تخطى إلى المحتوى

تقرير أمريكي يستعـ.ـرض نقاط خلافية بين ماهر وبشار الأسد وتأثير الفرقة الرابعة على الوضع السوري

قال “معهد الشرق الأوسط” للأبحاث في واشنطن إن ثنائية الحـ.ـكم العسكـ.ـري في سوريا تجددت بعد أربعين عاماً.

حيث كان في مطلع الثمانينات، رفعت الأسد “شقيق حافظ الأسد”، قائد سـ.ـرايا الدفـ.ـاع الرجل القـ.ـوي في سوريا على المستوى العسكـ.ـري والأمـ.ـني وحتى المدني.

أما اليوم وبعد أربعين عاماً، يتكرر المشهد بسيـ.ـطرة ماهر الأسد شقيق “بشار” على الفـ.ـرقة الرابعة، وبات الرقم الأول عسكـ.ـرياً.

وأشار المعهد في تقرير، أن صـ.ـعود “ماهر”، جاء بسبب الدعـ.ـم الإيراني اللامحدود والصلاحيات المفتوحة لها على كافة الأراضي السورية.

لكن الفارق بين الزمنين، وفقاً للتقرير، هو الخـ.ـلاف الذي حصل بين رفعت وحافظ إثر محاولة الانقـ.ـلاب على الحكـ.ـم بقيادة الأول.

في حين لم يشكو الانسجـ.ـام والمسار المتوازي بين ماهر الأسد وبشار من اضطـ.ـرابات حتى الآن.

وجاء في التقرير أن تنـ.ـامي قـ.ـوة الفـ.ـرقة الرابعة يثيـ.ـر تسـ.ـاؤلات على مستقبلها، ومستقبل قـ.ـوات الأسد، وتوازن القـ.ـوة العسكـ.ـرية.

كما أن الرابعة تثيـ.ـر المخـ.ـاوف من نشوء قـ.ـوة أخرى تضـ.ـاهي قـ.ـوات الأسد المنهـ.ـارة أصلاً بسبب الانشقـ.ـاقات ودخول الميليـ.ـشيات في صفوفها.

إقرأ أيضاً: عناصر الفرقة الرابعة ملاحقون أمنياً وعودة ملف خلاف ماهر وأسماء داخل القصر

ومن المخاوف أيضاً توغل إيران على مفاصل عديدة في قـ.ـوات الأسد، وتحالفها الوثيق مع الفـ.ـرقة الرابعة، الأمر الذي يمنع تراجع نفـ.ـوذها في سوريا حتى بانسـ.ـحاب الميليـ.ـشيات.

ووفقاً للتقرير، تحولت الفـ.ـرقة الرابعة خلال السنوات الأخيرة من تأمـ.ـين العاصمة دمشق وأطرافها، إلى جيـ.ـش ينتشر على كل الأراضي السورية.

وذلك نتيجة عد.م الثقة بقـ.ـوات الأسد وكثرة الانشقـ.ـاقات العسكـ.ـرية، بالإضافة إلى الإمكانات الخاصة للفـ.ـرقة من حيث التسـ.ـليح والإمكانات الضخمة.

الأمر الذي قلـ.ص قـ.ـدرة قـ.ـوات الأسد على اتخاذ القرار ومنح هذه الفرقة الكثير من الصلاحيات في ظروف الحـ.ـرب.

وعلى الرغم من أن الفرقة الرابعة لم تحسـ.ـم أي معـ.ـركة حتى الآن، إلا أن قـ.ـوتها المفـ.ـرطة واتساع صلاحيات القـ.ـصف والتدمـ.ـير جعل منها سمعة واسعة الصيت.

ويصف العديد من الضبـ.ـاط في القصر الجمهوري وكذلك قـ.ـوات الأسد، الفرقة الرابعة بـ”سـ.ـارقة الانتصـ.ـارات”.

وكانت الميليـ.ــشيات الإيرانية و”حزب الله” تهدي الانتصـ.ـارات في المعارك إلى للفرقة بشكل متعـ.ـمد لمنح ماهر الأسد سمعة الانتصـ.ـارات.

مكونات الفـ.ـرقة الرابعة

تتألف الفـ.ـرقة من أربعة ألـ.ـوية هي “٣٨-٤٠-٤١-٤٢”، ويتبع لها كل من الأفـ.ـواج ٥٥٥ و ٦٦٦ و ٥٤، وكل هذه القطـ.ـعات العسكرية هي من سلاح المدر.عات.

كما يتبع لها فصـ.ـائل وسرايا تخصصية كـ “الإشارة – السطع – الهندسة” وبقية قطـ.ـاعات الجيـ.ـش الطبيعية بحيث تأخذ شكل الجـ.ـيش المتكامل.

يبلغ تعداد العناصر النظـ.ـاميين في الفـ.ـرقة من مجـ.ـندين ومتطـ.ـوعين ما يقارب ١٦ ألف عنصراً.

كما تمتـ.ـلك الرابعة لوحدها نحو ٥٠٠ دبـ.ـابة، إضافة إلى عربـ.ـات مصـ.ـفحة لنقل عناصر الإمداد والمشاة وبقية صنوف الأسـ.ـلحة الملحقة بـ “المدر.عات”.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإن هذه القـ.ـوة العسكـ.ـرية الضخمة وانضمام مقـ.ـاتلين مدنيين إليها، حولها إلى قـ.ـوة غير منضـ.ـبطة ومنفـ.ـلته.

