تخطى إلى المحتوى

بعد خمس سنوات من الاحـ.تلال.. مركز دراسات يكشف عن هدف روسيا من تدخلها العسـ.ـكري في سوريا

نشر مركز “جسور للدراسات” تقريراً تحليلياً بمناسبة الذكرى الخامسة للتدخل العسـ.ـكري الروسي في سوريا.

وتضمن التقرير الدوافع الروسية الفعلية للتدخل في سوريا، وللنتائج التي حققتها روسيا من تدخلها في سوريا.

بالإضافة إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الدور الروسي في سوريا.

علاقات مع الأب

تعتبر سوريا تاريخياً منطقة نفوذٍ لروسيا في الشرق الأوسط، إذ تمتلك قاعدة بحرية هناك منذ بداية السبعينيات.

أقامت موسكو علاقات وثيقة مع نظام الأسد الأب، واستمرَّت هذه العلاقات مع نظام الأسد الابن.

ومع بدء الثورة السورية عام 2011، وقفت روسيا بشكل واضح ضدَّ مساعي إسقاط النظام السوري.

دعم اقتصادي عسـ.ـكري دبلوماسي

واستخدمت روسيا القوَّة العسـ.كريَّة والدعم الاقتصادي المشروط والنفوذ الدبلوماسي.

لم تتوانَ موسكو عن استخدام حقِّ النقض في مجلس الأمن 16 مرة للحيلولة دون إدانة النظام.

تدخُّل روسيا العسـ.ـكري جاء في نهاية أيلول 2015 ليكون أحد العوامل الخارجيَّة الرئيسيَّة التي منعت سقوط نظام الأسد.

كان يمكن أن يحدث سقوط الأسد خلال أسابيع قبل التدخل الروسي، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الروسي في وقت لاحق.

ومنذ قدومها إلى سوريا عملت روسيا على تقوية بنية النظام، من خلال تعزيز المركزيَّة فيه.

اقرأ أيضاً محاولاً تبييض صورة تدخلها العسـ.كري إلى جانب الأسد.. وزير الدفاع الروسي يعدد النتائج التي حققتها بلاده في سوريا

تعزيز بنية الجيش وتقديم المـ.رتزقة

حاولت روسيا إنهاء الأشكال الميليشاويَّة.. إلخ، وعملت على إحداث تغييرات في بنية الجيش.

وقامت روسيا بذلك باستحداث فرق جديدة؛ كالفيلق الخامس، لكنَّ هذه الجهود لم تُحقِّق الكثير من التغيير في بنية النظام.

وذلك بسبب التأثير الإيراني المعاكس.

كما تغاضت روسيا بالمقابل عن كلِّ الضـ.ـربات التي نفَّذتها القوى الدوليَّة والإقليميَّة ضدَّ مصالح النظام السوري، طالما أنَّها لم تُشكِّل تهـ.ـديداً لبنية النظام.

هذا ينطبق على معظم الضـ.ـربات التي نفَّذتها إسرائيل، وإن كانت قد استخدمت أدواتها الدبلوماسيَّة لوقف بعض تلك الضـ.ـربات والعمليات.

وتمكَّنت روسيا من خلال تدخُّلها في سوريا من تحقيق جملة من الأهداف على المستوى الداخلي والخارجي.

لكنَّها فشلت بالمقابل في تحقيق أهدافٍ أخرى.

اعتمدت الاستراتيجيَّة العسـ.كريَّة الروسيَّة بشكلٍ أساسي على التفوّق الجوي، مع تدخُّلٍ محدودٍ على المستوى البري.

واستند التدخل الروسي إلى المرتـ.ـزقة الذين تنفي وجودهم في سوريا حتَّى اليوم، مع تمركز معظم القوَّات الروسيَّة البريَّة النظاميَّة بعيداً عن ساحات القتال المباشرة.

وهذه الاستراتيجيَّة ساعدت في تخفيض الكلفة السياسيَّة للتدخل على المستوى المحليِّ الروسي.

لكنَّها عظَّمت بالمقابل من الميزة النسبيَّة للدور الإيراني في سورية، والذي بقي محوريَّاً فيما يتعلَّق بالمعارك البريَّة. 

تحقيق الأهداف الروسيَّة جاء بتكلفة إنسانيَّة عالية، حيث اعتمدت روسيا منذ بداية تدخُّلها سياسة الأرض المحـ.ـروقة.

واستخدمت الغــ.ارات الجويَّة لاستهداف المواقع الحيويَّة، وخاصَّة المشافي ومراكز الدفاع المدني، وارتكبت مئات المجــ.ازرِ بحقِّ المدنيين.

القوَّات الروسيَّة تعد مسؤولةً بشكل مباشر عن مقتـ.ل حوالي 8400 مدني منذ أيلول 2015 وحتَّى نهاية آب 2020.

هذا ما حققه التدخل الروسي

موقع نداء سوريا قال في تقرير له إن روسيا خلال خمس سنوات من تدخلها تمكنت من تغيير توازنات المشهد في سورية بشكل كامل.

واستطاعت تثبيت النظام وتوسيع هامش سيطرته.

وحسب المصدر ذاته فإن روسيا نجحت في تدخُّلها السياسيِّ والعسكريِّ في سورية في منع السقوط الوشيك للنظام.

كما تمكَّنت من زيادة مساحة سيطرته بشكل كبير. 

وعززت روسيا المكانة الدوليَّة لها في النظام الدولي ومن علاقتها بالأطراف الفاعلة فيه مثل الولايات المتحدة وأوروبَّا بالتحديد.

وذلك عبر جولاتٍ طويلة من المفاوضات والأخذ والرد، واستخدام الفيتو، وغير ذلك.

وأشار التقرير إلى أن روسيا تمكنت من خلال تدخلها المباشر في سورية التموضع في موقع الشريك المباشر بصياغة المشروع اللازم للخروج من الأزمة.

وكان التجلِّي الأهم لذلك هو القرار 2254 الذي جرت صياغته والاتفاق عليه بين روسيا والولايات المتحدة، وحصل على إجماع مجلس الأمن.

المصدر: جسور للدراسات