تخطى إلى المحتوى

“عندما تمــ.وت صديقتك أخبرينا!”.. فتاة روسيّة اعتقــ.لها نظام الأسد في مســ.الخه البشرية

لم تتخيل الفتاة الروسية “إيكاترينا شميدتك” أن قرارها تعلم اللغة العربية سيودي بها إلى سجــ.ون بشار الأسد ونظامه في حلب ودمشق.

ولم تكن تدرك أن حملها للإنجيل يعتبر جــ.ريمة سياسية يعــ.اقب عليها نظام الأسد.

وتحدثت الفتاة قائلةً:” نمنا على أرضية حجرية، كان لدينا بطانيات لكنها سرعان ما تبللت، كان الهواء حاراً والجدران باردة”.

وتابعت: “بسبب هذا ، مــ.رضت صديقتي كريستينا، وبدأت تعــ.اني من آلام شديدة في منطقة الكلى”.

وأكملت: “كانت تصرخ باستمرار، لا تستطع أن تأكل أو تشرب، ثم بدأت تتحول إلى اللون الأزرق وفقدت وعيها.

طرقت على باب الزنزانة وسألت: “ساعدوني، صديقتي تحتضر”، أجابوني: “عندما تمــ.وت، أخبرين.

“إيكاترينا شميدتك”

في عام 2009 قررت الفتاة الروسية “إيكاترينا شميدتك” دراسة اللغة العربية وكان أبرز الخيارات أمامها العاصمة دمشق.

وبالفعل سافرت من سان بطرس بورغ إلى دمشق والتحقت بمعهد للغة العربية، كان ذلك قبل بداية الثورة السورية بعامين اثنين فقط.

تقول إيكاترينا لموقع إذاعة الحرية إن الحياة كانت هادئة وجميلة في دمشق.

تعرفت خلال دراستها في المعهد على 18 طالباً أجنبياً من دول مختلفة، كان تعلم اللغة العربية صعباً بالنسبة لها.

فالتواصل مع زملائها كان باللغة الانكليزية، وتفاجئت أن اللهجة السورية مختلفة جداً عن العربية الفصحى.

تنقلت إيكاترينا في فترة إقامتها في دمشق بين أحياء غنية وأحياء أخرى فقيرة في ضواحي العاصمة.

اقرأ أيضاً مطربة ألمانية تصدر أغنية تتضامن فيها مع السوريين وتتحدث عن إجـ.رام نظام الأسد بحقهم (فيديو)

بداية المظاهرات

وهنا بدأت المظاهرات بالخروج في أحياء دمشق وضواحيها القريبة، تهتف ضد بشار الأسد.

وقالت: “قلت لصديقتي البريطانية يجب أن نشارك في هذه التظاهرات الشعبية لكننا كنا كأجانب خــ.ائفين”.

تتابع إيكاترينا متحدثةً عن سبب خــ.وفها من المشاركة في المظاهرات قائلة: هناك جهاز في سوريا يسمى المخابرات.

جهاز يتحكم بحياة الناس والسكان المسالمين، وكل طالب أجنبي يستقر في دمشق لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر.

حيث يكون لديه مرافق خفي من المخابرات يرتدي زياً مدنياً ولا يثير الشبهــ.ات حوله، وإذا لم تعجبهم تصرفاتنا فيقومون بالإبلاغ عنا فوراً.

سجــ.ن بسبب حلم

وتضيف الفتاة أنها التقت مرة بضابط مسرح من جيش النظام، روى لها أنه في عام 1996 رأى مناماً أنه يطلق النــ.ار على حافظ الأسد.

وعندما أخبر زملاءه بالحلم، بلغوا عنه مباشرة واقتيد إلى السجــ.ن مدة خمس سنوات ونصف.

وقال له السجان أنهم سيعلمونه كيف يكون لديه أحلاماً غير وطنية.

السوريون أنفسهم الذين تحدثت معهم قالوا إنهم يريدون ثورة، لكنها ستكون سريعة.

فقد ظنوا أن أوروبا ستدعم الربيع العربي ثلاثة أشهر – وستأتي الديمقراطية إلى سوريا.

 سألت: ما هي الديمقراطية؟ قالوا لي: الديمقراطية هي الحرية. إذاً ما هي الحرية؟ الحرية هي الديمقراطية، يبدو أن الشعب متعطش لشيء لا يعرفه جيداً، تقول إيكاترينا.

في عام 2012، قصدت إيكاترينا وصديقتها كريستينا قرية في حلب لزيارة أصدقاء لها.

لكن بسبب كثرة الحواجز، لم تتمكنا من الوصول إلى قريتهم في ضوء النهار ، لذلك قررتا قضاء الليل في فندق في مدينة حلب.

اقرأ أيضاً وكالة تركية تسلط الضوء على طـ.فل يعـ.يل أسرته عبر جمع الحطب في إدلب (فيديو)

فنادق سوريا

تقول إيكاترينا كل فندق في سوريا يوجد داخله رجل من المخابرات، يعيش هناك ويكتب التقارير بحق ضيوف الفندق.

عندما وصلنا، سألنا عن جوازات سفرنا، وفي صباح اليوم التالي أخذنا للاستجواب.

هناك سألنا ما ديننا، صديقتي كريستينا مسيحية إنجيلية، وقد قالت هذا بصدق.

ثم بدأت إحدى الموظفات تتساءل عن معنى ذلك، وإلى أي مدى تؤمن بالله، ودعته كريستينا لأخذ الإنجيل.

