كتب مسؤول الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية سابقاً “فريدريك هوف” مقالاً على مجلة “ذي أتلانتك” الأمريكية تناول فيه الوضع السوري.
رحيل الأسد غير مرجَّح
واستبعد هوف، بحسب ترجمة موقع “ناس نيوز”، سقوط رأس النظام في الفترة الحالية، رغم تأكيده بأن لاشرعية الأسد وعدم ملاءمته للمرحلة القادمة باتت واضحة للجميع، حتى أقرب أقربائه، وذلك في سياق تطرّقه للصراع بين الأسد ورامي مخلوف.
وعلّل هوف استبعاد سقوط الأسد حالياً، بسبب تمسّك روسيا وإيران به، لافتاً إلى أنهما لن تفرّطا برأس النظام بسهولة.
لكن في الوقت ذاته، أشار هوف إلى حديث يُتداول بين بعض المسؤولين الإيرانيين يبيّن سَأَمهم من مغامرات خارجية باهظة الثمن.
وذلك لأن ثمة أزمة اقتصادية في إيران بسبب التأثيرات المزدوجة للعقوبات الأمريكية على طهران، بالإضافة لآثار فيروس كورونا.
أما في روسيا، فيقول المسؤول الأمريكي السابق إن عدداً متزايداً من المسؤولين والعلماء الروس يستنتجون أن الأسد هو أسوأ عميل يمكن تخيّله.
مستدركاً بأن هؤلاء يواجهون حقيقة أن المصالح السياسية الشخصية لـ”بوتين” تختلف -في سوريا على الأقل- عن مصالح الأمن القومي لروسيا.
انقسام المعارضة بين دول الإقليم
وعرّج هوف على انقسام المعارضة السورية، بحيث إن الهيئة العليا للمفاوضات تعمل في الرياض، بينما الائتلاف المعارض يعمل في إسطنبول.
موضحاً أن الاختلاف المكاني للمعارضة يصعّب عليها العمل باستقلالية ووحدة نيابة عن أكثر من عشرين مليون سوري داخل سوريا وخارجها.
اقرأ أيضاً: رئيس هيئة التفاوض السورية يكشف عن خطة سعودية حول حول الهيئة والمعارضة السورية
ونوّه هوف إلى أن المعارضة السورية متصدّعة في الغالب، مما يجعلها غير قادرة على تلبية طموحات السوريين والعمل وفق أولوياتهم.
مفسّراً تشرذم المعارضة بسبب تسلّط رغبات وإملاءات القوى الإقليمية عليها، هذه الدول التي توفّر الملاذ الآمن والتمويل للمعارضة.
العمل في أوروبا
واقترح المستشار السابق في الخارجية الأمريكية على المعارضة أن تنتقل إلى العمل في أوروبا إذا بدأ نظام الأسد بالانهيار.
مشيراً إلى أن أوروبا بإمكانها أن توفّر الموطن الأفضل للمعارضة السورية من أية قوى إقليمية، وذلك على الرغم من أنها لم تتصرف لحماية سوريا أو السوريين بشكل فعّال.
إذ يستطيع الاتحاد الأوروبي -والكلام لهوف- أو العديد من أعضائه أن يؤمّن لهذه المعارضة شيئاً لا تستطيع تأمينه الدول الإقليمية، وهي الأماكن التي يتم فيها التخطيط والعمل نيابة عن السوريين دون ضغوط ناشئة عن مصالح ضيقة.