تخطى إلى المحتوى

جــ.رائم تقشعر لها الأبدان.. تقرير يكشف عن فظــ.ائع ومجــ.ازر نظام الأسد في حي “بابا عمرو” (صور)

دفعت حمص ضريبة عالية جداً من الضــ.حايا، وكانت من أولى المحافظات التي فتــ.ك بها جيش النظام.

المدينة التي اعتبرها السوريون عاصمة ثورتهم تعني الكثير لنظام الأسد أيضاً، فهي تربط الشمال السوري.

 واعتبر بشار الأسد أن خســ.ارته لحمص تعني بداية خســ.ارته في كل سوريا.

ولعل المزيج الطائفي داخل المدينة إضافة إلى مجاورتها للمناطق التي تعتبر خزاناً بشرياً لفئات شديدة الولاء لأسباب طائفية كان سبباً رئيسياً لطلائع المجــ.ازر والقتــ.ل على أساس طائفي.

والتي ارتكبتها ميليشيات من داخل الحدود وخارجها كان الحقــ.د الطائفي القاسم المشترك بينهما بتخطيط من الأسد وداعميه.

يجمع مراقبون على أن حمص وريفها شهدت أفظـ.ـع مجــ.ازر النظام وأشدها بشــ.اعة.

لا سيما في بداية الثورة خلال اجتيــ.اح قوات الأسد وميليشياته لحي “بابا عمرو” وجوارها.

تقول مصادر محلية إن مجــ.زرة “بابا عمرو” هي الأولى في سوريا من حيث عدد الضــ.حايا.

فلا أحد حتى تاريخه يستطيع أن يحصي أو أن يعرف بالضبط عدد القــ.تلى الذين سقطوا داخل “بابا عمرو” بعد أن اقتــ.حمها الجيش.

وذلك كون هذه البلدة شكلت حاضنة ضمّت ثواراً من مختلف أحياء حمص.

ولكن يبقى السؤال أين أصبحت جثــ.ث هؤلاء الشهداء الذين سقطوا في حي “بابا عمرو”.

ولماذا لم نرَ أو نسمع عن اكتشاف أي مقــ.برة جماعية داخل مدينة حمص أسوة بالمحافظات الأخرى رغم مرور السنوات الطويلة على تلك المجــ.زرة.

وتفيد معلومات متقاطعة بأن عدد ضحــ.ايا التصــ.فية الطائفية في “بابا عمرو” وجوارها بلغ نحو 4300 قتــ.يل.

غالبيتهم من المدنيين، وذلك في حصيلة للمواجهات الدامــ.ية مع جيش الأسد منذ اندلاع الثورة وحتى سقوط البلدة بيد النظام في آذار 2012.

ولا شك أن هذه الحصيلة من الضــ.حايا تضم عشرات من الثوار والمقــ.اتلين الذين جاؤوا من بقية الأحياء لمؤازرة أبناء مدينتهم في هذا الحي الذي كان له السبق في الخروج عن سيطرة النظام.

اقرأ أيضاً صحيفة بريطانية تكشف عن خطـ.ر سيواجـ.ـه الكثير من السوريين

إبــ.ادة عوائل بأكملها

وضمن هذا السياق كشفت “زمان الوصل” حقائق ومعلومات موثقة بالصور الجوية عن أمكنة دفن جثــ.امين ضــ.حايا “بابا عمرو”.

في بداية العام 2012 بدأت قوات مؤلفة من الحرس الجمهوري والفوج 555 من الفرقة الرابعة وقوات من ميليشيا “حزب الله” اللبناني هجــ.وماً على حي بابا عمرو.

ودعمهم قوات من الفوج 168 مضــ.اد دروع، ومدفعــ.ية وراجـ.مات صــ.واريخ من الفوج 64 المتمركزين قرب بلدة “شنشار”.

كما دفع النظام بميليشيات محلية قوامها المئات من الشبيحة الطائفـ.يين القادمين من المناطق والأحياء الموالية داخل مدينة حمص وخارجها إلى جانب مليشيا شيعية من القرى المحيطة بالمدينة.

