تخطى إلى المحتوى

محكمة تاريخية في ألمانيا.. تفاصيل محاكمة ضابطين سوريين في ألمانيا

ترجمة وقائع جلسة محكمة “أنور رسلان” و “إيهاب الغريب”

المقال الأصلي – ترجمة غيداء المنجد – CBC/Radio -Canada

كوبلنز ، بلدة ألمانية صغيرة مسالمة حيث تقاطع نهري الراين وموزيل ،وهي منذ 10 أشهر و حتى الآن ، المسرح غير المتوقع لمحاكمة تاريخية .


هنا في محكمة هذه المدينة يجب أن يقرر 5 قضاة إدانة رجلين متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.


الرجلان هما : أنور رسلان والذي كان قد ترأس وحدة التحقيق في الفرع 251 من المخابرات العامة في دمشق ، وإيهاب الغريب الذي اعتقل اللمتظاهرين واقتادهم الى سجن الفرع ذاته..

بحسب لائحة الاتهامات ضدهما ، هما مسؤولان عن 4000 حالة تعذيب و 58 جريمة قتل وقضيتي اعتداء جنسي في عامي 2011 و 2012 محاكمة تاريخية : التعذيب في سوريا

كوبلنز ، بلدة ألمانية صغيرة مسالمة تقع عند تقاطع نهري الراين وموزيل ،وهي منذ 10 أشهر و حتى الآن ، المسرح غير المتوقع لمحاكمة تاريخية .
هنا في محكمة هذه المدينة يجب أن يقرر 5 قضاة إدانة رجلين متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

الرجلان هما : (أنور رسلان) والذي كان قد ترأس وحدة التحقيق في الفرع 251 من المخابرات العامة في دمشق ، و(إيهاب الغريب) الذي اعتقل اللمتظاهرين واقتادهم الى سجن الفرع ذاته.


بحسب لائحة الاتهامات ضدهما ، هما مسؤولان عن 4000 حالة تعذيب و 58 جريمة قتل وقضيتي اعتداء جنسي في عامي 2011 و 2012 في سوريا أي على بعد حوالي 4000 كيلومتر من قاعة المحكمة المنعقدة في المدينة الألمانية.

تقول( لونا وطفة ): وهي صحفية سورية وضحية التعذيب في السجون السورية ” أنه أمر غريب حقاً، في البداية كنت أنظر إليهم ولم أصدق أننا أتينا إلى هنا ، وأننا أصبحنا شهودًا ومشتكيين. لأول مرة في حياتنا ، نروي قصصنا في المحكمة ، أمام القضاة! “

حضرت لونا وطفة كل جلسة من جلسات الاستماع منذ بدء المحاكمة في نيسان الماضي.


الصحفية ، اللاجئة الآن في ألمانيا ، هي المرأة السورية الوحيدة التي أخبرت مواطنيها سواء في سوريا أو في المنفى ، بالفظائع التي تتكشف هنا كل أسبوع ، وبالرعب الذي عرفته عن قرب .

تقول لونا وطفة: ” عندما أستمع إلى ما يقوله الشهود ، القصص والتفاصيل التي يروونها أعرفها تماماً ،لأنني مررت بنفس الشيء. أتذكر الأماكن التي يصفونها حيث بقيت هناك لمدة شهر عندما تم احتجازي.”


عام 2013، لونا وطفة التي كانت قد حصلت حديثاً حينها على دبلوم في القانون ، وثقت مذبحة الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وبعدها اقتحمت المخابرات السورية منزلها في دمشق.

تقول لونا وطفة: ” قضيت 13 شهرًا أتعرض للتعذيب الجسدي ، لكنه لم يكن أسوأ ما تعرضت له ، الأصعب كان عندما أخذوا أطفالي أمامي وهددوني بتعذيبهم أمام عيني اذا لم أقول لهم ما يريدون “.

