تخطى إلى المحتوى

ماجدة الجوير لاجئة سورية لم تقتلها الكورونا وإنما العنصرية في لبنان (تفاصيل + صور)

تعرّضت اللاجئة السورية في لبنان “ماجدة الجوير”، إلى الوفاة، بسبب الجشع الكبير للمشافي اللبنانية، والممزوج بعنصرية مقيتة.

وأسهم إهمال مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي المتعاقدة مع بعض المشافي، في رحيل اللاجئة التي تنحدر من مدينة حمص.

وأوضح شقيق ماجدة لـ زمان الوصل (لم يكشف اسمه) أن ماجدة كانت مصابة بفقر د.م وتتلقى علاجات بالأبر والأدوية.

مضيفاً أن ماجدة عُوملت بشكل لاإنساني في مركز كاريتاس العلاجي بعد أن أُسعفت إليه جراء تعرّضها لحالة إغماء قبل أيام.

جشع لا متناهٍ

حيث صرخت الطبيبة “نيللي” في وجهها، ثم وبعد عناء وصفت لها علاجاً للسل مع أنها لا تعاني من هذا المرض.

ووصل بهم المطاف إلى مستشفى “الكورة”، المتعاقد مع المفوضيّة، إذ أبلغتهم الأخيرة بأن ثمن العلاج هو 150 ألف ليرة.

لكن المشفى أبى أن يعالج ماجدة إلا بعد أن يودع أهلها في صندوق المشفى دفعة مبدئية تقدر بـ500 ألف ليرة.

بل ربما يبلغ ثمن العلاج الكلي إلى مليون ليرة بحسب ما صرّح أهل ماجدة لـ “زمان الوصل”.

ثم وبعد تنقّل بين المستوصف ومشفى القبة الحكومي الذي حاول الاستفادة منهم مالياً بإرسالها إلى عيادة الطبيب المناوب في المشفى.

أُجبر ذوو ماجدة على أخذها إلى مستشفى القبة مرّة ثانية بعد أن تدهور وضعها، وقد تواصل معهم موظف من المفوضية بالتنسيق مع “سنيكر”.

عنصرية بغيضة

إلا أن موظفة عديمة الرحمة، عاملتهم بعنصرية واضحة في قسم الطوارئ، ورفضت حتى أن تجلس الفقيدة على الكرسي!

ولفت شقيق ماجدة إلى أن طبيبة في المشفى المذكور أصرّت على أن تجري ماجدة تحاليل شاملة، رغم أنها غير لازمة.

إذ إن طبيب المخبر أخبرهم أنه لا داعي للتحاليل كونه مكلفة جداً، لكن الطبيبة تعنّتت وقالت: “إي خلّيهم يدفعوا”.

وأكمل المصدر بأن المشفى حوّلهم لمشفى آخر بعد صدور نتيجة التحليل، وخلال 3 ساعات من انتظار النتيجة لم يسمحوا لماجدة بالجلوس!

مليون ليرة مقابل شهادة الوفاة.. وفحص للكورونا

وتابع شقيق الراحلة أن مشفى الحنان الذي حُوّلوا إليه، استقبلهم بشكل مهين، وخدعهم، بعد أن أخبرهم بعدم حاجتها لمشفى.

ولم يستقبلهم المشفى مرة أخرى، رغم فقدان المريضة للقدرة على الحركة والكلام، مع أن المفوضية طلبت منهم الذهاب للمشفى المذكور.

وانتهت بهم المعاناة إلى مشفى الخير في “المنية”، بعد أن أبى مشفى مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين إدخالها إلا بوجود تنظير د.م.

حيث إنها فارقت الحياة بعد ساعتين من وضعها في حجر صحي يفتقد للعناية وأجهزة المراقبة، وفقاً لشقيق ماجدة.

والأشد سوءاً أن المشفى طلب منهم مبلغ مليون ليرة حتى يعطيهم التقرير الطبي الشرعي وشهادة الوفاة!

إفادة مشفى الخير بخصوص سبب الوفاة

ويختم شقيق المتوفية بأن مشفى الخير طلب منهم مبلغاً أيضاً لقاء إعطائهم نتيجة فحص “ماجدة” بخصوص فيروس كورونا!

وذلك بعد أن أخذوا عينة من دمها -رغم وفاتها- وأرسلوها لوزارة الصحة، ومع ذلك لم يخبروا أهلها بنتيجة التحليل.

يُذكر أن وزير الصحة في لبنان وجه كتاباً إلى النيابة العامة التمييزية لاتخاذ أقصى العقوبات بمن قصّروا بمتابعة ومعالجة “ماجدة”.

صورة عن كتاب وزير الصحة

جدير بالإشارة أن اللاجئين السوريين في لبنان يتعرضون باستمرار لمعاملة تمييزية من قبل بعض العنصريين هناك.

وما قصة “ماجدة الجوير” إلا جزء من مشهد معاناة متكررة، مكتوبة بأحرف من الدم، ومرويّة بأنفاس القهر والضعف.

اقرأ أيضاً: المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تبيّن وضع اللاجئين السوريين في لبنان فيما يتعلق بـ”كورونا”

مدونة هادي العبد الله