أفاد مركز “جسور للدراسات” بحصول اجتماع بين مسؤولين لدى نظام الأسد مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، في إطار سعي النظام للخروج من العزلة المفروضة عليه.
وقال المركز، في تقرير له أمس، إن اللقاء حصل في قاعدة “حميميم” الروسية، جنوب شرقي اللاذقية، خلال كانون الأول الماضي.
ونقل عن “مصادر موثوقة” أن الاجتماع حضره من جانب النظام رئيس مكتب الأمن الوطني “علي مملوك”، ومستشاره الخاص للشؤون الأمنيو الإستراتيجية، اللواء “بسام حسن”.
كما حضر اللقاء من الجانب الإسرائيلي “غادي إيزنكوت” من رئاسة هيئة الأركان، والجنرال السابق في الموساد “آري بن ميناشي”، إضافة لحضور قائد القوات الروسية في سوريا “أليكساندر تشايكوف”.
مطالب الجانبين
وأوضح التقرير أن نظام الأسد عرض أثناء اللقاء عدة مطالب، أبرزها العودة لجامعة الدول العربية، والحصول على مساعدات مالية لسداد الدين الإيراني.
إضافة إلى فتح المجال لنظامه لإخراج إيران من سوريا، ودعمه لتثبيت حكمه، وإعادة العلاقات مع المحور السني العربي.
وكذلك دعم سوريا اقتصادياً، ووقف العمل بالعقـ.وبات المفروضة عليه، وإيقاف قانون العقـ.وبات الأمريكي “قيصر”.
وأضاف المركز أن إسرائيل طلبت بالمقابل تفكيك ما يسمى بـ”محور المقاومة والممانعة” وإخراج إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وكامل الميليشيات الأجنبية من سوريا.
إلى جانب تشكيل حكومة بالمناصفة مع المعارضة السورية، وإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية السورية بشكل كامل”.
وأيضاً إعادة هيكلة المؤسسة العسـ.كرية السورية بشكل كامل، واعادة الضباط المنشقين بضمانة روسية أمريكية إسرائيلية.
اقرأ أيضاً: صفـ.عة لـ “حلف المقاومة”.. مسؤول إسرائيلي يكشف عن موقف بلاده الحقـ.يقي من نظام الأسد وإيران
خطوة نحو التطبيع
وأردف التقرير أنه رغم عدم التوصل إلى اتفاقات محددة في هذا اللقاء، إلا أن يشكل بداية لمسار تدفع روسيا إليه بقوة، معتبراً أنه سيشهد توسعاً كبيراً عام 2021.
وأشار إلى أن تطبيع العلاقات بين نظام الأسد وإسرائيل يمثّل مصلحة مشتركة لكل الأطراف التي حضرت الاجتماع.
حيث ترى روسيا أن بناء علاقات بين الطرفين قد يشكل طوق النجاة لنظام الأسد، وبالتالي لمسعاها في الحصول على الاعتماد الدولي لمشروعها للحل السياسي في سوريا.
كما يعد السلام مع إسرائيل حلاً مثالياً للنظام من أجل الخروج من حالة الحصار الدبلوماسي والاقتصادي التي يعيشها منذ نحو 10 سنوات تقريباً.
ومن جانبها، سترحب إسرائيل، وفق التقرير، بالتعاون الرسمي من طرف النظام، وبتحويل علاقتها الممتدة معه منذ نحو نصف قرن إلى طابع أكثر رسمية.
وبيّن التقرير أن إسرائيل أن النظام هو الخيار الأفضل بالنسبة لأمنها مقارنة مع أيّ فاعل مرّ على سوريا خلال السنوات العشر الماضية.
منوهاً إلى أن هذا الإدارك دفعها طيلة العقد الماضي إلى الحيلولة دون سقوطه بأي شكل.
ولفت مركز “جسور” إلى أن إيران تعلم أن “الأسد” يبحث بكل شكل عن مخارج تعيده إلى المنظومة الدولية، وتساعده على التخلص من القيود الروسية الإيرانية.
وبناء عليه، تسعى طهران لعرقلة جهود النظام، وقبل ذلك عرقلة جهود روسيا التي تهندس هذه التوجهات.
شارك برأيك