعارضين والمدنيين هم من يتواجدون حالياً بإدلب كونهم من كافة أصقاع سوريا وجميعهم رفضوا كل أشكال المصالحة والخضوع لحكم الأسد”.
وبالمجمل، فإن روسيا لم تُشارك في سوريا إلا لتطبيق الحل العسكري الذي تفهمه وتُجيده جيداً، بينما لم تكن مؤتمرات آستانا وسوتشي إلا مـ.ـهازل سياسية لكسب الوقت وذر الرمـ.ـاد في عيون المجتمع الدولي.