تخطى إلى المحتوى

تقرير لمركز أبحاث تركي يكشف عن سيناريوهات الحل النهائي في سوريا “مترجم”

كتب مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التركي “insamer” مقالاً بحث فيه سيناريوهات الحل الأنسب في سوريا.

وجاء في المقال: في الوقت الذي يسير فيه العنــ.ف في سورية بمسار متقلّب، صعوداً وهبوطاً.

يبدو أن فرص الحلول العســ.كرية للأزمـ.ـة المستمرة قد تلاشت، وبدأت تدور النقاشات حول سيناريوهات الحلّ السياسي أكثر فأكثر.

وبدأت أطراف الأزمـ.ـة جميعها تعيد النظر في مواقفها مجدداً، من أجل الدخول بشكل أقوى في المفاوضات التي ستنطلق من جديد، وخاصة مع نتائج الانتخابات الأميركية.

غير أن المشــ.كلات القائمة حالياً، وفي مقدمتها مشــ.كلة اللاجئين والتغير الديموغرافي والفقــ.ر.

بالإضافة إلى الوجود العســ.كري الأجنبي في سوريا، وتصفية الجماعات المــ.سلحة، كانت من العوامل التي جعلت الحل السياسي صعباً على المستوى المحلي.

أمن إسرائيل

أما على الصعيد العالمي؛ فإن قضية “أمن إسرائيل”، والتوسّع الروسي، وأطمــ.اع إيران الطــ.ائفية غير المرضية.

وكذلك أطمــ.اع الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية وأهدافها الأيديولوجية في السيطرة على موارد الطاقة هي من الأسباب الرئيسية لفشـ.ل العملية السياسية.

 وعلى الرغم من جمود الاشتبــ.اكات في سورية في هذه المرحلة التي تشهد تحوّلات جذرية في العلاقات الدولية تظهر بعض انعكاسات الأجواء المتــ.وترة القائمة من وقت لآخر.

فعلى سبيل المثال، أدى القــ.صف الذي نفذه ســ.لاح الجو الروسي على معســ.كر تدريب لفيلق الشام التابع للجيش السوري الحر في تشرين الأول، إلى مقتــ.ل ما لا يقل عن 80 مقــ.اتلاً من عناصر الجماعة وجــ.رح أكثر من 90 شخصاً.

ومن الواضح أن قوات روسيا والنظام أرادت أن تختبر عزم تركيا وقوتها بهذا الهجــ.وم.

اقرأ أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية تتوجه بطلب إلى مؤيدي وداعمي نظام الأسد

نقاط المراقبة

من جانب آخر، أخليت بعض نقاط المراقبة التي أقامتها القوات المســ.لحة التركية في إدلب.

إضافةً إلى استيــ.لاء النظام وروسيا على مناطق شمال شرقي إدلب وحماة، بعد الاشتبـ.اكات الأخيرة في إدلب.

من المفهوم أن قرار إخلاء نقاط المراقبة التي أنشئت في مورك وحطاط وشير مغار الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها النظام، قد اتُّخذ بسبب فقدانها لوظائفها والأخطــ.ار التي نشأت حديثًا.

وفي غضون ذلك، تدور صــ.راعات في جنوب سورية بين مقــ.اتلين مدعومين من روسيا، والميــ.ليشيات المدعومة من إيران.

وقد تسببت العمليات الأمنية التي نفذتها الميليــ.شيات الإيرانية ومقــ.اتلو الفرقة الرابعة التابعة للنظام في درعا، في اندلاع اشتبــ.اكات بين المقــ.اتلين المدعومين من روسيا وبين هذه الميلــ.يشيات.

أما اليوم، فيرزح ما يقرب من 60% من سكان سورية تحت وطأة اللــ.جوء، ولا يزال الناس يعانون مآســ.ي التشــ.رد والحــ.رمان بسبب الجمود السياسي.

إضافة إلى أن 35% من أراضي البلاد واقعة تحت سيطرة ميليــ.شيا “قسد”.

إضافةً إلى أن موارد البلاد المائية والزراعية وبخاصة النفطية هي إلى حد بعيد خارج سيطرة السوريين.

وتثير ميليــ.شيا “قسد” لتغيير ديموغرافيا المنطقة، ردة فعل السكان المحليين العرب.