إذا كانت هذه المحاكمة ممكنة اليوم ، فإن ذلك يرجع جزئيًا إلى السيد( أنور البني )الذي انضم إلى حشد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في برلين.
إنه عالم صغير للغاية و له طريق مشترك نحو المنفى ، ولكن هذا الطريق قد يحوي الكثير من أصحاب الاتجاهات المختلفة .


كما حدث عندما التقى بالصدفة في مخيم اللاجئين (أنور البني ) وهو محام معروف في مجال حقوق الانسان مع العقيد الهارب (أنور رسلان).

يقول (أنور البني) (محامي ، المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية) :” كان وجه هذا الرجل مألوفًا بالنسبة لي ، لكنني لم أتذكر من هو. نظرنا إلى بعضنا البعض ، ثم تجاهلتُه ، حتى قال لي بعض الأصدقاء:

” أنور رسلان موجود في ألمانيا ، في نفس المخيم الذي أنت فيه منذ شهرين. ” في تلك اللحظة ، تذكرته ، أنور رسلان ، لقد كان من اعتقلني في عام 2006.”

في سوريا ، شهد أنور البني بدايات الانتفاضة الشعبية من زنزانته في السجن الذي كان معتقلاً فيه . ثم أطلق سراحه بعد أشهر قليلة من بدء الاحتجاجات ، بقي أنور البني يدافع عن العدد المتزايد من المعارضين المعتقلين قبل اضطراره إلى الفرار في عام 2014.


يقول أنور البني :” صدرت مذكرتا توقيف ضدي، الأولى من الجيش والأخرى من أمن الدولة، ثم تم القبض على صديقي ( خليل معتوق) في 2 أكتوبر / تشرين الأول 2012، وهو محام قمت معه بجميع مهماتي ، ولم يظهر بعدها ، الأمر لم يعد ان كان مسجوناً أم لا بل السؤال هل هو ميت أم ما زال على قيد الحياة .

على الرغم من المسافة الفاصلة بين هذا التهديد وحياته الجديدة هنا في ألمانيا ، لم يتخل أنور البني عن كفاحه من أجل العدالة ، فمن هذا المكتب الصغير في برلين ، يجمع أنور المحامي و المحقق الأدلة والشهادات مع منظمات أخرى كما يجمع ملفات للمحكمة ضد أولئك الذين اعتقدوا أنهم سيفلتون من العقاب في ألمانيا أو في أي مكان آخر.


يقول (أنور البني ) :” أولاً أريد أن أغلق الطريق أمام كل هؤلاء المجرمين إلى المجتمع الدولي ، يجب ألا يكون بشار الأسد ولا أي أحد ممن كان معه ولا أي من هذه الجماعات الإجرامية جزءًا من حل أي سلمي أو حل سياسي قادم في سوريا.


إنهم جميعاً مشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية ومطلوبون في أوروبا ، ولم يعد بإمكان أي أحد في أوروبا التعامل معهم. “

أن العدالة الدولية تبدو مشلولة حتى الآن بسبب حق النقض الذي تمارسه روسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ،ومحاكمة كوبلنز هي أول محاكمة تستهدف عناصر من النظام السوري و تجري بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.

تقول بيترا زيمرمان (قاضية ومتحدثة باسم محكمة كوبلنز): “لا يمكن أن تجري هذه المحاكمة في هذه القضية في محكمة دولية لأن سوريا ليست عضواً في المحكمة الدولية مما يجعل الأمر مستحيلا.


لذا فإن مبدأ العالمية يجعل من الممكن الشروع في هذه المحاكمة في كوبلنز من خلال وصلة وطنية”

ملف قيصرو الذي يحتوي على حوالي 28000 صورة والتي تم إخراجها من سوريا بواسطة المصور الرسمي لأهوال السجون السورية قد جاب الكوكب بالفعل.


ولكن هنا في كوبلنز ، أصبحت بعض صوره التي تحتوي على لقطات لجثث شبه عارية ،هيكلية ، مشوهة ، والمعرضة للقتل الوحشي بمثابة دليل لأول مرة.

