كشف مصدر مطلع في دمشق عن أن الوفد الروسي الذي وصل إلى سوريا منذ أيام بقيادة “سيرغي لافروف” كان يحمل مهمتين متكاملتين.
وأفاد وكالات محلية بأن الوفد الروسي الذي وصل إلى دمشق الاثنين كان يضم شخصيات روسية بارزة ولها مكانتها ووزنها.
وبحسب المصدر المطلع فإن الوفد الروسي حمل معه من روسيا مهمتين متكاملتين إحداهما أوكلت لسيرغي لافروف وهي الأصعب.
أما الثانية فقد أوكلت إلى “يوري بوريسوف” نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي للشؤون الاقتصادية.
المهمة الأصـ.ـعب
وأوكلت المهمة السياسية والتي وصفت بالأصعب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووصفها المصدر بـ “العصا”.
بينما أعطت المهمة الاقتصادية والتي وصفت بالأسهل نسبياً لنائب رئيس مجلس الوزراء الروسي يوري بوريسوف ووصفها المصدر بـ “الجزرة”.
وأوصل لافروف رسائل القيادة الروسية إلى بشار الأسد، مشيراً إلى أن القيادة الروسية متـ.ـذمرة من تصرفات الأخيرة للأسد.
وبحسب المصدر فإن سيرغي لافروف طالب بشار الأسد ونظامه بأن يكونوا أكثر مرونةً من أجل أن تتمكن موسكو من مساعدتهم.
وكشف المصدر عن أن لافروف أخبر الأسد بأن روسيا أصبحت تخشـ.ـى أن تظن الأطراف الدولية المعنية بالشأن السوري بأن موسكو تكاد لا تستطيع أن تمارس أي نفوذ على نظام الأسد.
اقرأ أيضاً بعد قدومهم إلى دمشق.. صحيفة لندنية: رئاسة لافروف للوفد الروسي قد يحمل في طياته نهاية حكم الأسد
ساعي بريد
ونقل المصدر الداخلي المطلع بأن محيط نظام الأسد وقياداته يعتقدون أن لافروف مسـ.ـتاء منذ زمن من تصرفات النظام وهمـ.ـجية رأسه “بشار”.
كما أشار إلى أن سيرغي لافروف أبلغ نظام الأسد عدة مرات بأنه ليس ساع بريد لديهم وهو غير مضطر بأن ينقل للأطراف الأخرى قراراتهم.
وأضاف لافروف قائلاً: “نحن شركاء ويجب أن تأخذوا مصالحنا ورأينا بعين الاعتبار”.
بينما حمل نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي يوري بوريسوف رسائل وعروضاً اقتصادية من روسيا.
وتتضمن العروض الاقتصادية الروسية تنفيذ ٤٠ مشروعاً في سوريا، يضمن انتعاش اقتصاد الأسد، ويحسن سعر صرف الليرة مقابل باقي العملات إلى حدٍ ما.
طُعم مغرٍ
وتحدث المصدر عن أن هذا العرض يتمثل بكونه طعم للأسد وذلك لكي تحصل روسيا على ما تريد بعد قبول الأسد لهذا العرض المغري.
المصدر أشار إلى أن بشار الأسد استمع بشكل تام لكلا الرسالتين، طالباً منحه بعض الوقت لدراسة وجهات النظر بهدوء، حسب زعم المصدر.
وأكد المصدر أن بشار الأسد بدا متردداً ومتخوفاً من أن يؤدي قبوله لتلك الطلبات إلى الخروج بنتيجة غير مرضية له.
حيث من الممكن أن يؤدي خضوعه لتلك الطلبات إلى إجباره على إجراء انتخابات رئاسية في سوريا يكون هو الخاسر فيها.
أو أن تظهر تلك الانتخابات منافسين جدداً لبشار الأسد على الساحة السورية، حتى لو لم يفوزوا في تلك الانتخابات.
ويكمن خوف بشار الأسد الأكبر من إقرار اللجنة الدستورية مشاركة السوريين اللاجئين خارج البلاد في الانتخابات.
ويوماً عن يوم تزداد مخـ.ـاوف بشار الأسد خصوصاً مع الانسحابات الأخيرة للطرف الإيراني من المشهد.
الأمر الذي يجعل الروس الأقوى والأكثر جرأة في تناول الملفات السورية الداخلية وإجبار الأسد على فعل ما يريدون.