وأخيراً، تسبب إطلاق ميليــ.شيا التنظيم النــ.ار على المــ.حتجين الذين خرجوا تنــ.ديداً بالرسوم المــ.سيئة للرسول محمد (ص) التي نشرت في فرنسا، في مقــ.تل عدد من الأشخاص.

قانون قيصر

من ناحية أخرى، أدخلت عقــ.وبات قانون قيصر، والعقــ.وبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، في 9 تشرين الثاني، على 11 مؤسسة تعمل بشكل رئيسي في قطاع النفط، نظامَ الأسد في مــ.أزق اقتصادي كبير.

ومن الضروري في هذا السياق التأكيد أن العقــ.وبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد النظام قد ولّدت نتائج لمصلحة ميليــ.شيا “قسد” الموجود في الشمال السوري.

ولعبت دوراً كبيراً في اكتساب ميليــ.شيا “قسد” قوةً اقتصادية وسياسية في قطاعي الزراعة والطاقة داخل سوريا.

ويمكننا أن نورد مثالاً في غاية الأهمية بشأن ذلك؛ فالنظام الذي عجــ.ز عن تأمين احتياجات الشعب من مادة “القمح”، وهو العنصر الغذائي الأكثر إستراتيجية في البلاد، اضطر إلى شراء القمح من ميليــ.شيا “قسد” بالعملة الأجنبية.

وأوجد هذا الوضع خللاً اقتصادياً كبيراً بين المنطقتين، لدرجة أن المرتبات والأجور في مناطق سيطرة ميليــ.شيا “قسد”، تجاوزت مرتبات موظفي النظام نفسه.

فميليــ.شيا “قسد” الذي حظي بتأييد الرأي العام الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يجري تدريبات عســ.كرية مع التحالف الدولي لحماية حقل العمر النفطي بريف دير الزور.

ويجري العمل على تحويل هذه التدريبات التي تتواصل تحت غطاء القتــ.ال ضد تنظيم (داعــ.ش) الإرهــ.ابي، إلى فرصة لترسيخ هيمنة ميليــ.شيا “قسد” في المنطقة.

فهذه التطورات كلّها تُظهر أن الأزمـ.ـة في سورية لا تزال معلقة، وأنها تنطوي على احتمال نشوب صــ.راع خطيــ.ر.

من الصــ.راعات العســ.كرية إلى الحل السياسي

كيف سيتبلور الحل السياسي في الأزمـ.ـة السورية العالقة، وسط تطورات الداخل السوري والتحولات في السياسة العالمية؟

عند تناول القضية من وجهة نظر واقعية؛ ما الذي سيضمن وحدة التراب السوري، وما هي الوسائل الممكنة لوضع حد للانقسام الفعلي.

وكيف ستتحقق عملية الانتقال السياسي التي تكون المعارضة جزءًا منها، وهل ستتمكن سورية من الحفاظ على وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها؟

وهل ستُدار البلاد عبر فدرالية، أم عبر منطقتين مستقلتين يتم إنشاؤهما في إدلب وفي شمال سورية، أم ستظهر لوحة سياسية تكون القوة والسلطة فيها للإدارات المحلية؟

في الوقت الذي تلعب فيه مساومات القوى العالمية دوراً رئيسياً في صياغة مستقبل سورية، تتسارع النقاشات والطروحات بين القوى التي تتهافت خلف مصالحها هنا بشأن الحلّ الأفضل:

أهو فصلُ البلاد إلى سورية غربية-شرقية، أم إنشاء هيكل سياسي فدرالي؟

 تماماً كما حدث في الماضي في نماذج ألمانيا الشرقية والغربية، واليمن الشمالي والجنوبي، وكوريا الشمالية والجنوبية.

وُضعت في الآونة الأخيرة العديد من التوقعات والمخططات، بشأن المستقبل السياسي والقانوني لسورية ما بعد الحــ.رب.

سواء في المحافل الدولية أو في الساحة السورية، وأعدت السيناريوهات التي ستحدد مصير البلاد.

فبينما يجري تركيب هذه السيناريوهات ومزجها على الأغلب في العواصم الغربية، نجد أن الرؤية الواقعية لمراكز الفكر والمحللين والمثقفين السوريين (الذين لا يزالون يحملون أفكاراً رومانسية) حول هذه القضية، لم تتضح بعد.