تقول لونا وطفة: ” العالم بأسره يعلم ما جرى ويجري من مجازر وتفجيرات واعتقالات في سوريا وهذه المحاكمة لن تظهر للعالم المزيد من المعلومات عن الوضع السوري .


لكن الجديد الذي ستقدمه هو هذا الطريق القانوني والذي سيتيح لنا الفرصة للحصول على مستندات قانونية ، والتي بواسطتها أتمنى أن نتمكن من تغيير شيء ما.”

إن نظام بشار الأسد بأكمله تم توجيه اتهامات له في محاكمة كوبلنز ، لكن رجلين فقط وجدا نفسيهما في قفص الاتهام ، الرجلين اللذان ينفيان حتى اللحظة مسوؤلتيهما من خلال محاميهما .

يمكن إدانة هذين الرجلين فقط في نهاية المحاكمة ، هذا لا يكفي بالنسبة إلى لونا ، لكنه قليل من العدالة..

على بعد حوالي 4000 كيلومتر من قاعة المحكمة المنعقدة في المدينة الألمانية.


تقول لونا وطفة (صحفية سورية وضحية التعذيب في السجون السورية) ” أنه أمر غريب حقاً، في البداية كنت أنظر إليهم ولم أصدق أننا أتينا إلى هنا ، وأننا أصبحنا شهودًا ومشتكيين. لأول مرة في حياتنا ، نروي قصصنا في المحكمة ، أمام القضاة! “


حضرت لونا وطفة كل جلسة من جلسات الاستماع منذ بدء المحاكمة في نيسان الماضي. الصحفية ، اللاجئة الآن في ألمانيا ، هي المرأة السورية الوحيدة التي أخبرت مواطنيها سواء في سوريا أو في المنفى ، بالفظائع التي تتكشف هنا كل أسبوع ، بالرعب الذي عرفته عن قرب .


تقول لونا وطفة: ” عندما أستمع إلى ما يقوله الشهود ، القصص والتفاصيل التي يروونها أعرفها تماماً ،لأنني مررت بنفس الشيء. أتذكر الأماكن التي يصفونها حيث بقيت هناك لمدة شهر عندما تم احتجازي.”

عام 2013، لونا وطفة التي كانت قد حصلت حديثاً حينها على دبلوم في القانون ، وثقت مذبحة الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وبعدها اقتحمت المخابرات السورية منزلها في دمشق.


تقول لونا وطفة: ” قضيت 13 شهرًا أتعرض للتعذيب الجسدي ، لكنه لم يكن أسوأ ما تعرضت له ، الأصعب كان عندما أخذوا أطفالي أمامي وهددوني بتعذيبهم أمام عيني اذا لم أقول لهم ما يريدون “.

المتهمان لم يكونوا في مسؤولين في ذلك الوقت ، لكنهم كانوا الجلادين.


إذا كانت هذه المحاكمة ممكنة اليوم ، فإن ذلك يرجع جزئيًا إلى السيد أنور البني الذي انضم إلى حشد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في برلين.


إنه عالم صغير للغاية و له طريق مشترك نحو المنفى ، ولكن هذا الطريق قد يحوي الكثير من أصحاب الاتجاهات المختلفة .


كما حدث عندما التقى بالصدفة في مخيم اللاجئين أنور البني (وهو محام معروف في مجال حقوق الانسان ) مع العقيد الهارب أنور رسلان.


يقول أنور البني (محامي ، المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية) :” كان وجه هذا الرجل مألوفًا بالنسبة لي ، لكنني لم أتذكر من هو.

نظرنا إلى بعضنا البعض ، ثم تجاهلتُه ، حتى قال لي بعض الأصدقاء: ” أنور رسلان موجود في ألمانيا ، في نفس المخيم الذي أنت فيه منذ شهرين. ” في تلك اللحظة ، تذكرته ، أنور رسلان ، لقد كان من اعتقلني في عام 2006.”


