تحدث مصدر مقرب من الخارجية الروسية عن خـ.ـلافاً استـ.ـراتيجياً وتكتـ.ـيكياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول الملف السوري.
جاء ذلك في مقال للدبلوماسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية “رامي الشاعر” في صحيفة “زافترا” الروسية.
وذكر “الشاعر” في مقاله أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت منذ عام 2011، أن تلعب دوراً رئيسياً في سوريا.
مضيفاً أن القـ.ـوات الأمريكية قامت حينها باستخدام سـ.ـلاح الجو ضد مواقع “الإرهـ.ـابيين” على الأراضي السورية، دون التنسيق مع نظام الأسد.
كذلك قامت واشنطن وحلفاؤها بتدريـ.ـب وتسـ.ـليح مجموعات المعـ.ـارضة السورية، في الشمال الغربي والشرقي وبعض مناطق الجنوب.
وتواجدت قـ.ـواتها فيما بعد على الأراضي السورية وسيـ.ـطرت على حقول النفط التي تشكل أحد أهم مصـ.ـادر الاقتصاد السوري.
وبحسب الشاعر، شهد العقد الماضي منذ انـ.ـدلاع الثـ.ـورة السورية، خلافاً استـ.ـراتيجياً وتكتـ.ـيكياً بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا.
إقرأ أيضاً: مستشار في الخارجية الروسية يتحدث عن عدم واقعية أرقام الانتخابات الرئاسية الأخيرة ويقترح الحل الوحيد في سوريا
مدعياً، أن واشنطن وهي قوة عظمى، اعتـ.ـدت على سيـ.ـادة دولة أخرى (نظام الأسد)، عضو في هيئة الأمم المتحدة، حسب وصفه.
وزعـ.ـم الشاعر أن واشنطن “سانـ.ـدت بعض الإرهـ.ـابيين بدلاً من القـ.ـضاء عليهم، تحت شعار (عـ.ـدو عـ.ـدوي صديقي)”.
حتى وصل الأمر لاقتراب هؤلاء (الإرهـ.ـابيين) من محيط دمشق، التي كانت على وشك السقـ.ـوط لولا التدخـ.ـل العسـ.ـكري الروسي.
معتبراً أن التدخـ.ـل الروسي جاء بطلب رسمي من (نظام الأسد) الذي وصفه بأنه سـ.ـلطة شـ.ـرعية معتـ.ـرف بها من المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن التدخـ.ـل الروسي أظهر أحد جوانب الخـ.ـلاف الاستـ.ـراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
حيث شاركت موسكو في الدفـ.ـاع عما أسماها (الدولة السورية) أمام خطـ.ـر وجودي يتمثل في تنظـ.ـيم “داعش” المصـ.ـنف تنظـ.ـيماً إرهـ.ـابياً دولياً، على حد قوله.
مضيفاً أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها كانوا على الجانب الآخر من المعادلة.
وتابع الشاعر، “تكتـ.ـيكياً، لا تعترف واشنطن بـ”نظام الأسد”، وبالتالي فهي لا تستطيع التعامل معه رئيساً لسوريا، وتعتبره فاقـ.ـداً للشـ.ـرعية”.
في المقابل لا ترى روسيا ممثلاً شـ.ـرعياً عن الدولة السورية، سوى نظام الأسد، وعلى رأسه “بشار الأسد”.
كذلك فـ.ـرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقـ.ـوبات وحصـ.ـار اقتصادي خانق على نظام الأسد.
مدعياً أن العقـ.ـوبات أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي بشكل حـ.ـاد للغاية، وهو ما انعكس على حياة المواطنين.
توضيح القرار الأممي 2254
وأوضح الشاعر، أن روسيا سعـ.ـت منذ البداية أن تكون جميع نقاط القرار رقم 2254 لمجلس الأمـ.ـن شديدة الوضوح.
