أحرزت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في الأيام القليلة الماضية تقدمًا واسعًا في ريفي حلب الشمالي والغربي.
وذكرت مصادر محلية بأن الميـ.ـليشيات سيطرة على بلدات معارة الأرتيق وبشنطرة وبشقاتين وتل مصيبين وجمعية الزهراء والليرمون.
وذلك بالإضافة إلى بلدات عندان وكفر حمرة وحيان وحريتان وكفر داعل وشويحنة وتل الشويحنة وبيانون وبابيص، شمال وغرب حلب.
وبحسب مصادر ميدانية فإن ذلك جاء بعد انسحاب الفصائل من المنطقة خــ.وفًا من حصارها، خاصة بعد سيطرة الميليشيات على بلدة الهوتة وأجزاء من عينجارة.
تشرذم فصائلي مستمر
وفي الحديث عن سبب التهاوي السريع للمناطق نقل موقع “أورينت” عن سامي الحلبي، وهو قائد مجموعة شعبية تشكّلت حديثًا للدفاع عن منطقتها:
“ضعف التنسيق بين الفصائل ضمن غرف عمليات موحدة وكذلك تشتت بعضها وانسحاب أخرى هو السبب الأهم لســ.قوط بلدات ريف حلب الغربي”
وأفاد الحلبي: “شكّلنا مجموعات ثورية عسـ.ـكرية من شباب منطقة ريف حلب الغربي لمساندة فصائل الثورة بمعركة ريف حلب”.
“ولكن تفاجأنا بأن الحمل الأكبر قد رُمي علينا لضعف التنسيق بين الفصائل، وعدم وجود قيادة مركزية موحدة صاحبة قرار بالدفاع والهــ.جوم وتأمين اللوجيستيات الضرورية”.
وأضاف أنه وبسبب ذلك حصل أن انسحبت مجموعات من نقاط دون إخبارهم، وتراجعت أخرى بمناطق قبل دخول الميـ.ـليشيات عليها بفترة.
مشاركة متفاوتة
وأكمل الحلبي شهادته لموقع الأورينت قائلًا إن من أسباب سقــ.وط المناطق هو اختلاف نسبة المشاركة بين الفصائل العـ.ـسكرية.
ففصائل شاركت بكافة إمكانياتها، وفصائل زجّت بنسبة ضئيلة من قوتها، وفصائل أخرى شاركت مشاركة غير فعالة.
وأوضح الحلبي: “لم نعرف لماذا تم سحب مجموعات بكامل قوتها من محاور هامة بريف حلب الغربي وزجّها بمحاور ريف إدلب؟”
“فهل هو لتبعيتها وولائها لتركيا مثلًا أم لخطة عسـ.ـكرية لم يحن موعدها بعد؟!”.
وتعجّب القائد العسـ.ـكري من غياب فعالية بعض الفصائل الأخرى كهيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية في هذه المـ.ـعركة.
وكذلك بعض المجموعات “التي لا يمكننا نكران عملها والتي دافعت بكل قوتها واستــ.شهد خيرة شبابها” بحسب قوله.
اقرأ أيضًا: الاحتلال الروسي يصعد في إدلب ويوجه رسائل للثوار والمدنيين
الاستناد على الاتفاقات الدولية
وكشف مصدر عسكري قدم من منطقة غصن الزيتون التابعة للجيش الوطني أن انتظار القائد والعناصر لما ستؤول إليه الاجتماعات الدولية.
هو سبب رئيس في هذه الخسارات المتتالية، وذلك بحسب تصريحه لموقع أورينت أيضًا.
وأضاف: “باتت غالبية العناصر تنظر لمعركة ريف حلب الغربي على أنها تطبيق لاتفاق سوتشي وحماية الطريق الدولي M5”!
وبيّن المصدر العسكري أن بعض العناصر ترى نفسها أداة أكثر من كونها يد فاعلة، وذلك بحسب قناعتهم أن الاتفاقات الدولية هي الحاكمة للساحة.
وإضافة للأسباب المذكورة أعلاه، يُرجع آخرون سقوط المناطق السريع لكثافة القصـ.ـف الروسي وعدم وجود استراتيجة محكمة عند الفصائل لتلافي آثاره.