وقد فُهم من خلال اللقاءات التي أجريت مع معارضين سياسيين ومتنورين مختلفين، عدم استعداد هذه الشريحة بعدُ للإجابة على سؤال: كيف ترون مستقبل سورية؟ وافتقــ.ارهم إلى مقترحات حل القضية محلياً.

وتبين أن آراء المتنورين والمثقفين السوريين في الشتات حول بلدهم لم تتبلور بشكل موضوعي، وأن توقعاتهم المستقبلية اللازمة بشأن إنهاء العنف والحرب في البلاد ما زال يكتنفها الغموض.

ومن المعروف أن بشار الأسد الذي يحكم سورية، وكأن الدولة بما فيها ملكٌ شخصي له ولثلّة من حاشيته الذين حوله، يعتزم بدعم إيراني الاستيــ.لاء على إدلب ومحيطها.

وهي آخر المعاقل الباقية بيد الثوار، ويرغب في السيطرة على المنطقة هنا وحكمها، من خلال منح قسد استقلالاً جزئياً.

وحدة أراضي سوريا

فالسياسات الطــ.ائفية والتــ.مييزية التي ينتهجها نظام الأسد، ضد الشعب السوري، ألحقت ضــ.رراً كبيراً بوحدة أراضي سورية.

كما نزعت الهوية السكانية [إفراغ البلد من سكانه] عن أراضي الدولة التي يُحاول اكتسابَ الشرعية فيها بقوة السلاح.

وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة، ميدانياً ودبلوماسياً، فإن الصورة التي تشكّلت تشير إلى أن هذا النظامَ، الذي لا يؤمن لا بالحريات ولا بالحلول الديمقراطية، لا ينوي التخلّي بسهولة عن العقلية الاستبــ.دادية التي يحملها.

وبسبب عدم امتلاك السوريين القدرة على حل قضاياهم السياسية بأنفسهم، أفسح المجال لبروز سيناريوهات ومخططات القوى العالمية في البلاد إلى المقدمة.

فإلى جانب الجارة تركيا، ثمة العديد من الجهات الفاعلة، كإيران وروسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، المرشحة بقوة للعب دور مؤثر في صياغة ورسم مستقبل سورية.

وينبغي في هذا السياق عدم إغفـ.ـال موقف إسرائيل التي تجنّبت طوال فترة الأزمـ.ـة أن تكون طرفاً مباشراً في المسألة السورية، سواء في الميدان أو في السياق الدبلوماسي.

على الرغم من أنها كانت فاعلة في سير أحداث وتطورات الأزمـ.ـة السورية، وراغبة في سورية غير مستقرة تصــ.ارع مشكلاتها.

إن القوى الفاعلة على الأرض في سورية هي في موقع محدد من مسارات الحلّ السياسي، كجنيف وأستانا أيضاُ.

وإن أعمال اللجنة الدستورية المتواصلة في جنيف سائرة نحو الفــ.شل، بسبب المواقف المتــ.شددة لموسكو ونظام الأسد.

ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا والنظام لإفــ.ساد المفاوضات الدستورية، بقصد الحفاظ على الوضع السياسي الراهن، تبدي بعض الدول الأوروبية مواقف لضمان تحقيق حلم ميلــ.يشيا “قسد”، في إنشاء الإدارة الذاتية المستقلة، وليس سراً أن أنقرة غير متفائلة بهذه المباحثات.

اقرأ أيضاً صحيفة سعودية توضح خيارات بايدن وفرصه لإيجاد حل في سوريا

أي نوع من سورية!

سيناريو سورية مقسّمة إلى مناطق حكم ذاتي: تُعدّ سورية اليوم مقسّمة فعليًا إلى كيانات ثلاثة؛ فإلى جانب النظام الذي يسيطر على العاصمة دمشق والمدن الرئيسية في البلاد.

هناك المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد” في الشمال، إضافة إلى منطقة إدلب المحاذية للحدود التركية، وتسيطر عليها قوات المعارضة.

