تخطى إلى المحتوى

ورحل البطل .. قصة ثائر سوري عاد من أوربا إلى مدينته سراقب

لم يستطع مفارقة الوطن كثيراً لقد أمن بهذه القضية بكل جـ.وارحه قطع آلاف الأميال بحثاً عن حياة كريمة وآمنة.

لكن قلبه عاد به إلى حيث العشــ.ق الأزلي والراحة الأبدية عاد به إلى تراب وطنه ليفترش أرضه ويلتحف ترابه ويحتضنه كما تحضن الأمن طفلها الغائب.

لقد كان لـ”عبيدة” خيارات كثيرة اسوئها البقاء في اليونان وأفضلها الوصول لأي دولة أوروبية وتقديم طلب باللجوء.

والحياة الفـ.ـارهة لكن خياراً مستحيلاً طرئ على عقله ونبض لأجله قلبه حتى وصف بالمجــ.نون ربما من اللذين سمعوا قراره.

الخيار المستحيل

بعد قطعه رحلة شـ.ـاقة اضطر فيها لبيع كل ما يملك للوصول إلى تركيا ثم اليونان بحثا عن وطن جديد في أوروبا لم يستطع الشاب “عبيدة خالد هلال” ابن الـ25 عاماً صمّ اذانه عما يحدث في مدينته “سراقب” حيث سمع بتقدم الجيش نحوها ومحاولة احـ.ـتلالها ليأخذ أسرع قرار في حياته وربما أخـ.ـطره بالعودة إلى سراقب.

نعم عاد إلى سراقب كل من يقرأ الآن يعرف أن ليس للجميع شجاعة كهذه بالوصول إلى أوروبا وقطع البحار والجبار بين سوريا وتركيا وتركيا واليونان ليعود لمجرد أنه سمع بأن مدينته تسقط؟!

اقرأ أيضاً اسطورة المعرة .. قصة شاب معراوي أوقف تقدم قوات الأسد لوحده

وصل “عبيدة” إلى سوريا ولم يلبث أن وصل حتى حمل ســ.لاحه وتوجه برفقه زملائه اللذين لم يخفوا استغرابهم واعجابهم بقراره بدأ المواجهات مع قوات العــ.دو لم يدخر “عبيدة” أي جهد لقد كان جيشاً مع أصدقائه المعدودين.

نهاية البطل

منع عبيدة ورفاقه قوات العــ.دو من التقدم نحو سراقب لأيام فقط كانوا ينامون في الخنادق ويتناوبون على الحراسة لقد أمضوا اسبوعاً كاملاً دون مساندة ولا طعام يكفيهم، لم يجرؤ العدو على دخول المدينة أو مواجهتهم بعد كل هذا الصمود لكن حصارهم من ثلاثة محاور وخــ.وفهم من الوقوع في كمـ.ـين كأسـ.ـرى أجبرهم على الانسحاب.

لم تتوقف قوات العــ.دو عن التقدم نحو مناطق جديدة ولا لم يتوقف عبيدة ورفاقه أيضاً عن الدفاع لكن وحشـ.ـية العـــ.دو كانت أكبر من شجاعة “عبيدة” فقد استشـ.ـهد عبيدة وهو يحاول مساعدة الجـ.ـرحى من المدنيين الذين أصــ.يبوا في القـ.ـصف على إدلب.

لم يكن يحمل السـ.ـلاح فقط، لقد حمل “عبيدة” تاريخا وقلباً بحجم وطن لقد كان برفقة جميع اقاربه واخوته صفاً واحداً منذ بداية الثورة ضد قوات الأسد وظلمهم لم يستطع أن ينسى عبيدة كل ذلك رغم وصوله إلى بر الأمان لكن السؤال يبقى هنا، “هل تجرؤ على فعل ما فعله عبيدة”؟

مدونة هادي العبد الله