تخطى إلى المحتوى

متجاوزة كل الصعوبات.. مريم ابنة معرة النعمان تروي حكاية تفوقها وحصولها على المركز الأول في تركيا

تستمر نجاحات الطلاب السوريين كما يستمر تميزهم على أقرانهم من الطلاب في بلاد الغربة المختلفة.

حيث بدا ذلك جلياً منذ اليوم الأول الذي لجأ فيه الطلاب السوريين إلى بلاد الجوار وإلى الدول الأوربية.

حيث سطر الطلاب السوريون هناك قصص نجاح عظيمة أثبتت جدارتهم وأحقيتهم بالعيش بشكل أفضل مما كانوا عليه في بلادهم.

ونجح الطلاب السوريون في تجاوز العديد من العوائق التي كانت من الممكن أن تبعدهم عن الدراسة.

لكن الطلاب السوريين أثبتوا أنهم شعب يحب العلم والتعلم حيث لم يكتفي السوريين بتجاوز العوائق الصعبة..

بل تفوقوا وحصلوا على الدرجات العليا في جامعاتهم ومدارسهم وأصبحوا يتكلمون لغة البلاد التي هم فيها بشكل طليق أفضل من أبناء البلد.

قصة نجاح جديدة

وتروي مريم إحدى الطالبات السوريات المتخرجة من الثانويات التركية قصة نجاحها وتفوقها على أقرانها الأتراك.

حيث قالت مريم بداية أحب أنا أعرف على نفسي أنا مريم من بلدة حاس بريف معرة النعمان منذ صغري وأنا أحب العلم والتفوق على الجميع.

وأكملت: “سوء الأوضاع المعيشية بعد انـ.ـدلاع الثورة التي لها فضل على الجميع أدى إلى انعدام الأمان بالتدريج..

مما اضطرنا إلى اللجوء إلى تركيا والإقامة قرابة خمس سنوات بإحدى المخيمات التركية في غازي عنتاب..

بدأت ببناء مستقبل مجهول ينتظرني فلم أكن أعلم متى سأعود إلى بلدي الذي كنا نتوقع أنه خلال عدة أشهر سنعود لكن الحقيقة كانت عكس ذلك..

وأشارت مريم إلى أنها درست من الصف السابع الإعدادي حتى الثاني ثانوي وأنهت تلك السنوات بتفوق على جميع أقرانها.

كما أضافت مريم:” فجأة أعلنت الحكومة التركية غلق المخيمات الأمر الذي خلق حالة خـ.وف خصوصاً أن فتح المدارس كان على الأبواب..

وغادرنا إلى ولاية “موغلا” التركية والأمر السـ.ـيء أن الانتقال كان بعد شهرين من افتتاح المدارس..

لكن الأمر الأشد سوء كان أن موغلا خالية من المدارس السورية ولا يوجد حتى مراكز لتعليم اللغة التركية التي لم أكن أتقنتها بعد..

اقرأ أيضاً رغم ظروفهم القـ.ـاهرة.. الطلاب السوريون يواصلون التألق والتميز في الجامعات التركية (صور)

توقف عن الدراسة

كما أوضحت مريم خلال حديثها أنه اضطرت إلى ترك الدراسة لمدة عام وذلك لأنها تأخرت عن موعد التسجيل.

كما قالت مريم:” كنت أخاف من فكرة دخول مدرسة تركية بسبب ضعفي في اللغة، خائـ.ـفة من العنصـ.ـرية والسـ.ـخرية..

لكنني قررت أن أغلب الخوف الذي في داخلي وذهبت إلى مديرية التربية والتعليم في منطقتي وأخبرتهم برغبتي بإكمال تعليمي..

فما كان منهم إلا أن وضعوني بمدارس الأناضول الصعبة والفرع العلمي تحديداً وذلك تبعا لدراستي السابقة..

وكان استقبال مدرستي الجديدة مثالي للغاية فالجميع رحب بي ولكن الأمر لم يخلوا من الحساسية بيني وبين زملائي أحياناً.

وأكملت مريم حديثها: “عانيت الكثير بتكوين علاقات الصداقة معهم، لكنني تغلبت على ذلك لاحقاً..

بدأ الفصل الثاني وظهر كورونا وتم إنجاح جميع الطلاب على علامات الفصل الدراسي الأول..

وذلك بعدما تم إرفاق مجموع السنوات الماضية مع سنتي الأخيرة تبعا للأنظمة المتبعة في تركيا.

الأمر الذي أدى إلى حصولي على المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وعلى زملائي الأتراك نفسهم.

لكن الفرحة لم تدم طويلاً فقد أخبرتني المدرسة بعدم استطاعتي الحصول على تلك المرتبة..

بل وعدم الاعتراف بي بأنني من المتفوقين حتى!! والسبب أنني أحمل جنسية أجنبية “سورية”.

ملامح استغراب

وأكدت مريم خلال حديثها أنها لم تتنازل عن حقها وقدمت اعتراضاً الأمر الذي أعاد لها حقها.

حيث كُرمت مريم وقُدم لها شهادة تقدير وسط ملامح استغراب على أوجه أقرانها الأتراك.

وحصلت السورية مريم على المرتبة الأولى على مستوى الثانوية لتكون أول طالبة سورية تتخرج من الثانوية في ولاية موغلا وبتفوق أيضاً.

وفي نهاية حديثها أشارت السورية إلى أنها تطمح لمزيد من التفوق والنجاحات في مسيرتها التعليمية التي تطمح بإكمالها.

وشكرت مريم كل من دعمها وساندها من أجل تحقيق ذلك التفوق وأهدت النجاح للشعب السوري الذي عانى كثيراً.

وقالت هذا النجاح إهداء لوطني الذي سنعود إليه يوما ما لنبنيه ونعيد قوامه من جديد، وذلك بعد رحيل الأسد وأعوانه.