وهذا النموذج هو أكثر النماذج التي يرغب فيها ميليشيا “قسد”، المهيمن على شرق الفرات؛ ذلك بأن التنظيم الذي لا يجد أي صعوبة في التمويل وتجنيد المقــ.اتلين وجلب السلاح والتدريب العســ.كري، عبر الدعم الذي يتلقاه من روسيا والغرب، يحاول من خلال التأييد السياسي الذي يحظى به لدى الرأي العام الدولي، كسب الشرعية كأحد الفاعلين الرئيسيين على الأرض؛ ويُعدّ التنظيم الذي يمتلك نحو 100.000 مقــ.اتل أكبر تهــ.ديد لوحدة الأراضي السورية بعد النظام.

ولدول عربية وازنة، كالسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، سيناريوهاتها الخاصة في ما يتعلق بمستقبل سورية أيضاً.

 فهي تسير في خط النظام من حيث عدم ممانعتها لوجود قوي لميليشيا “قسد” في شمال سورية.

وإن هدف تلك الدول العربية، من دعم وجود ميليشيا “قسد” وإنشاء كيان منفصل في الشمال السوري، هو قطع ارتباط إيران البري بين طهران-بيروت، وموازنة إيران في سورية، والحيلولة دون اكتساب تركيا لمزيد من الأراضي في الجنوب، ومنـ.عها من الاقتراب من الحدود السعودية.

السيناريو الأول تؤيده الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية أيضاً.

حيث تكمن حسابات الطاقة وأسباب أيديولوجية في أساس دعمهم لهذا السيناريو.

وقد أكد الرأي العام الأوروبي باستمرار دعمه الإدارة الذاتية في شرق الفرات، في أثناء مفاوضات جنيف.

وينظر الأوروبيون إلى نموذج ميلــ.يشيا “قسد” الذي يصفونه بالحكم الذاتي، على أنه نموذج ناجح وقابل للتطبيق في كل مناطق سورية.

وبالنظر إلى الديناميات الحالية، يبدو أن عملية تقــ.سيم سورية إلى ثلاث دول منفصلة أمرٌ غير وارد.

ولكن من المحتمل جدًا أن يجري تقسيمها إلى مناطق إدارات ذاتية فعلية، على غرار ما حدث في شمال العراق.

سيناريو سورية فدرالية: النقاش الثاني حول المستقبل السياسي لسورية يدور حول فكرة بناء سورية فدرالية.

وبحسب هذا السيناريو، يُقوّم الوضع على تشكيل كيان سياسي مشترك يتألف من ثلاث إدارات محلية مختلفة، في منطقة إدلب، ومنطقة شرق الفرات، ومناطق النظام في دمشق، بالشكل الذي تحتفظ كل منها بصلاحيات واسعة في شؤونها الداخلية.

وأكثر من أيّد فكرة هذا السيناريو هو روسيا.

وبموجب هذا السيناريو الذي استند أيضاً إلى التجربة السياسية الداخلية لروسيا، سيتم دمج عناصر ميلــ.يشيا “قسد”، بجيش النظام، ليؤمن النظام السيطرة على جميع الأراضي السورية مجدداً.

ضمانات دستورية

وكانت وحدات حماية الشعب الإرهــ.ابية التي أوردت في محادثات جرت عام 2017 بينها وبين النظام، مطالبات بمنطقة فدرالية بموجب ضمانات دستورية، قد طالبت أيضًا بإدارة ذاتية، مقابل انســ.حابها من المناطق ذات الأغلبية العربية في شمال البلاد.

ومن المعلوم أن كلاً من روسيا والنظام وصفا هذه المحادثات بالإيجابية في ذلك الحين.

فروسيا التي تؤيد النظام تأييداً مطلقاً، وتهدف إلى توطيد سلطته، تسعى للوصول إلى حل سياسي يضمن بقاء الأسد، من خلال إضعاف معارضيه.

وترغب في أن يكون لها كلمة في مستقبل البلاد، في مرحلة ما بعد الحــ.رب، لكي تحظى بحصة الأسد من الامتيازات الاقتصادية في سوريا.

ولذلك فهي لن تبدي امتعاضاً من وجود ميليــ.شيا “قسد” في المنطقة، بل إنها قد تتبنى هذا الوضع، مقابل الحصول على حصتها من النظام في مجالات الطاقة والزراعة والمياه.

 وبذلك تكون روسيا قد حازت وفق هذا السيناريو علاوةً على كل المكتسبات التي حققتها، ورقةً قويةً ضد تركيا خصــ.مها التاريخي في المنطقة.