مصدر مسؤول يؤكد أن الأوامر جاءت وقتها من الأسد شخصياً بحسم موضوع “بابا عمرو” بعد مفاوضات قادها آصف شوكت وانتهت بالفشــ.ل.

شهود عيان ومصادر أهلية أجمعت على أن القــ.تل المباشر كان مصير كل من تصل إليه يد هذه الميليشيا.

وتعرض الأهالي لمــ.جازر كانت نتائجها إبــ.ادة عوائل بأكملها داخل بيوتها وبساتينها، ولعل ذنــ.ب أكثرهم أنهم من سكان المنطقة فقط.

حيث آثروا البقاء فيها رغم المخـ.اطر الواقعة عليهم مع بداية الحراك الثوري العســ.كري هناك.

ونذكر منها مجــ.ازر بحق “آل صبوح” في بساتين باباعمرو و”آل الزعبي” و”آل الرفاعي الوزير” في بساتين “جوبر”.

وتقسم “بابا عمرو” إلى قسمين منطقة السكن وتضم البلدة وامتدادها من توسع عمراني يشمل حي “السلطانية” و”جورة العرايس” حتى الوصول لبلدة “جوبر” ومنطقة البساتين الواقعة إلى الغرب من القرية.

وعمدت قوات النظام إلى إحــ.راق بعض البيوت بمن فيها بعد قتــ.لهم جميعا لتفـ.نى أجساد الضـ.حايا.

وبينهم الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ ولا يبقى إلا رماد أجسامهم داخل تلك البيوت.

كما كان عناصر الميليشيات وجيش الأسد أحياناً يقومون بجمع جثــ.امين في مكان وجود علف الحيوانات التبن ثم يشـ.علون المكان حتى لا يبقى أثر لأي جـ.ثة.

 وقد تكررت هذه الحادثة مئات المرات، بحسب مصادر أهلية.

المصادر نفسها أكدت أن البعض الآخر ممن تمت تصفيتهم داخل الأراضي الزراعية، عمد عناصر النظام إلى طمرهم هناك.

حيث كان يتم تجهيز حفر صغيرة لا تتجاوز عمقها بضعة سنتميترات مستفيدين من مئات الحفر التي كانت تحدثها قـ.ذائف مدفعـ.يته وطيرانه وصــ.واريخه.

ليتم وضع جثــ.امين الضــ.حايا بداخلها ثم ردم التراب عليها.

ولا تكاد تجد بستاناً واحداً من البساتين المتواجدة هناك يخلو من عدة جثــ.ث بعضها قد نهشــ.تها الكلاب بعد أن نبشت التراب الذي فوقها.

مقر الاعتــ.قال والتحقيق والتصـ.فية:

اتخذت المليشيا الطائفية خلال حصــ.ارها لبلدة بابا عمرو ومحيطها مقراً لتوقيف المعتــ.قلين، يقع على طريق التحويلة بعد جسر “جوبر”.

وهذا المقر في الأساس عبارة عن شركة أوغاريت للمشروبات الغازية والتي تعود ملكيتها لأحد لصــ.وص النظام.

وهو عميد كان يخدم في أجهزة أمن النظام اسمه العميد “علي اسماعيل”.

حيث اتخذت قوات الحرس الجمهوري من هذه الشركة مقراً للاعتقــ.ال والتوقــ.يف، وكان يتم فيه ســ.جن وتعــ.ذيب كافة المعـ.تقلين من أبناء تلك المنطقة.

ويتبع لهذه الشركة مستودع كبير نحو 500 متر مربع، كان بمثابة المكان الرئيسي للتوقيــ.ف والتعــ.ذيب والتصــ.فية.

وقد تمت بداخله جــ.رائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الرجال والنساء على السواء.

وحسب أحد أبناء المنطقة الذين عايشوا تلك الفترة بكل دقة فقد تجاوز مجموع الذين تمت تصــ.فيتهم داخل هذا المعــ.تقل لوحده حوالي 460 شخصاً بين رجل وامرأة على مدى أشهر خوض المعـ.ارك هناك مع النظام.

