قامت وكالة أنباء “سانا” التابعة لنظام الأسد صباح يوم أمس بنشر خبر مفاده أن ميليشيات النظام وحلفاءه قد تمكنت من السيطرة على بلدتيّ “مرديخ” و”جوباس” جنوب مدينة “سراقب” في ريف إدلب الشرقي بعد مـ.ـعارك مع الفصائل الثورية.
وفي هذا الصدد، زعمت الوكالة بأن الميليشيات قد باتت على بعد أربع كيلومترات فقط عن مدينة سراقب شرقي إدلب، والواقعة على الطريق الدولي M5، وذلك بعد أن دخلت إلى “مرديخ” و”جوباس” على حد زعمها وقتذاك.
بالمقابل نفت مصادر ميدانية ومنصات إعلامية ثورية صحة تلك الأنباء التي بثها إعلام نظام الأسد، مؤكدة بأن الميليشيات لم تستطع الدخول إلى البلدتين المذكورتين، الأمر الذي دفع “سانا” لحذف ذاك الخبر بعد ساعات من نشره وتناقله على مختلف المواقع الإعلامية الموالية، وحذت حذوها معظم المنصات الإعلامية الموالية.
إقرأ أيضاً : عناصر عصـ.ابة “حزب الله” يعودون من جبهات إدلب وحلب إلى لبنان في التوابيت
وكان ثوار مدينة سراقب والقرى المحيطة بها قد أكدوا أمس على جهوزيتهم الكاملة لصد أيّ هـ.ـجوم محتمل، وذلك قبل أن يبدأ من قِبَل ميليشيات النظام وحلفاءه.
وكان نظام الأسد قد أعلن منذ أيام سيطرته على مدينة “معرة النعمان” ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، ليقترب أكثر من تحقيق هدفه باستعادة الطرق الدولية الاستراتيجية في المحافظة، وقالت مصادر لدى النظام بأن الهدف المقبل هو السيطرة على مدينة “سراقب” في إطار خطتهم لإحكام القبضة على الطرق الدولية.
وبات المدنيون هناك في حالة تخـ.ـوف كبيرة من السيناريوهات الغير معروفة، ومن مغبة سقوط المنطقة المذكورة بيد النظام على غرار ريف حماة الشمالي وخان شيخون والتمانعة والهبيط ومعرة النعمان.
الخـ.ـطر القادم
وكل هذا يعني حرمان مئات الآلاف من المدنيين من منازلهم وأراضيهم وتهـ.ـجيرهم منها، وبالتالي حصرهم في بقعة جغرافية ضيقة شمالي إدلب، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة على مختلف المستويات المعيشية مع قسـ.ـوة الأحوال الجوية.
ويعتبر ملف الطرق الدولية أحد أبرز الملفات التفاوضية في مباحثات أستانا بين الدول الضامنة “تركيا، روسيا، إيران”، ويبدو بأنه حالياً هو الهدف الرئيسي للاحتلال الروسي وحليفه الأسد.
الطرق الدولية
وتطالب روسيا ببسط سيطرة نظام الأسد على تلك الطرق الدولية لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، في وقت يتردد فيه الحديث عن إمكانية تسيير دوريات روسية تركية في المنطقة تجنباً لأي حملة عسكرية، بالرغم من كون هذا الخيار قد بات بعيداً جداً في ظل التغيرات الراهنة.
وتشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من قبل النظام وروسيا وإيران منذ أشهر عدة، تسببت بعشرات المـ.ـجـ.ـازر بحق المدنيين وتشـ.ـريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح إزاء هذا الأمر.