تخطى إلى المحتوى

تعلم اللغة التركية للسوريين بين الإهمال والضرورة الملحة

تعد اللغة عاملاً مهما من محددات عملية التكيف الاجتماعي، وهي البوابة لفهم وإدراك طبيعة البلد المستضيف، وخاصةً إن كان بلد إقامتهم.

ولعلّ أهم عامل يدعو السوريين إلى تعلّم التركيّة أنهم يعيشون ويعملون ضمن المجتمع التركي، وهو ما يوفر لهم جانباً متعاونا في هذه المسألة.

ولكنّ تعلم اللغة التركية لم يحظ لديهم بأهمية، كضرورة لتحقيق تكيف اجتماعي سليم وطويل الأمد، وذلك لعدة اعتبارات:

1- العمل مع السوريين

أدت كثافة وجود السوريين في بعض المدن التركية، لتضاءل حاجتهم لتعلم اللغة، خاصة أن بعضهم عمل عند الآخر، ولاعتمادهم على الزبائن الناطقين بالعربية.

2- انعدام الوقت وغياب المال

يلقي بعض السوريين المتقاعسين عن تعلم اللغة، اللوم على عدم إتقانها، لغياب برامج الدعم المالي، وبرامج الاندماج الحقيقية، على عكس اللاجئين في أوروبا.

وترى نسبة كبيرة من السوريين المتقاعسين عن تعلم اللغة التركية، أن تعلمها يحتاج للتفرغ في الوقت، وتوفر المال، وهذا يكاد يكون صعباً جداً في تركيا.

3- التركية ليست لغة عالمية

ينطلق بعض الشباب في رفض تعلمهم للغة، من منطلق أنها ليست لغة عالمية، إلا أن حجّتهم لاتستقيم، باعتبارها لغة بلد الإقامة.

وتعد أكثر فئة تتحجج بهذا الطرح، هي فئة اصحاب الشهادات، ممن يعملون مع مؤسسات تشترط فقط إتقان اللغة الإنكليزية.

اقرأ أيضاً منظمة تركية تطلق منحة مجـ.ـانية لدراسة اللغة التركية بشكل كامل وتوضح طريقة التقديم

فوائد تعلم اللغة التركية

لم يعد تعلّم اللغة التركية بالنسبة للسوريين خياراً، إذ تشترط العديد من المؤسسات إتقان اللغة التركية، أو تستغني عن خدماتهم. 

وتقيهم من الاستغلال المادي، أو الوقــ.وع في مخــ.الفات قانونية، وتسهل عليهم القيام بمعاملاتهم، وتدفعهم للتخلي عن المترجمين.

يمكن القول في النهاية، أن أفضل استثمار للسوري في تركيا، هو أن يتعلم لغتها.