فأهمّ أهداف موسكو تتجسد في تقريب النظام من ميليشيا “قسد” ، لكــ.سر النفوذ الأميركي في المنطقة، ولتكون صاحبة الكلمة العليا في مسألة حقول نفط شرق الفرات.

 ولهذا السبب هي تسعى لإنشاء قواعد روسية جديدة في منطقة شرق الفرات.

الإدارة المدنية في إدلب

غير أن روسيا ونظام الأسد اللذين رحّبا بمطلب ميلــ.يشيا “قسد” بالحكم الذاتي، يعاملان الإدارة المدنية في إدلب، معاملة الإرهــ.ابيين.

 فقد قامت روسيا بمصالحة بعض الفصائل التي قاتلت سابقًا في صفوف الجيش السوري الحرّ في الجنوب مع النظام.

لكن النفوذ السياسي والعســ.كري لهذه الفصائل تآكل تمامًا بمرور الوقت.

تدرك روسيا تمامًا أن فصائل الثوار لن تخضع للأسد، وأنها سترفض قبول أي تشكيل سياسي مشترك مع النظام.

 ولذلك فإن غاية روسيا الرئيسية في إدلب هي ضمان أمن المناطق القريبة من منشآتها العســ.كرية الإستراتيجية.

 ومهما حاولت روسيا أن تظهر بمظهر الوسيط بين النظام وبين بعض فصائل الثوار، فلا يخفى أنها أسهمت كثيرًا في تسهيل عمل النظام.

وذلك عبر الضــ.ربات الجوية التي نفذتها ضد المعارضين.

وأخيرًا، من المفيد القول هنا إن إيران قد تنظر بإيجابية إلى هذا السيناريو، شريطة ألا يتعارض ذلك مع مصالحها الإقليمية.

 سيناريو سورية متحدة مع ضمان وحدة أراضيها: هذا السيناريو هو أقرب إلى توجهات الجيش السوري الحر، والمعارضين والمتنورين المعتدلين.

وقد أطلقت تركيا عمليات عســ.كرية عدة، ضد (داعــ.ش) وضد ميليــ.شيا “قسد”، في سبيل إحياء/ إبقاء هذا السيناريو.

وليس من المبالغة أن نقول: إن عملية استعادة وحدة أراضي سورية واسترجاع وحدتها الوطنية، باتت أقرب إلى المستحيل.

 ذلك بأن الوجود العســ.كري الأجنبي في البلاد من جهة، ومخططات القوى العالمية لرسم خريطة المنطقة من جهة ثانية، يجعلان المستقبلَ السوري ضبابيًا وغيرَ واضح المعالم.

جو بايدن

وعلاوةً على ذلك، إن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، سيكون له عميق الأثر على السيناريوهات الأميركية الخاصة بسورية.

غير أن سياسات بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما، وكان جزءًا من الفــ.وضى السياسية والعســ.كرية التي خلّفها أوباما في سورية، ومن سياسة الولايات المتحدة الخارجية ونهجها تجاه سورية لأربع سنوات تالية، هي بمنزلة لغز كبير في الوقت الحالي.

لا شك في أن هناك نقاشات وسيناريوهات أخرى تدور في محافل ومنصّات مختلفة، غير تلك التي عرضناها هنا.

 لكن الملف السوري سيكتسب بالتأكيد زخمًا جديدًا، في هذه المرحلة التي يُعاد فيها تشكيل التوازنات العالمية والإقليمية مجددًا.

ومن المحتمل أن تتكاثف المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي ستعمل على إنهاء الأزمـ.ـة السورية في الفترات المقبلة.

ولهذا؛ فإن من المهمّ أن يضع الثوار، وبخاصة الممثلين السياسيين والمثقفين السوريين، إطار عمل من أجل تناول خيارات الحلّ السياسي لمستقبل سورية بطريقة واقعية وموضوعية.

حيث إنّ الوضع الراهن يوحي بأنّ الحل السوري ليس في متناول السوريين، وأن المفاوضات التي ستُنجز في العواصم الأجنبية ستكون أكثر حسمًا وتأثيرًا في الساحة السورية.

مصدر الخبر : مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية (insamer)