قال الباحث في الشأن التركي الدكتور “علي باكير” أن نظام الأسد وبدعم من إيران وروسيا اختــ.رق كافة الخطوط الحمراء التركية في سوريا.
وأضاف “باكير” في حوار أجراه مع موقع “نداء” أن الأسد لم يكتفي باقتطاع المزيد من الأراضي وتهجير حوالي مليون مدني خلال العملية الأخيرة، وإنما قام باستهداف مباشر لجنود أتراك منتشرين وَفْق تفاهُمات تمّت مع الجانب الروسي.
وهذا يعني أنّ هذه الاتفاقات أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهــ.يار الشامل، وأشار “باكير” إلى ثلاثة حلول من الممكن أن تنتــ.شل تركيا من عملية عسـ.ـكرية ضد الأسد وهي.
إعادة ترميم العلاقات من خلال إجبار الأسد على الالتزام بها بشكل كامل وهو ما يتطلب في هذه الحالة إعادته إلى الخطوط الخلفية، لكن في المقابل قد تطلب موسكو من أنقرة في هذه الحالة تنفيذ التزامها بفصل المعارضة المعتدلة عن “المتطـ.ـرفين”.
وتأتي الخطوة الثانية متمثلة بالتفاوض على اتفاقية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الأخيرة لناحية المناطق التي أعاد نظام الأسد احتلالها، والتعزيزات العسـ.ـكرية التركية الضخمة التي دخلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى إدلب.
هذا السيناريو وبحسب “باكير” يتطلب إعادة رسم خطوط حمراء تركية جديدة وإعطاء قدرات الردع التركية ضد نظام الأسد مصداقية.
وحول العملية العسـ.ـكرية تحدث “باكير” عن الخيار الثالث بوجوب إطلاق عملية عسكرية تركية سواءً لخلق منطقة آمنة فيما تبقى من إدلب والدفاع عنها عسكرياً ضد نظام الأسد مهما تطلّب الأمر نظراً للمخاطر المتعاظمة على الجانب التركي،
اقرأ أيضاً باحث أمني تركي يكشف عن ثلاثة خيارات ستسخدمها تركيا لإيقاف روسيا والأسد في إدلب
أو إطلاق عملية عسكرية لدفع النظام إلى التراجع عن المناطق التي سيطر عليها، لكن السيناريو الأخير يتطلب دعماً عملياً ليس سياسياً فقط، وإنما قد يكون عملياً أيضاً من قِبل الولايات المتّحدة وأوروبا؛ لأنّه قد يضع أنقرة في مواجهة موسكو أيضاً.
سيناريوهات محتملة
ولفت “باكير إلى سيناريو سيء متوقع إذا فشل الطرفان التركي والروسي في الوصول إلى تفاهُم حول الخلافات المتّسعة بينهما، فيعتقد “باكير” أنّ كلاًّ منهما سيلعب ورقته في الميدان، الجانب التركي لن يتردد في إطلاق عملية عســ.كرية حتى إذا رفضت روسيا ذلك.
لكن باكير اشطرت تحييد الطيران الروسي، وهذا لا يمكن أن يحصل من دون دعم من أمريكا والناتو، حتى الآن الموقف الأمريكي الرسمي جيّد جدّاً، لكن الاختبار الحقيقي هو إذا ما كانت واشنطن مستعدةً لتقديم دعم عسـ.كري.
وعبر “باكير” عن شكوك كبيرة في إمكانية إقدام الولايات المتحدة نحو هذه الخطوة، أمّا الموقف الأوروبي فهو سيّئ للغاية بالنظر إلى ردّة الفعل الحالية على التطورات السلبية.
استراتيجيات تركيا في إدلب
وتحدث “باكير” عن أن وضع تركيا صعب جدّاً هذه المرة، لكن لم يعد لديها الكثير من الخيارات لذلك من المفترض أن ترمي بثقلها في هذا الاختبار على حد قوله.
وفيما يتعلّق بتصريح الرئيس التركي بخصوص ضرورة انسحاب قوات الأسد من المناطق التي دخلتها مع نهاية الشهر الحالي، قال “باكير” كما تعلمون، عند التفاوض من الأجدر أن يضع المفاوض سقفه العالي حتى يكسب كل ما هو دونه.
لكن “باكير” أكد أنه من غير الواضح حقيقة ما إذا كان هذا التصريح بمثابة رسم لسقف تركيا العالي في المفاوضات مع روسيا، أم أنّه تبرير لعملية عسـ.ـكرية تركية مرتقبة ضد نظام الأسد.
و الواقع على الأرض يقول إنّ التعزيزات العسـ.ـكرية التركية التي تمّ الدفع بها غير مسبوقة وهو ما يعني أنّ احتمال إطلاق عملية عسـ.ـكرية يبقى وارداً فعلاً.