في سوريا ، شهد أنور البني بدايات الانتفاضة الشعبية من زنزانته في السجن الذي كان معتقلاً فيه . ثم أطلق سراحه بعد أشهر قليلة من بدء الاحتجاجات ، بقي أنور البني يدافع عن العدد المتزايد من المعارضين المعتقلين قبل اضطراره إلى الفرار في عام 2014.

يقول أنور البني :” صدرت مذكرتا توقيف ضدي، الأولى من الجيش والأخرى من أمن الدولة، ثم تم القبض على صديقي خليل معتوق، وهو محام قمت به جميع مهماتي ، في 2 أكتوبر / تشرين الأول 2012 ولم يظهر بعدها ، الأمر لم يعد ان كان مسجوناً بل هو ميت أم ما زال على قيد الحياة .

على الرغم من المسافة الفاصلة بين هذا التهديد وحياته الجديدة هنا في ألمانيا ، لم يتخل أنور البني عن كفاحه من أجل العدالة ، فمن هذا المكتب الصغير في برلين ، يجمع أنور المحامي و المحقق الأدلة والشهادات مع منظمات أخرى كما يجمع ملفات للمحكمة ضد أولئك الذين اعتقدوا أنهم سيفلتون من العقاب في ألمانيا أو في أي مكان آخر.


يقول أنور البني :” أولاً أريد أن أغلق الطريق أمام كل هؤلاء المجرمين في المجتمع الدولي ، يجب ألا يكون بشار الأسد ولا أي أحد ممن كان معه ولا أي من هذه الجماعات الإجرامية جزءًا من حل أي سلمي أو حل سياسي قادم في سوريا.

إنهم جميعاً مشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية ومطلوبون في أوروبا ، ولم يعد بإمكان أي أحد في أوروبا التعامل معهم. “

أن العدالة الدولية تبدو مشلولة حتى الآن بسبب حق النقض الذي تمارسه روسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ،و محاكمة كوبلنز هي أول محاكمة تستهدف عناصر من النظام السوري و تجري بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.

تقول بيترا زيمرمان (قاضية ومتحدثة باسم محكمة كوبلنز): “لا يمكن أن تجري هذه المحاكمة في هذه القضية في محكمة دولية لأن سوريا ليست عضواً في المحكمة الدولية مما يجعل الأمر مستحيلا. لذا فإن مبدأ العالمية يجعل من الممكن الشروع في هذه المحاكمة في كوبلنز من خلال وصلة وطنية”


ملف قيصر الذي يحتوي على حوالي 28000 صورة والتي تم إخراجها من سوريا بواسطة المصور الرسمي لأهوال السجون السورية قد جاب الكوكب بالفعل.

ولكن هنا في كوبلنز ، أصبحت بعض صوره التي تحتوي على لقطات لجثث شبه عارية ،هيكلية ، مشوهة ، والمعرضة للقتل الوحشي بمثابة دليل لأول مرة.


تقول لونا وطفة: ” العالم بأسره يعلم ما جرى ويجري من مجازر وتفجيرات واعتقالات في سوريا وهذه المحاكمة لن تظهر للعالم المزيد من المعلومات عن الوضع السوري ، لكن الجديد الذي ستقدمة هو هذا الطريق القانوني والذي سيتيح لنا الفرصة للحصول على مستندات قانونية ، والتي بواسطتها أتمنى أن نتمكن من تغيير شيء ما.”


إن نظام بشار الأسد بأكمله تم توجيه اتهامات له في محاكمة كوبلنز ، لكن رجلين فقط وجدا نفسيهما في قفص الاتهام ، الرجلين اللذان ينفيان حتى اللحظة مسوؤلتيهما من خلال محاميهما .


يمكن إدانة هذين الرجلين فقط في نهاية المحاكمة ، هذا لا يكفي بالنسبة إلى لونا ، لكنه قليل من العدالة.