شهدت الأيام الماضية تغييراً في مواقف بعض الدول الكبيرة تجاه تركيا فيما يخص مسألتَي التـ.ـصعيد في إدلب والنازحين.
وعقب تمسك الجانب التركي بمواقفه إزاء القضيتين واتخاذه قرارات مهمة وجريئة بعد حادثـ.ـة الجنود الأتراك في إدلب.
حثّت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية على ضرورة إيجاد منطقة آمنة لإيواء النازحين، ودعت لاستئناف المحادثات بين أوروبا وتركيا فيما يخص اتفاق اللاجئين.
كما أدان “دونالد ترامب” رئيس أمريكا خلال اتصال هاتفي مع أردوغان الهـ.ـجوم على الجنود الأتراك، ودعم جنود تركيا لاحتواء الوضع بإدلب.
في هذا السياق، أجرى موقع “عربي 21” لقاءات مع بعض الباحثين المطلعين على الشأن الأوروبي والأمريكي، لمعرفة أسباب هذه التغييرات.
أوروبا تستشعر الخطـ.ـر
حيث يقول “حسام شاكر” إن اوروبا “تستشعر بوضوح أن الحـ.ـدث، الذي يجري في الشمال السوري، يؤثر فيها تأثيراً مباشراً.
موضحاً أن “تدفقات اللاجئين على حدود أوروبا، يعطي مؤشراً أنها ليست بمنأى عن ما يجري بسوريا”.
وأضاف المتخصص بالشأن الأوروبي “خبرات السنوات الماضية وملف اللاجئين، جعلت أوروبا تستشعر بأنها تعيش في عالم مترابط”.
مشيراً أن تدفقات اللاجئين من سوريا وبلدان أخرى “يؤثر بوضوح في الحياة السياسية والمزاج العام في أوروبا”.
ونوّه المتخصص بالشأن الأوروبي إن إشراك تركيا لأوروبا بهذا الملف عبر فتح الحدود: “أشعرت أوروبا مبكراً أنها معنية جداً بما يجري”.
“وينبغي أن تتصرف في هذا الملف، لما له من انعكاسات مهمة، خاصة في مواقف العواصم الأوروبية من زعزعة الوضع بإدلب”.
اقرأ أيضاً: تحركات أوروبية ضد كل من نظام الأسد وروسيا في اجتماع قادة أوروبا
ورجّح شاكر أن تحصل تفاعلات سريعة في الأيام القليلة القادمة خاصة مع تزايد عدد اللاجئين نحو الحدود اليونانية والبلغارية.
وأن “أوروبا ستكون معنية جداً في التعاون مع أنقرة بشأن الشمال السورية، وأيضا فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، ورفض قصـ.ـف المدنيين بإدلب”.
دعم أوروبي أكبر لتركيا
ويرى “نصير العمري” أن تصريحات البنتاغون مماثلة للتصريحات الأمريكية السابقة في أن أمريكا والناتو ملتزمون بمساندة تركيا.
واستدرك المحلل السياسي، لكن فيما يخص أمنها وحدودها، دون أن يمدّوها بدعم في حمـ.ـلتها العسـ.ـكرية في سوريا.
ويقول العمري: “تصريحات ميركل بشأن المنطقة الآمنة، تعكس مطالب تركيا بأن يكون هناك موقف أوروبي واضح من قضية اللاجئين”.
وتوقّع المحلل حصول تركيا على دعم أكبر من أوروبا إذا ما حصل تصـ.ـعيد بين تركيا وروسيا، وهذا ما يريده أردوغان.
واعتبر العمري أن أردوغان يريد توجيه رسائل لروسيا مفادها أن الناتو جاهز لو تعرضت تركيا لهـ.ـجوم.
أما حلف شمال الأطلسي فهو يعتقد أن تركيا قادرة لوحدها على إدارة الصـ.ـراع بسوريا بإمكاناتها العسـ.ـكرية.
رغم أنهم ينظرون لتحركات روسيا وإيران من زاوية استراتيجية باعتبارهم أعـ.ـداء للناتو، وأن البلدين يحاولان بتحركاتهما زعزة أمن تركيا وأوروبا.
اقرأ أيضاً: أول تحرك يوناني لمنع اللاجئين القادمين من تركيا للوصول إلى أوربا
متوقعاً اقتراب الناتو أكثر من تركيا في حال تمدّد نطاق الاشتـ.ـباكات خارج سوريا لأن في ذلك تهـ.ـديداً لأوروبا.
وأشار العمري أن “الدعم السياسي والزيارات الأمريكية مطلب تركي، لإرسال رسالة لموسكو أن الناتو جاهز للدفاع”.
فوق كونه -بحسب العمري- يفسح لها الطريق “للقيام بأعمال عسـ.ـكرية، ويعطيها مجال للمناورة داخل سوريا”.
وهذا من شأنه أن يوصل رسالة لروسيا أن عليها الخضـ.ـوع للمطالب التركية، والتراجع عن التمدد والتوسع العسـ.ـكري”.