يوجد مسيحيون في سوريا، بل هناك كنائس أرثوذكسية وكاثوليكية، لكن نشر الإنجيل يعتبر جــ.ريمة. لهذا، تم سجــ.ننا.

قال أحد ضباط الأمن السوريين الذين استجوبونا إنه يريد قضاء الليلة معي، أنا رفضت، فغضب وقال أشياء مــ.ذلة ووقــ.حة.

وفي النهاية قال: ســ.أنتقم منك، في اليوم التالي أخذنا إلى مركز الشرطة.

بكيت بلا انقطاع الظروف في الزنــ.زانة كانت مــ.روعة، تم إطعامنا، مرة واحدة في اليوم.

استهزأت الشرطة بنا وضحكوا علينا، ضربونا بأشياء مختلفة، وفي النهاية بقينا في مركز الشرطة هذا مدة عشرة أيام ثم تم نقلنا إلى سجن مركزي في حلب.

ظروف السجــ.ن المركزي

تتابع إيكاترينا متحدثة عن ظروف السجــ.ن المركزي، كان الوضع فظــيعاً ومــ.رعباً، لم أستطع المشي”.

ضــ.ربني الشرطي كي أتقدم وهو يصــ.رخ عليّ، كل الناس هنا يرقدون على الأرض، متناثرين في كل مكان.

لم تكن هناك مساحة كافية لأي أحد جديد، كان السجــ.ن عبارة عن نسيج متشابك من أجساد بشرية متعبة و متســ.خة.

كانوا جميعهم يرتدون ثياباً بنفس اللون مختلطة بعرقهم ودمائهم، وبعضهم كان مصــ.اباً بجــ.روح والروائح تصيب بالدوار.

وضعونا في زنــ.زانة بها حوالي 20 شخصاً، معظمهم من المجــ.رمين والبغايا.

لم يكن هناك ماء ولا نوافذ ولا تهوية كان التنفس صعباً للغاية، سُمح لنا باستخدام المرحاض مرتين في اليوم.

جري الماء على الجدران، وتقطر من السقف، كان القمل في كل مكان، وبدأ الجــ.رب.

عندما طلبت أحدهن فتح الباب لتهوية الزنــ.زانة، قال موظفو السجن: “أوه ، هل تريد أن تتنفس؟ تعال إلى هنا!” – جر النساء من شعرهن وضــ.ربوهن.

تم إطعامنا مرة واحدة في اليوم، والوجبة كانت عبارة عن قطعتين من البطاطا المسلوقة وهي باردة طبعاً وخبز يابس.

 أحياناً كانوا يضعون ملعقة من الحمص أو القشطة الحامضة أو زيت الزيتون.

أدوية

جرت “الاستجوابات” في الردهة أمام باب الــ.زنزانة، حين انفتح باب الزنزانة كانت الأرض مغطاة بالوحل والد.ماء.

 كانت الفتيات في زنزانتنا في كثير من الأحيان مريــ.ضات، وأصابهن التســ.مم، ولم يكن هناك أدوية لكي يتعالجن.

نمنا على الأرضية الحجرية، في البداية كان لدينا بطانيات، لكنها سرعان ما تبللت.

كان الهواء رطباً والجدران باردة، و بسبب هذا، مــ.رضت صديقتي كريستينا، وبدأت تعاني من آلام شديدة في منطقة الكلى.

كانت تصرخ باستمرار، لا تستطيع أن تأكل أو تشرب، ثم بدأت تتحول إلى اللون الأزرق وفقدت وعيها.

“عندما تمــ.وت، أعلموني”

 طرقت على باب الــ.زنزانة وسألت: “ساعدوني ، صديقتي تحتضــ.ر” ، أجابوني: “عندما تمــ.وت، أعلموني”.

حياة الإنسان لا تساوي شيئًا هناك في سجــ.ون ومعتقــ.لات نظام الأسد، حيث تم تعــ.ذيب الجميع تقريباً في هذا الســ.جن.

أما نحن فلم نتعرض للتعــ.ذيب على الأرجح لأننا أجانب، قالوا لنا أننا مجــ.رمون سياسيون.

ولم يردوا على أسئلتنا المتكررة حول مدة بقائنا في الســ.جن، بعد 20 يوماً من سجــ.ننا تمكنا من إخبار السفارة الروسية في دمشق.

وبدأت عملية ترحيلنا إلى سجــ.ن كفرسوسة في العاصمة دمشق.

بعد أسبوع نُقلنا إلى سجــ.ن كفرسوسة بدمشق، وبعد بقائنا فترة فيه جاء أمر إخلاء سبيلنا.

وجاء السفير الروسي إلينا وأخبرنا أننا نعتبر مجــ.رمين سياسين لنشرنا الانجيل في سوريا، وبعد أسبوع تمكنا من السفر إلى روسيا.

في سانت بطرسبرغ، أكملت إيكاترينا شميدتك دورات التصوير وعادت إلى سوريا عدة مرات لالتقاط صور للحياة في البلاد.

في عام 2017 ، سافرت إلى تركيا وألمانيا للقاء اللاجئين السوريين.

وهناك، صوّرت إيكاترينا صوراً وثائقية بعنوان “صلاة من أجل الحرية” – سلسلة صور لمن نجا من الســ.جن السوري، مع قصص حول ما مروا به.

المصدر: راديو الحرية