تخطى إلى المحتوى

استهدافات متكررة وأجواء عمل خطيـ.رة.. معـ.ـاناة كبيرة لمزارعي الشمال السوري

سبّب التقدم الأخير لنظام الأسد وأعوانه على المناطق المحررة، والذي استمر منذ صيف عام 2019 حتى آذار عام 2020، معـ.ـاناة كبيرة للمزارعين في الشمال السوري.

ونقل موقع “أورينت نت” عن “مركز نورس للدراسات” أن مساحة الأراضي التي تم خسارتها في محافظة إدلب تقدر بـ3.146 كم، منها 2.300 كم أراضٍ زراعية، بينما تبقّى بيد الفصائل 3.460 كم أراضٍ زراعية، في منطقة “سهل الغاب” غربي حماة.

وتعد المشكلة الأساسية التي تثقل كاهل أصحاب الأراضي الزراعية هي قرب أراضيهم من خطوط التماس مع قوات الأسد، ما يجعل كل من يعمل فيها بمرمى النيـ.ران.

انخفاض الإنتاج الزراعي

وأفاد “معتز المواس” الذي يعمل مشرفاً زراعياً في المنطقة بأن ما يقرب من نصف الأراضي الخارجة عن سيطرة قوات الأسد لا تزال غير مزروعة، بسبب عدم تمكن أصحابها من العمل فيها نظراً لقربها من خطوط التماس.

وأسهم هذا الأمر بانخفاض الإنتاج الزراعي في “سهل الغاب” والذي كان يعتبر بمثابة سلة غذائية متكاملة لسوريا بأكملها لأدنى مستوياته.

ووفق التقرير، فإن نظام الأسد يستهدف المزارعين في المناطق المحررة بالقصـ.ف والقنص، وكذلك بزراعة الألغام وإلقاء القـ.نابل.

اقرأ أيضاً: “دريد رفعت الأسد”: نظام الأسد لا يبالي بمعـ.اناة الشعب السوري ودائماً ما يدير ظهره له

ومن جهة أخرى، يواجه المزارعون في الشمال السوري عموماً وفي “سهل الغاب” خصوصاً مشاكل أخرى تتمثل بصعوبة تأمين مياه الري.

ويأتي ذلك، بحسب “المواس”، نظراً لأن موردها الأساس، وهو نهر العاصي، بات خط تماس بين الفصائل الثورية وعصابات الأسد.

ويعاني المزارعون أيضاً من ارتفاع أسعار البذار والمعدات الزراعية وغياب سوق التصريف، وسط غياب تام لدور المنظمات بحجة خطـ.ورة المنطقة.

دور الفصائل في حماية المزارعين

وبخصوص دور الفصائل في حماية المزارعين الذي يعملون قرب خطوط المواجهة، نقل التقرير قائد عسـ.كري يدعى “عمار أبو أمير” أن دور المرابطين يقتصر على تنبيه المزارعين في حال وجود طيران أو نية قصـ.ف أو تقدم لقوات الأسد على المنطقة.

وأكد “أبو أمير”: “لا يوجد أي تنسيق أو اتفاق بين الفصائل والنظام للسماح للمزارعين من الطرفين للعمل بأراضيهم، لأن الأخير لا يعنيه إن عملوا أو ماتوا من الجوع”.

يقول الحاج “عمار اليونس” في هذا الصدد إن “الأرض عِرض، ولكن ما باليد حيلة.. هجرت أرضي مرغماً، فيحاتي وحياة أبنائي أغلى من كنوز الدنيا”.

ويضيف: “بسبب غلاء المعيشة أعمل مع أقاربي في أرض صغيرة في ساعات الصباح الأولى أو الضباب خوفاً من القصـ.ف للاستفادة منها قدر الإمكان”.

يذكر أن نظام الأسد يواصل استهدافه للمزارعين وآلياتهم بمختلف أنواع الأسلـ.حة، ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية.

وأوضح الناشط الإعلامي والحقوقي “معتز الأشقر” أنه في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الماضي فقط استهدفت الفرقة الرابع المتمركز في “سهل الغاب” 6 سيارات مدنية إلى جانب جرار زراعي على طريق القرقور والزقوم، ما أسفر عن مقتـ.ل 5 مدنيين وإصـ.ـابة آخرين.