مقــ.برة الشماس :

في البداية وعلى امتداد عدة أشهر من المواجهات والحــ.صار وقبل اقتـ.حام النظام كان ثوار “بابا عمرو” يدفــ.نون شهداءهم في المقــ.ابر الموجودة داخل البلدة أو بالقرب منها.

كما كانوا ينقلون بعض الشهداء إلى مقــ.برة تم افتتاحها حديثاً في حي “الشماس” المجاور لحي “بابا عمرو” من الجهة الشرقية.

والذي كان يضم المشفى الميداني الأساسي للجــ.رحى أيضاً، حيث كان ينقل إليه جــ.رحى المــ.واجهات مع النظام.

والذي قضى فيه عدد كبير من الجــ.رحى الذين لم ينجح الفريق الإسعافي بعـ.لاجهم بسبب حاجتهم إلى مداخلات طبية كبيرة تقصر خبرة الفريق الطبي والمعدات الموجودة هناك عن تلبيتها.

أيضاً هؤلاء الضــ.حايا كانوا يدفــ.نون في هذه المقــ.برة والتي تعرف بين المدنيين هناك باسم “مقــ.برة الشهداء”.

حيث دفن فيها بداية عدد من أبناء حي “الشماس” الذين كانوا يناصرون حي “بابا عمرو” وتمت تصــ.فيتهم على يد النظام.

أهرامات الجثــ.امين في المشفى العسـ.كري

بالنسبة لبعض الذين قتــ.لهم النظام وميليشياته داخل الأحياء السكنية مثل “بابا عمرو” و”جورة العرايس” و”السلطانية” و”جوبر”، فقد تم نقل معظمهم إلى المشفى العســ.كري بحمص وتم رميــ.هم هناك.

مصادرمتطابقة تفيد بأن أهالي حي “بابا عمرو” المتواجدين خارجه شكّلوا لجنة للتفاوض مع النظام من أجل استلام الجثــ.امين.

وكانت هذه اللجنة برئاسة الشيخ “معن طعمة” خطيب جامع “الجيلاني” في “بابا عمرو”، وهو شخصية معروفة ومحبوبة لدى الجميع.

وكان يرافقه عدة شخصيات أخرى منهم الشيخ “خالد الأقرع” من قرية “جوبر” و”حسان الشمالي” من قرية “كفرعايا” وغيرهم.

وقد نقل عن الشيخ معن أنهم عندما زاروا المشفى العســ.كري بحمص كانت الروائح فظــ.يعة إلى درجة لا تطاق، والجثــ.امين مرمية ومكدسة فوق بعضها البعض.

وحتى أن بعضها يعود لعناصر النظام وليست فقط للأهالي، حيث إن أولئك أظهروا تعاطفاً مع الضــ.حايا.

فتمت تصفيتهم ميدانياً بتهــ.مة مناصرتهم للثوار أو نيتهم الانشــ.قاق.

مقبرة حي الشماس الجديدة التي تضم فيها عدداً كبيراً من شهداء بابا عمرو

وقد وضع النظام عدة شروط من أجل الموافقة على تسليم الجثــ.امين.

ومن هذه الشروط أن توزع هذه الجــ.ثث وتدفن في المـ.قابر التي يحددها النظام، وأن يتم تسلم الجــ.ثث على دفعات.

وأن يتم دفن كل دفعة من هذه الدفعات في مقـ.برة احدى القرى التي يحددها ضباط النظام، وأن يتم الدفــ.ن ليلاً، وأن لا يتم التصوير والنشر.

تحت ضغط الموقف وافقت اللجنة على كامل هذه الشروط، وتم استلام عدة دفعات.

حيث تم نقلها إلى مقــ.ابر القرى التي حددها النظام، وقد تم دفــ.ن الأعداد التالية في مقــ.ابر هذه القرى:

مقــ.برة الديبة: تم دفن 380 جثمــ.اناً دفعة واحدة.

مقــ.برة البويضة: تم دفن 80 جثمــ.اناً.

مقــ.برة كفرعايا: تم دفن 75 جثمـ.اناً.

مقــ.برة مسكنة: دفــ.ن فيها عدد قليل يتجاوز 30 بقليل.

