تخطى إلى المحتوى

“روبرت فورد” يرد على خمس خرافات حول الثورة السورية

تحدث السفير الأمريكي السابق في سوريا “روبرت فورد” عن خمس أساطير حول الثورة السورية يرددها اليسار المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة.

جاء ذلك في مقال له على صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الخميس.

وقال “فورد” إنه أجرى مقابلة، الأسبوع الماضي، مع منتج أمريكي للمحتوى الإذاعي ممن يتبنون هذه الأفكار وردّ عليها.

وأضاف أن الخرافة الأولى تتمثل بأن الثورة السورية كانت تحت سيطرة “المتطرفين السلفيين” منذ بداية الأحداث.

مشيراً إلى أنه شاهد، خلال زياراته لحماة ودمشق عام 2011، الكثير من المسيحيين الذين انخروا في المظاهرات مع المسلمين، والعكس صحيح.

التدخل الأمريكي والسـ.لاح الكيماوي

وأردف أن الخرافة الثانية تقول إنه من دون التدخل العسكري الأمريكي كانت الحـ.رب في سوريا ستنتهي بوتيرة سريعة وبشكل ذاتي.

وتابع بأنه ردّ على مضيفه الذي اقترح على واشنطن وقف التدخلات العسـ.كرية التركية بالقول إن الرئيس التركي لا يطلب إذناً من البيت الأبيض للاهتمام بمصالح بلاده.

وزاد: “تطلب البلدان الأجنبية، في بعض الأحيان المساعدة من الولايات المتحدة، غير أن طلب المساعدة يختلف تماماً عن طلب الإذن”.

اقرأ أيضاً: “روبرت فورد” يقترح على الولايات المتحدة إستراتيجية عمل جديدة في سوريا

وتتضمن الخرافة الثالثة، بحسب “فورد”، أن نظام الأسد لم يستخدم الأسلـ.حة الكيماوية ضد الشعب السوري.

وأجاب الدبلوماسي الأمريكي عن هذا الكلام بأن هناك كثيراً من التحقيقات الدولية التي تؤكد استعمال “بشار الأسد” للأسلحة الكيماوية في السنوات التسع الماضية.

وأكمل: “لقد سقط هذا الطرح سقوطاً مدوياً في مواجهة الأدلة الدولية الكاملة والمؤكدة لاستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه”.

ملف “المتطرفين”

واستطرد بأن الخرافة الرابعة هي محـ.ـاربة “الأسد” لـ”المتطرفين” وأن الولايات المتحدة كانت ترسل المساعدات لـ”تنظيم القاعدة”.

وردّ “فورد” بأن هناك تعاوناً تجارياً بين النظام وعناصر “تنظيم الدولة” عبر رجال أعمال سوريين بارزين منهم “حسام قاطرجي”.

لافتاً إلى أن نظام الأسد أطلق سراح العناصر المسلـ.حة من سـ.جن صيدنايا عام 2011، وركز جهوده على مواجهة الجيش السوري الحر أولاً.

وذكر أن الأسلـ.حة الأمريكية التي وقعت بأيدي “المتطرفين” كانت قليلة، منوهاً إلى أنهم حصلوا على معظم أسلـ.حتهم من جيش الأسد والجيش العراقي.

العقـ.وبات الأمريكية

وبيّن “فورد” أن الخرافة الأخيرة تزعم بأن العقـ.وبات الأمريكية هي السبب الأساسي للجوع في سوريا.

واعترف السفير الأمريكي السابق أن عقـ.وبات بلاده الاقتصادية تلحق ضرراً بالمواطنين السوريين، لكنه شدد على أن حكومة الأسد تعاني من فساد واسع النطاق.

كما أنها: “أعاقت بنفسها الاستثمارات في البلاد، وزادت من معدلات البطالة، والنزوح (التهجير) الداخلي من شرق سوريا قبل عام 2011”.

وخلص “فورد” إلى أن اليساريين يحملون المسؤولية لـ”الإمبرالية الأمريكية” في الثورة السورية، ويرون أن السوريين لم يقوموا بالاحتجاجات من تلقاء أنفسهم.

وأضاف أن المنطق الأخير لوجهة نظرهم -والذي يشيع بين أنصار الأسد الذين يعيشون براحة في أمريكا الشمالية وأوروبا- يقول إن السوريين يفتقرون إلى الحكمة الدافعة لبناء حكومة أفضل.

وختم: “من الواضح تماماً أن الشعب السوري بمفرده، وليس الأجانب، هو الذي يمكنه إصلاح سوريا بصورة دائمة، وأن بثّ الخرافات الكاذبة حول الصراع الجاري لن يفيدهم في شيء”.