تخطى إلى المحتوى

مجلة أمريكية تطرح على إدارة “بايدن” عدة توصيات حول سوريا

اقترحت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية على إدارة الرئيس المنتخب “جو بايدن” اعتماد سياسة واقعية تجاه إيران تساعده على الحد من المخـ.ـاطر وتقليص الخسائر، نظراً لأن طهران ليست مستعدة لتخسر نفوذها في سوريا بسهولة.

وقالت المجلة إن إدارة “ترامب” لم تنجح في التعامل مع إيران بالشكل الأمثل على الساحة السورية، وهو ما يطرح الكثير من التحديات أمام الإدارة المقبلة.

وأضافت أنه من الصعب حالياً تقدير العدد الحقيقي للقوات الإيرانية والميليشيات المتحالفة معها في سوريا.

وتابعت بأن عدداً من القوات الإيرانية غادرت البلاد، فيما بقي جزء من القادة والوحدات القتـ.ـالية في سوريا لتأمين المصالح الإيرانية والإشراف على المعارك.

وأشارت إلى أن إيران ترى سوريا جزءاً مما يسمى “محور المقاومة”، وتعلم أن سقوط حكم الأسد يعني نظاماً يسيطر عليها السنة، وقد ينحاز في الغالب إلى خصومها في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية.

واعتبرت المجلة أن إدارة “ترامب” انتهجت في الأعوام الأربعة الفائتة سياسة غير متسقة في سوريا أدت إلى الإضرار بمصداقية الولايات المتحدة وخدمت إيران.

حيث أعلنت واشنطن عدة مرات انسحابها من سوريا وتقليص عدد جنودها هناك، مستخفة بالتزاماتها تجاه ميليشيا “قسد”، شركيتها في محاربة “تنظيم الدولة”.

اقرأ أيضاً: تأثير غير مُبشر.. مركز أبحاث أمريكي يبين سياسات بايدن وإدارته المتوقعة تجاه سوريا

خيارت الحد من نفوذ إيران

وأكدت أن على إدارة “بايدن” القادمة أن تتقبل محدودية خياراتها في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا.

ويمكن اتخاذ بعض القرارات الفورية لتصحيح المسار، منها تقديم الدعم لـ”قسد”، أكبر خصم لإيران في سوريا حالياً، وفق رؤية المجلة.

كما يمكن للولايات المتحدة فتح قنوات خلفية مع نظام الأسد عبر الدول العربية التي تعمل لإعادة العلاقات معه.

ورأت أنه يجب على بلادها التي حافظت على القنوات الدبلوماسية مع روسيا، فيما يخص الشأن السوري، أن تواصل العمل مع موسكو لتحقيق المصالح المشتركة، ومحاولة الاستفادة من الفجوة التي تزيد اتساعاً بين روسيا وإيران.

وفي هذا السياق، يمكن للولايات المتحدة أن تضغط على روسيا للمساعدة في إخراج القوات الإيرانية وميليشياتها في المناطق الواقعة على طول نهر الفرات، والمناطق القريبة من إسرائيل.

ويكون هذا الأمر مقابل تنازل واشنطن عن بعض المناطق لموسكو، وذلك مثل قاعدة التنف الأمريكية.

إيجاد حل سياسي في إدلب

واستطردت المجلة بأن ينبغي على أمريكا أن تتعاون مع تركيا وروسيا لإيجاد تسوية للوضع في إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية.

لافتةً إلى أن التسوية لن تكون سهلة، لأن العلاقات الامريكية التركية ليست في أفضل حال، كما أن أنقرة وموسكو لا تتفقان على تصنيف الجماعات الإرهابية.

ومن وجهة نظر “فورين أفيرز” فإن مواصلة العمل الأمريكي عن كثب مع إيران سيكون من العوامل المهمة لتحجيم الدور الإيراني في سوريا.

ويتجسد هذا العمل بمنح تل أبيب الضوء الأخضر لاستهداف الميليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود بين سوريا وإسرائيل.

وأيضاً، في مسار المفاوضات الثلاثية مع روسيا بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية حول حركة إيران وميليشياتها في البلاد.