أحدثت شهادة ضابط منشق عن نظام الأسد يدعى “حفار القبــ.ور” حول جـ.رائم أفرع الأسد الأمنية صـ.ـدمة كبيرة للقضاء الألماني الذي كان يصغي لشهـ.ـادته في قضـ,ية محاكمة الضابط “أنور رسلان”.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” فقد أدلى “حفار القبـ,ور” بشهادته أمام محكمة مدينة “كوبلنز”، غربي ألمانيا، خلال الجلسة الـ31 لمحاكمة “رسلان”.
وتحدث الشاهد أن أحد مشاهد انتهـ.ـاكات جلادي الأسد البشـ.ـعة تتمثل بجثـ.ـة امرأة في أسفل حفرة الجثـ.ـث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية بدمشق.
مشيراً إلى أن هذه المرأة كانت تعانق طفلها المــ.يت بين ذراعيها، وذكرت الصحيفة أن الشاهد لم يتمالك نفسه أثناء رواية القصة وأجهش بالبــ.كاء.
بناء على ذلك، طلبت القاضية غي محكمة “كوبلنز” استراحة ريثما يستعيد “حفار القبــ.ور” أنفاسه ويتابع مجدداً.
مجرد أرقام
ومن الصور التي أكد الشاهد أنها لا تفارق ذهنه، صورة رجل شاهدَه بين كومة من آلاف الجثـ.ـث، لا يزال يتنفس.
مبيناً أن ضابطاً في قوات الأسد أمر بتسيير المجرفة التي كانت تحفر القبـ.ـور الجماعية فوق جسده.
وأوضحت الصحيفة أن المحكمة لم تكشف اسم أو هوية الشاهد الذي دخل قاعة المحكمة متنكراً مخفياً وجههة خلف قناع لم ينزعه مدة الـ3 ساعات التي طرح فيها شهادته.
اقرأ أيضاً: عائلة تركية تعتزم مقاضاة نظام الأسد في تركيا والمحاكم الدولية
وأردف “حفار القــ.بور” أن أحد عناصر المخـ.ـابرات جنّده عام 2011 وطلب منه إعداد فريق من 10 إلى 15 رجلاً لمرافقة الشاحنان المحملة بالجثـ.ـث أربع مرات أسبوعياً.
منوهاً إلى أن عدد الشاحنات التي تحوي مئات الجثـ.ـث المكدسة فوق بعضها كان يتراوح بين واحدة وثلاثة كل مرة.
وشدد الشاهد على أن الجثـ.ـث لم يكن لها أسماء، لافتاً إلى أنها كانت مجرد أرقام، وبعضها كانت مشــ.وهة بالأسيــ..د.
وأردف بأن الجثـ.ـث كانت مجرد أرقام ورموز محفورة على الجبين أو الصدر، بعضها يداه لا تزال مقيــ.دة خلف ظهره، لكن جميع الجثـ.ـث ملطــ.خة أو الد.ماء بأظافر معلقة.
عدد الجثـ.ـث المنقولة كل مرة
وقدر الشاهد عدد الجثـ.ـث التي كانت تُنقل إلى المقـ.ـابر الجماعية، في كل نقلة، بين 300 و700 جثـ.ـة.
وأشار إلى أن الشاحنات تنقل الجثـ.ـث إلى مقبرتين جماعيتين في القطيفة شمال دمشق، والنجها جنوب دمشق.
حيث تُفرغ الجثـ.ـث عشوائياً في حفرة عملاقة بعمق 6 أمتار وطول 100 متر، وقد يستغرق ملء كل حفرة 150 نقلة.
وذكرت الصحيفة أن شهادة “حفار القبار” الذي استمر بتأدية هذه الوظيفة حتى عام 2017 أثارت صـ.ـد.مة كبيرة داخل قاعة المحكمة بين القضاة والصحافيين الألمان الذي كانوا يستعمون له، وأعادت إلى أذهانهم كثيراً من صور جـ.رائم النـ.ـازيين.
يذكر أن محكمة “كوبلنز” بدأت، 23 نيسان الماضي، فصول محكمة الضابط “أنور رسلان” بتهمة ارتكاب جـ.ـرائم ضد الإنسانية في سوريا.
ووجهت المحكة لـ”رسلان” تهمة تعـ.ـذيب قرابة 4 آلاف شخص وقتـ.ـل 58 في فرع “الخطيب” بدمشق، والذي كان مسؤول التحقيقات فيه.