وأضاف، روسيا شاركت بمداخلات كان الهدف منها دائماً توضيح كل نقطة من هذا القرار، أبرزها، أن الحـ.ـل لابد وأن يكون سوري سوري.
وأن يكون التوافق بين طرفين أحدهما النظام، والآخر المعـ.ـارضة، وتم تحديد من يمثّل المعـ.ـارضة من منصات الرياض وموسكو والقاهرة، و“وغيرها”.
وكذلك دعت موسكو “للحفاظ على سيـ.ـادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها” بحسب “الشاعر”.
وقامت موسكو على أثر ذلك بأنشطة كثيرة للمساعدة في تنفيذ القرار الأمـ.ـمي بهدف إتاحة الفرصة لإجراء الحوار السوري بين النظام والمعـ.ـارضة.
وبغرض وضع خارطة طريق تسـ.ـمح بتنفيذ القرار 2254، وكانت موسكو تصرّ دائماً على مشاركة هيئة الأمم المتحدة في جميع هذه الجهود.
كذلك فقد تم التوصل، بمبادرة من موسكو، إلى اتفاق أستانا، الذي يشمل أربع مناطق للتهـ.ـدئة، ووقف لإطـ.ـلاق النـ.ـار.
معتبراً أن جميع هذه الجهود، لا يمكن أن تكلل بالنجاح، طالما كان الولايات المتحدة الأمريكية لا تسـ.ـاهم بشكل فعلي في تنفيذ القرار 2254.
وأوضح “الشاعر” أن واشنطن تعمل في كثير من المناسبات على تعطـ.ـيله، بتجـ.ـاهلها النظام كطرف أساسي، معتبرة إياه “فاقـ.ـداً للشـ.ـرعية”.
وأشار إلى أن سـ.ـلوك الولايات المتحدة الأمريكية يوحي بأنها هي أول من يخـ.ـالف هذا القرار، ويعرقـ.ـل تنفيذه.
وبحسب الشاعر، فقد أدى عدم تعاون الطرف الأمريكي في الجهود التي تقوم بها روسيا والمبعوث الشخصي للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، إلى تجميـ.ـد تنفـ.ـيذ قرار مجلس الأمـ.ـن رقم 2254.
الأمر الذي خلق أرضية لبعض أجنحة نظام الأسد كي تتجاهل القرار، لعد.م رغبتها في التنـ.ـازل وتقاسم السـ.ـلطة مع المعـ.ـارضة.
توافق روسي أمريكي للحل
واستنتج الشاعر في ختام مقاله، بأنه لا يمكن التوصل إلى حـ.ـل للأزمـ.ـة السورية وإزالة خطـ.ـر تقسـ.ـيم سوريا دون وفاق روسي أمريكي.
وهذا الوفاق يدفع كافة أطراف الأزمـ.ـة نحو تنفـ.ـيذ القرار 2254، ويجنب الأوضاع في سوريا مزيداً من التعقـ.ـيد، ومزيداً من التدهـ.ـور.
كما أنه يضع حـ.ـداً لمعـ.ـاناة ملايين السوريين في الداخل والخارج على حـ.ـد سواء، ولن يستفيد أحد من سوريا “المقسّـ.ـمة”، أو سوريا “الدولة الفاشـ.ـلة”.
كما أنه لن يتمكن أي من الأطراف من بسـ.ـط سيـ.ـطـرته بالقـ.ـوة وحدها، ولن يستفيد أحد من دفـ.ـن القرار 2254، الذي يمثل المخرج الوحيد من الأزمـ.ـة السورية.
مؤكداً أنه يجب على الجميع الالتفات إلى الأزمـ.ـة الإنسانية العمـ.ـيقة التي يعيشها الشعب السوري.
مشيراً إلى أن الشعب السوري لا زال ينتظر قـ.ـرارات حاسـ.ـمة من المجتمع الدولي كي تمضي الدولة السورية الجديدة قدماً نحو التقدم والازدهار وتضميد الجـ.ـراح الغـ.ـائرة.