تخطى إلى المحتوى

لعدم تمكنه من العمل بالتدريس.. أستاذ سوري في تركيا يلجأ لبيع الخضروات ويروج لبضاعته عبر شرح فوائدها (صور)

الصحفي: حسان كنجو – تركيا – أنطاكيا

اضطر أستاذ علوم سوري يعيش في تركيا إلى افتتاح عربة خضار وفاكهة ليؤمّن قوت يومه، بعد أن يئس من إيجاد عمل في مهنته التي اشتغل فيها لمدة 15 عاماً.

بيد أن حب المدرس “أحمد الموسى” للمعرفة وإفادة الآخرين جعله يمزج بين عمله القديم والجديد عبر شرح فوائد الفواكه والخضار لزبائنه بطريقة علمية.

رفض الانضمام لميليشيات الأسد

وقال “الموسى” الذي يلقّبه رفاقه أو زبائنه بالأستاذ إن قصة مجيئه إلى ولاية أنطاكيا التركية لم تكن بالأمر الهيّن إطلاقاً.

وأضاف، في حوار مع موقع “أورينت نت”، إنه رفض الانضمام إلى ميليشيا “قوات الدفاع الوطني” عام 2014 التي حاول من خلالها نظام الأسد “عسـ.كرة” المعلمين.

وأوضح أنه كان يتقاضى حينها في أحسن الأحوال بين 50 إلى 70 دولاراً شهرياً، عقب انهيار الاقتصاد عام 2014.

مشيراً إلى أنه بدأ وقتئذ بالتفكير بترك البلاد والتوجه لإحدى دول الجوار أملاً في حياة أفضل، ووقع اختياره على تركيا ليستقر بها.

وتابع “الموسى” الذي يكنى بـ”أبو علي” أنه لم يستطع إيجاد عمل بالمدارس السورية في أنطاكيا، إذ إن تحقيق ذلك يتطلب وجود “واسطة”، بحسب قوله.

وقرر أستاذ العلوم بعدها أن يفتتح مشروعه الخاص مهما كان بسيطاً او صغيراً، وكان المشروع الذي خطـ.ر في باله هو “بسطة خضار”.

ورغم أن مشروعه اصطدم بكثرة الباعة في السوق، إلا أن “الموسى” لم ييأس، وتمكن بعد فترة قصيرة من التعرف إلى معظم الباعة حوله، وبات خبيراً بالبيع والشراء.

الأستاذ “محمد الموسى”

اقرأ أيضاً: طالب تركي يمـ.تدح أستاذه السوري في الجامعة لبدئه دروسه بـ “بسـ.م الله الرحـ.من الرحـ.يم”

طريقة متميزة في البيع

واختار “الأستاذ”، كما بات يعرف بالسوق، أن يروج لبضاعته بطريقة متميزة عما يختاره الباعة في العادة.

حيث صار يشرح فائدى كل نوع أو صنف من الفاكة أو الخضروات على حدة، فمثلاً يقول عن البرتقال إنه: “الفاكهة الأفضل في الشتاء للوقاية من الزكام والتهاب الحلق، كونه يحتوي على فيتامين C”.

وهذا الأسلوب جعل “الموسى” محبوباً لدى الزبائن السوريين والعرب، إضافة للأتراك الذي بدأ نسبياً يتقن الحديث معهم، بعد تعلمه التركية لاحقاً.

يشير “الموسى” إلى أنه لم يتخذ هذه الطريقة للترويج لبضاعته فقط، بل كان يشعر حينما يطرح معلوماته على زبائنه بنفس شعوره وقتما كان يعطي المعلومات للطلاب في وقت سابق.

وأردف: “الفارق هنا أن طلابي هم عابرون أراهم اليوم وربما لا أراهم غداً”، معرباً عن يقينه بأنهم سيعودون مرة أخرى ليبتاعوا منه.

وأكد أن الكثير يأتي إليه ليستمتع بطريقته بالبيع، لا رغبة بالشراء، منوهاً إلى أن ما يهمه هو كسب قلوب الناس قبل نقودهم.

الأستاذ “محمد الموسى”