تخطى إلى المحتوى

صحيفة رسمية موالية تتحدث لأول مرة عن فساد حاشية الأسد وتكشف عن أملاك أحد رجاله المقربين

هـ.ـاجمت إحدى الجرائد الرسمية التابعة لنظام الأسد أحد الوزراء في حكومته، واتهـ.ـمت من وصفتهم بقادة الصف الأول بإهــ.دار أموال خزينة النظام.

حيث اتــ.همت “القادة” بإهــ.دار الأموال على خدمات “الريسيبشن والاستعلام والبريستيج، والسيارات والمرافقين” وغيرها من الخدمات.

الجريدة ذكرت في تقرير لها، أن نفقات واحدة من سيارات أحد وزراء حكومة النظام تتجاوز 400 الف ليرة سورية, مشيرة إلى هذه التكلفة قبل غلاء البنزين.

كما أن ذلك بحسب الجريدة، “عدا عن أسطول السيارات الفارهة الموزّعة خلافاً لأي تشريع أو نصّ إداري أو قانوني، أو حتى منطقي، على الأقارب والأحباب والأصدقاء”.

وأشارت إلى أن مصدر معلوماتها هو أحد الأعضاء السابقين في “مجلس الشعب” التابع للنظام، دون تحديد هويته، كما أنها لم تذكر الوزير الذي نشرت عنه المعلومات

وجاء في تقرير الجريدة، “مشكلتنا أن الكثير من القادة الإداريين المتربعين في مقاعد الصف الأول”

الذين وصفت عنجـ.ـهيتهم بأنها “فاقت عتبات أبواب مكاتبهم المغلقة، لتنتقل إلى الأجنحة وربما الأبنية المعزولة بمداخلها وأدراجها”

وأن ذلك يدل بحسب الجريدة، “على حجم الإنفاق المالي الذي تتكبّده خزينة الدولة على هذه الممـ.ـارسات، ومقارنتها بحجم ما ينجزون للمصلحة العامة، يبعث على الأسف وخيبة الأمل”.

كما اتهـ.ـمت مسؤولي حكومة النظام بـ”عدم الشعور بمعنى غلاء المعيشة وصعوبة تأمين العيش للأسرة”، مؤكدة أنهم “ببساطة واختصار شديد هم منفصلون عن الواقع” حسب تعبيرها.

وأوضحت “أن خزينة الدولة تدفع نفقات إطعامهم وتسخّر لهم من يقومون بمهمة إطعامهم، وهم لا يعانون من تخفيض مخصّصات البنزين ومازوت التدفئة ولا فاتورة تسديدها”.

سخـ.ـرية من تقرير الجريدة

أثار تقرير جريدة “البعث” الرسمية للنظام موجة من التعليقات السـ.ـاخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث سخر متابعون استغرابها من تصرفات المسؤولين في نظام الأسد وحكومته، وذكروها أن الفـ.ـساد متأصل بحكومة النظام من الجذور.

واعتبر المعلقون أن المسؤولين لا يتحركوا إلا بموكب يتكون من عدد من السيارات أقلها خمس سيارات.

انتشار الفـ.ـساد بين مسؤولي نظام الأسد

ينتشر الفـ.ـساد بكثرة بين مسؤولي نظام الأسد ووزراء حكومته وموظفي القطاع العام في مؤسسات النظام.

وتعتبر منظومة الفـ.ـساد سلسلة متكاملة، تصدر القوانين المساعدة لها، وتسخر أدوات الدولة لخدمتها، مستفيدة من المناصب والكراسي، قد تضحي بأحد رموزها لتنظيف سمعتها من قـ.ـذارة ذاع صيتها.

ويبدأ الفـ.ـساد بأعلى المستويات والرتب لينتهي بأصغرها، وتختار المنظومة الفاسدة عناصرها بدقة متناهية من ترشيحات تصدر عن أذرع الكيان الموازي لمؤسسات الدولة.

وذلك عبر شخصيات من حزب البعث وأجهزة المخـ.ـابرات لتجد نفسك أمام شخصية فاسدة ومفسدة، يهابها الشريف ويتذلل لها ضعاف النفوس.

ويعود الفـ.ـساد في نظام الأسد إلى بداية استيلائه على السلطة عام 1963، إذ فتح “حزب البعث العربي الاشتراكي” بابه للجميع للتسلق على المناصب وجني المكتسبات مقابل الولاء الأعم.

حيث تكرس الأمر ذلك مع تفرد حافظ الأسد بالسلطة لاحقاً، وزيادة سطـ.ـوة الدولة الأمـ.ـنية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بحسب حديث أحد القيادين البعثيين المعاصرين لتلك الفترة.