مقــ.برة الجديدة: حوالي 60 جثمــ.اناً.

مقــ.برة شنشار: حوالي 50 جثمــ.اناً.

مقــ.برة آبل الجديدة: حوالي مئة جثمــ.ان، قام النظام بتخــ.ريبها والعــ.بث بها لاحقاً.

وقد بلغ مجموع الجثــ.امين التي تم دفنـ.ها وتوزيعها على تلك المــ.قابر 750 جثماناً.

حيث كان يتم حفر الخندق ودفــ.ن الجثــ.امين، ومن ثم تغطية القــ.بور بألواح من التوتياء ثم ردم التراب فوقها.

وكانت الامور تسير بهذا الشكل حتى قام ثوار “البويضة الشرقية” بتصوير الجــ.ثامين خلال عملية الدفـ.ن.

مما دفع النظام للتوقف عن تسليم باقي الجــ.ثث التي بقيت عنده، وقام عناصر النظام بمتابعة توزيعها.

حيث دفــ.ن عدد غير معروف داخل مقــ.برة جماعية على حدود بلدة “جوبر”.

كما قام بنقل قسم آخر إلى مقــ.برة “النعص” غربي مدينة حمص.

وقسم ثالث تم دفنه داخل مقــ.برة حمص الشمالية المسماة مقبــ.رة “تل النصر”.

حيث تم دفنــ.ها هناك بشكل جماعي وبأعداد تقارب الخمسين في كل منها.

الصورة اليسار نموذج لأحد البساتين الذي تظهر فيها عشرات الحفر التي أحدثتها القــ.ذائف

مجــ.زرة بحق المــ.وتى

وتروي المصادر الأهلية قصة واحدة من أفظــ.ع مجــ.ازر قوات الأسد وميليشياته.

وذلك حين قام ضباط من فرع هندسة “الحرس الجمهوري” وبعد ضبط أحد برادات الفواكه والخضار في قبو أحد البيوت التي كان قد وضعوا بداخله أكثر من 15 جثمــ.اناً منعاً لتفسـ.خها ريثما يتم دفــ.نها.

فنقل عناصر الأسد الجثــ.امين إلى غرف جانبية صغيرة جانب مبنى البراد والتي كانت تستخدم كمستودع للعدة واللوازم والمواد.

ثم قام هؤلاء بتلــ.غيم تلك الغرفة الصغيرة بعشرات الكيلوغرامات من المواد المتــ.فجرة وتفــ.جيرها لتتناثر الأشــ.لاء في كل الأنحاء.

المقــ.ابر الجماعية
أحد المقــ.ابر الجماعية قرب بلدة جوبر المتاخمة لحي لبابا عمرو

أحد المقــ.ابر الجماعية قرب بلدة جوبر المتاخمة لحي لبابا عمرو

1100  مفــ.قود وقائمة بـ560 ضــ.حية

ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لعدد الشهداء الذين سقطوا على ثرى “بابا عمرو” وجوارها.

إلا أن معظم الذين تم التواصل معهم ممن شهدوا تلك الأحداث أكدوا أن العدد يتراوح بين 4000- 4300 قتيل ومفقود منذ بداية بداية الثورة وحتى خروج الثوار من هناك.

يوجد منهم 1100 مفقود لا يعرف مصيرهم حتى تاريخه، ومن هؤلاء الشهداء الذين وثقهم النظام نفسه تلك اللائحة الموجودة داخل فرع الأمن الجنائي بحمص.

والتي تضم أسماء 560 ضــ.حية من أهالي “بابا عمرو” قد تمت تصــ.فيتهم من قبل عناصر النظام.

ولكن تم تسجيلهم وتدوينهم على أن “العصــ.ابات الإرهــ.ابية المســ.لحة” هي من قامت بقتــ.لهم.

وهذه اللائحة الموجودة في فرع الأمن الجنائي بحمص.

وقام النظام بإرسال نسخة منها إلى الأمم المتحدة من أجل تجــ.ريم الثوار هناك وتبرئة ساحة النظام ومجــ.رميه..!

المصدر: زمان الوصل