يبدو بأن الخـ.ـسائر البشرية الفادحة التي مني بها نظام الأسد على جبهات ريفيّ حلي وإدلب مؤخراً قد دفعته لإعادة إحياء وتشكيل ميليشيات كان قد أمر بحلها في العامين الماضيين بعد تعاظم نفوذها وتسببها بالعديد من المشـ.ـاكل الأمنية، وذلك بهدف إعادة زجها على محـ.ـارق جبهاته المشـ.ـتعلة. نظام الأسد ينشئ ميليشيا جديدة ويرسلها إلى جبهات إدلب
وقد أكدت منصات إعلامية محلية هذا الأمر، بعد نشر صورٍ تظهر وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى جبهات ريف حلب الغربي تحت مسمى “القوات الرديفة”، ومظهرة وصول دفعات جديدة تضم عشرات العناصر من ميليشيا “سرايا العرين 313” او كما يسميها البعض “كتائب الحارث” والتي يقودها “بشار طلال الأسد” ابن عم رأس النظام.
وكانت ميليشيا “سرايا العرين” قد سحبت جميع قواتها من حواجز مدينة اللاذقية ومن جبهات الريف الشمالي منذ قرابة عام بأوامر من جيش النظام وأجهزته الأمنية بعد أن استفحلت مشـ.ـاكلهم وزادت عمليات السـ.ـلب والنـ.ـهب التابعة لهم، ولم تُشارك بأية عمليات قتـ.ـالية منذ ذاك الوقت.
إقرأ أيضاً : ميليشيات نظام الأسد تتحدى تركيا وتوجه رسالة لها بعد سيطرتهم على معرة النعمان (صور)
في السياق ذاته أكد “أبو يوسف جبلاوي” مسؤول لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة المحتلة بأن نظام الأسد قد استقدم مؤخراً العديد من المليشيات الأخرى للقتـ.ـال في معارك إدلب مثل مجموعات من “الدفاع الوطني” و”فوج البواسل” الذي تم تسريح عناصره قبل أشهر، و “بواشق جبلة” التي ظهر عناصرها في المعارك الأخيرة في ريف إدلب.
وقال جبلاوي بأن أن هذا التطور قد جاء بعد قرابة عامين من جهود روسيّة كبيرة في الساحل السوري لإنهاء ظاهرة المليشيات وحلها بالكامل والحاقها بـ “الفيلق الخامس”، حيث كان من المفترض أن ينتهي دور القوات الرديفة بعد تشكيل هذا الفيلق.
وأكد بأن معظم المليشيات الملتحقة بقوات النظام في حلب تتبع لنفوذ المليشيات الإيرانية التي تتولى حالياً مهمة قيادة العمليات في ريف حلب الغربي، مرجحاً أن يكون سبب التحاقها للقـ.ـتال من جديد، كونها أكثر ولاءً لإيران من قوات النظام التي تحوي خليطاً من المـ.ـقاتلين من مناطق مختلفة.
ميليشيات فلسطينية
وكان تقريرٌ لمجموعة العمل من أجل فلسطينيّ سورية، قد ذكر منتصف الشهر الجاري بأن مليشيا “لواء القدس” الفلسطينية الموالية للنظام قد فتحت باب التطويع لديها بجميع الاختصاصات العسكرية من جميع المناطق السورية للقـ.ـتال في أرياف حلب وإدلب.
ونقلت المجموعة عن ناشطين فلسطينيين اتهامهم للواء القدس بتجنيد صغار السن من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم النيرب وحندرات في حلب، وإرسالهم إلى جبهات القـ.ـتال، كما وثقت مجموعة العمل مقـ.ـتل عدد منهم في المعـ.ـارك أيضاً.
المزيد من الجبهات
ويبدو بأن عودة النظام للاعتماد على مليشيات الساحل في معــ.اركه بإدلب وحلب، واستدعائه مئات المُسلحين مُجدداً، يؤشر إلى إمكانية توسيع نطاق هذه العمليات لتشمل مناطق جديدة، ولتثبيت نقاط وحواجز جديدة في المناطق التي تتم السيطرة عليها.
وليس من المستبعد – والحال كذلك – أن يفتح النظام محاور جديدة للقـ.ـتال، مثل إعادة المحاولات للسيطرة على جبهة الكبينة وجسر الشغور، لفتح الطريق الدولي M4 الواصل بين اللاذقية وحلب، ومحاولة وصل هذه الجبهات ببعضها، لعزل ما تبقي من محافظة إدلب.