تخطى إلى المحتوى

قناة العربية: سر دفين في قصر الأسد منذ عهد حافظ

صاحب الرواية هو أميل عباس معروف، صاحب موسوعة “تاريخ العلويين في بلاد الشام من فجر الإسلام إلى تاريخنا المعاصر” بمجلداتها الثلاثة التي يبدأ أولها، بأبرز شخصيات صدر الإسلام، وما بعده، ثم دويلات الحمدانيين والبويهيين والفاطميين والأيوبيين. فيما يركز الجزء الثاني على إحدى أهم الشخصيات وأكثرا تأثيرها على العلويين، هو حسن بن المكزون السنجاري المتوفى أوائل القرن السابع الهجري، وصولا إلى زمن الاحتلال العثماني للمنطقة العربية.

واسع الثراء والنفوذ
وترد رواية الشخص المجهول المرمز بـ “م.م” في المجلد الثالث من موسوعة العلويين المشار إليها، وهو الجزء الذي يتناول فيه عشائر العلويين التي ينتمي المؤلف إلى إحداها، ثم مرحلة الانتداب الفرنسي على سوريا، وولادة ما يعرف بدولة العلويين، عشرينيات القرن الماضي، وصولا إلى مرحلة وصول حافظ الأسد، والد رئيس النظام السوري الحالي، بشار الأسد، إلى السلطة، بعد انقلاب عسكري.

“م.م” هذا، واسع النفوذ في قصر حافظ، كما بشار ابنه من بعده، ذلك أن الكتاب أُلِّف عام 2013، أي بعد قيام الثورة السورية على بشار بعامين، ورغم ما في الكتاب من جرأة وتوسع على جميع المستويات، خاصة منها التاريخية المتعلقة بتاريخ الطائفة العلوية، إلا أنه عند هذا الاسم، ينقبض قلمه، ويقول: “م.م”. فقط.

محمد مخلوف والد رامي مخلوف – التاريخ السوري


المرمز بـ”م.م” واسع الثراء، أيضا، كما تظهر رواية معروف في تاريخه الهام عن العلويين. فبحسب “تاريخ العلويين” فإن ثمة من قال لحافظ الأسد، إن السيد “م.م” في القصر الجمهوري، وكان حافظ يتناول طعام الإفطار، مع أحد الضباط. فأذن لهم بإدخاله عليهما. ويورد صاحب تاريخ العلويين، أن من “عادة السيد م.م أن يهدي إلى كبار المسؤولين السوريين ولا سيما المتواجدين في لبنان، الهدايا الثمينة والسيارات الحديثة”.

القصة واردة بحسب المؤلف، للإشارة إلى أسلوب حافظ بإدارة شؤون قصره، ما اعتبرها المؤلف “وخزة تنم عن أخلاق عالية ورؤية بعيدة”.

حافظ الأسد فقيرٌ أمامه!
دخل السيد م.م على حافظ الأسد الذي دعاه لتناول الإفطار معه. إلا أن الرئيس وبعدما عرف بقصة الهدايا التي يقدمها لكبار مسؤولي الدولة قال له: “شو جايب معك هدايا اليوم للشباب؟” بعامية تعني: ما الذي أحضرته معك اليوم من هدايا؟ ثم أكمل حافظ، في قصة توضح قوة ونفوذ وثراء تلك الشخصية على نظامه، فيقول لـ”م.م”: شي مرة احسب حساب العميد بيطار، هذا الفقير مادياً مثلي! بعامية تعني: احسب حساب، العميد بيطار، ولو لمرة واحدة، فهو فقيرٌ مادياً مثلي.


وبيطار المذكور كان يتناول الإفطار مع حافظ، لحظة دخول “م.م” عليهما. بحسب رواية تاريخ العلويين.

“م.م” المجهول هذا، هو شقيق زوجة حافظ، وخال بشار الأسد، محمد مخلوف.

وبرواية تاريخ العلويين، يتأكد ما سبق وذكره، الضابط السابق محمد معروف في كتابه “أيام عشتها” عندما تحدث عن نفوذ واسع لمحمد مخلوف، منذ سبعينات القرن الماضي. كما أنه أشار إلى علاقة محمد مخلوف، بأثرياء سوريين مقيمين في الولايات المتحدة الأميركية.

الواجهة المالية والاقتصادية
وتوفي حافظ الأسد عام 2000، ثم زوجته أنيسة مخلوف مانحة شقيقها محمد كل النفوذ الذي تمتع به، عام 2016، بعدها أصبح بشار الأسد، عمليا، بدون سلطة عائلية تتوسط بينه وباقي أفراد أسرته، خاصة من بيت أخواله آل مخلوف، فبدأ بالتضييق على رامي، ابن محمد المرمز بـ”م.م” ورجل الأعمال المعاقب دوليا والغارق بالفساد المدرج على لوائح العقوبات الدولية منذ عام 2008.


محمد مخلوف، ثم ابنه رامي الرازح الآن تحت ضربات بشار الأسد بعد الخلاف الناشب بينهما، هما واجهتان ماليتان واقتصاديتان، كدّس من خلالهما آل الأسد ثروات طائلة منهوبة من لقمة عيش السوريين، إلا أن هذه الأموال مسجلة باسم آل مخلوف الذين قاموا بتسجيلها بأسماء وهمية، إضافة إلى أسمائهم الحقيقية.

ووضع بشار الأسد، أخيرا، على شركة “سيريتل” للاتصالات الخلوية، والعائدة ملكيتها لابن خاله رامي مخلوف، بعد إصدار قضائه حكماً بتعيين حارس قضائي على الشركة، سبقها بقرارات حجمت كثيرا من مخلوف، كمنعه من مغادرة سوريا، وإلقاء الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة.

وأقر مخلوف أن الأسد يريد الاستيلاء على “سيرتيل” وقال إنهم يريدون الشركة، وآخر ما صرح به، تهديد علني بزلزلة الأرض من تحت أقدام من يصفهم بظالميه.

وفي كباش الأسد-مخلوف، لا فائدة يعول عليها أنصار النظام. فبحسب ما يقولونه على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهم لا ينالهم سوى القتال والموت، ثم الفقر والجوع والعوز.

قناة العربية