تخطى إلى المحتوى

صحيفة بريطانية تتحدث عن مصير بشار الأسد وربطه بمستقبل سوريا وأوهام بقاؤه للأبد كما يظن موالوه

اعتبر الصحفي السوري “غسان إبراهيم” أن الوهـ.ـم الذي نشرته المعارضة عن السقوط السريع للنظام لا يختلف كثيراً عن الوهـ.ـم الذي ينشره بشار عن الخروج من عنق الزجاجة.

وقال الصحفي السوري، إن سوريا تدخل يوماً بعد يوم مرحلة النسـ.ـيان بعد أن وصلت إلى حالة لا تستقطب الصديق ولا تغري العـ.ـدو.

معتبراً في مقال له عبر صحيفة “العرب” اللندنية” أن ذلك بعكس ما يبديه نظام الأسد ومعارضوه تماماً، فالحقيقة تختلف عن أمنيات الطرفين.

حيث يهيـ.ـمن الجمود العسـ.ـكري النسبي داخل الأراضي السورية والإهمـ.ـال للعملية السياسية ضمن الإطار الدولي.

مما يؤشر على أن هذا البلد لا يحظى باهتمام أحد على الأقل في المدى المتوسط.

وأشار إلى “روسيا وإيران” من جهة، أقصى ما يمكنهما فعله هو ما تم عملياً على الصعيد العسـ.ـكري وما يقابله من صفقات على ثروات سوريا ثمناً لإنقـ.ـاذ نظام الأسد.


إقرأ أيضاً: روسيا تعلن أن المفاوضات السياسة المقبلة بين نظام الأسد والمعارضة ستشهد “حدثاً نوعياً”

وبشار الأسد لا يريد أكثر من ذلك منهما، فكلما قل تحرك هاتين الدولتين كلما شعر الرجل بالراحة من أيّ مفاجآت سياسية خارجية لا يرغبها.

أما من الجهة الثانية، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريان أن الجمود العسـ.ـكري في سوريا يريحهما من تحمل أيّ مسؤوليات إنسانية تغنّيا بها في الماضي.

وبالمقابل تحميل كل العبء على الجانبين الروسي والإيراني اللذين انتصـ.ـرا فوق كومة خـ.ـراب يتزايد الفقر فيها بينما تتفـ.ـسخ الدولة ويتفـ.ـكك البلد.

وأشار “إبراهيم” أن ما ورد في البيان الختامي لاجتماع زعماء دول الناتو الذي عقد في بروكسل يوم الاثنين.

حيث أكدوا أن الأمـ.ـن والاستقرار في سوريا لن يتحقق ما لم تجر عملية سياسية حقيقية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

الأمر الذي اعتبره الصحفي السوري، استمراراً للجمود نتيجة الرفـ.ـض الروسي والإصرار الغربي.
تنافس حلفاء نظام الأسد

واعتبر “إبراهيم” أنه كلما طال الجمود زاد التنـ.ـافس الهادئ في صفوف حلفاء النظام “إيران وروسيا على كعكة الأسد”.

مشيراً إلى أن إيران لا تدعم دول، لكنها بارعة في تشكيل الميليـ.ـشيات التي تتكاثر بشكل متزايد في سوريا مستغلة الفقر المتفاقم.

حيث تعتبر طهران أن تشكيل ميليـ.ـشيات بالمال الإيراني في سوريا سيمكنها من البقاء في البلد لفترة طويلة حتى لو انهـ.ـار النظام لأيّ سبب كان.

لاسيما وأن تشكيل الميليـ.ـشيات نابع من خبرات إيرانية متراكمة ويمكنها المساعدة في استنساخها في سوريا حتى في أوقات قد توصف بالسلم.

وشبه “إبراهيم” تشكيل الميليـ.ـشيات الإيرانية في سوريا مع ميليـ.ـشيا “حزب الله” في لبنان، حيث كان سـ.ـلاح الميليـ.ـشيا قيمة إيرانية.

وتحوّل هذا السلاح إلى أداة حارسة للنفوذ الإيراني في السياسة اللبنانية، حتى بعد انتهاء أيّ عمل عسـ.ـكري مع إسرائيل.

معتبراً أن حال الميليـ.ـشيات الإيرانية في سوريا سيكون مشابهاً، في حال لم تعد للحـ.ـرب قيمة في ظل الجمود الحالي.

أي أن ميليـ.ـشيات مسلحة عسـ.ـكرياً وعقـ.ـائدياً ولاؤها لإيران وليس للنظام، سيكون لها دور يحدده الجانب الإيراني في الكيف والزمن الذي يناسبه.

بينما الطرف الروسي يحاول هيكلة الدولة السورية دون جدوى مصطدماً بمقاومة من نظام الأسد وإيران.

ويخـ.ـشى النظام لأيّ تطوير أن تكون هذه الخطوة الأولى لتغيير داخلي لا يرغبه، وكذلك رفـ.ـض إيراني للاستفراد الروسي بهذا البلد.
إقرأ أيضاً: مؤسسة دولية ترجح السياسة التي سيتبعها “بايدن” في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط

واستخلص “إبراهيم” أن هذا البطء في الحركة من روسيا وإيران داخل سوريا سواء أكان إيجابياً أم سلبياً سيدخل البلد مرحلة النسـ.ـيان والترهل.

في الوقت الذي يدفع المواطن السوري ثمن هذه التقاطعات الدولية من حلفاء النظام وأعدائه.

كما أشار إلى أن وعود بشار ذهبت أدراج الرياح، فالتحسن المعيشي البسيط الذي قدمه خلال الانتخابات تبخّر بعدها.

معتبراً أن الوعود كانت مجرد رشـ.ـوة لحث المؤيدين لانتخابه، رغم أنه باق حتى دون انتخابات.

ولكنه أراد أن يظهر للعالم الخارجي أن هناك إقبالاً شعبياً على هذه الانتخابات، وكأن الدول الكبرى جاهلة بسذاجة ألاعيب النظام.

من جانب آخر قال “إبراهيم” إن الجمود يخدم الدول الأوروبية لأنه يوقف موجات اللاجئين ويسحب هذا الأمر من يد تركيا.

كذلك الجانب الأميركي يرى في هذه الحالة فرصة للاستـ.ـنزاف الإيراني والروسي وتحويل سوريا إلى مستـ.ـنقع يزداد عمقاً عسى أن يسمع صراخاً ممن غرق فيه.

وتساءل عن المعارضة السورية، أين هي؟ لماذا لا نسمع صوتها ومقترحاتها للحل كما كانت تفعل عندما كاد الأسد يسقط لولا التدخل الروسي.

مؤكداً أن العـ.ـجز في صفوف المعارضة هو المسيـ.ـطر على المشهد العام، والجشـ.ـع في صفوف النظام هو سيد الموقف الكئيب في سوريا الأسد.

فالوهم الذي نشرته المعارضة عن السقوط السريع للنظام لا يختلف كثيراً عن الوهم الذي ينشره بشار عن الخروج من عنق الزجاجة.

حيث اعتبر أن “قانون قيصر” نسـ.ـف خطط النظام، والتعنت الروسي فعل نفس الشيء لخطط المعارضة.

واستخلص “إبراهيم” أن “غياب الوعي عند النظام لحاجة إنقـ.ـاذ سوريا أكثر من إنقـ.ـاذ عائلة الأسد وربط مصير البلد بمصير رجل واحد سيقود نحو استمرار تسليم سوريا للصديق والعدو”.

وختم المقال بالقول “أهلا بكم في سوريا المركونة على الرف!”