حيث تفـ.ـسخت المنظومة العسكـ.ـرية لدى المقـ.ـاتلين العسكـ.ـريين بسبب تداخل الطبيعة المدنية مع العسكـ.ـرية.

كذلك تحولت العناصر المدنية إلى قيـ.ـادات عسكـ.ـرية لكنها غير عسكـ.ـرية مهنية.

الأمر الذي أحدث تجـ.ـاوزات ضـ.ـد المدنيين أصبحت الفرقة مسؤولة عنها أخـ.ـلاقياً وذات سمعة سيـ.ـئة بين السوريين.

حاجة مـ.ـلحة

أفرزت الحـ.ـرب السورية على مدار عشر سنوات حاجة مـ.ـلحة إلى الفـ.ـرقة الرابعة بسبب تدني مستوى القتـ.ـال لدى قـ.ـوات الأسد.

بالإضافة إلى قلـ.ـق النظام من زج كل قـ.ـواته في معـ.ـارك قـ.ـاسية ما يؤدي إلى مزيد من الانشقـ.ـاقات.

الأمر الذي جعل النظام يتجه إلى تـ.ـعزيز دور الرابعة التي يشكل العلويون حوالي 95% من قوامها على مستوى الضبـ.ـاط والجـ.ـنود العاديين.

كما تم تزويـ.ـدها بأنواع من الأسـ.ـلحة غير موجودة في بقية فـ.ـرق قـ.ـوات الأسد العسكـ.ـرية، باعتبارها جناح لـ”بشار الأسد”

كما عـ.ـززت الفـ.ـرقة قـ.ـوتها العسكـ.ـرية، بكتـ.ـيبة الكيمـ.ـياء، وهي الوحيدة بقـ.ـوات الأسد التي ما تزال تمتلك ترسانـ.ـة من الأسـ.ـلحة الكيمـ.ـيائية.

ونقل المعهد عن ضبـ.ـاط منشـ.ـقين عملوا في الفـ.ـرقة الرابعة قولهم، أنه مازال بحـ.ـوزة الفـ.ـرقة بعض الأسـ.ـلحة الكيمـ.ـاوية.

مشيرين إلى أنه تم إخفـ.ـاء هذه الأسـ.ـلحة بالتعاون مع الحـ.ـرس الثوري الإيراني في جبال الصبورة والمناطق الحدودية مع لبنان.

أمـ.ـن الفـ.ـرقة الرابعة

حصـ.ـلت الفـ.ـرقة الرابعة على استثناء لتشكيل جهاز أمـ.ـني خاص، بسبب الحالة الخاصة التي تمكن ماهر الأسد من منحها للفـ.ـرقة.

وكانت المهام الموكلة للجهاز الأمـ.ـني قبل الحـ.ـرب هي ضـ.ـبط عناصر الفـ.ـرقة من ناحية المخـ.ـالفات العسكـ.ـرية والجـ.ـرائم المرتـ.ـكبة.

أما خلال الحـ.ـرب فتم توسيع مهام هذا المكتب لتشمل، المهـ.ـام القتـ.ـالية من خلال مجموعات التسـ.ـوية والمتعاقدين مع مكتب “أمـ.ـن الرابعة”.

يبلغ قوام مكتب أمـ.ـن الرابعة حالياً حوالي ١٥ ألف عنصر غالبيتهم من المتطـ.ـوعين خلال فترة الأزمـ.ـة السورية.

وبعد حالة الاستـ.ـنزاف لقـ.ـوات الأسد ومن بينها الفـ.ـرقة الرابعة دخلت عناصر مدينة إلى هذه الفـ.ـرقة.

بالإضافة إلى الميليـ.ـشيات الإيرانية من أجل تعـ.ـويض النقـ.ـص، الأمر الذي جعل الفـ.ـرقة الرابعة في الوقت ذاته رهـ.ـينة بيد إيران.

وقدر التقرير عدد عناصر الفـ.ـرقة الآن بحوالي 18 ألف مقـ.ـاتل بسبب قيامها بالعديد من المهام العسكـ.ـرية خصوصا في الآونة الأخيرة في الجنوب السوري.

وذكر أن السبب الأساسي لقـ.ـوة الفـ.ـرقة الرابعة بالمقارنة مع قـ.ـوات الأسد، ليس الإمكـ.ـانات العسكـ.ـرية فقط ونفـ.ـوذ ماهر الأسد.

فهي الفـ.ـرقة الوحيدة القادرة على طلب الإمـ.ـدادات العسكـ.ـرية من أي فـ.ـرقة من فـ.ـرق قـ.ـوات الأسد.

وذلك بأمر مباشر من العمـ.ـيد علي محمود أو ماهر الأسد من دون الرجوع إلى القيـ.ـادة العسكـ.ـرية في هيئة الأركـ.ـان.

ويرتبط قائد هذه الفـ.ـرقة بوزير الدفـ.ـاع بحكومة النظام مباشرة من الناحية التنظيمية وهذا يجعل الفـ.ـرقة أكثر قـ.ـوة وسـ.ـلطة وغير قابلة للكسر.

نقاط ضـ.ـعف الرابعة

وتطرق التقرير لعدة نقاط تظهر ضـ.ـعف الفـ.ـرقة الرابعة على الرغم من الإمكانيات العسكـ.ـرية الكبيرة.

أولها أن غالبية المتطـ.ـوعين في صفوف أمـ.ـن الرابعة هم من الهـ.ـاربين من قـ.ـوات الأسد أو الأشخاص الذين كانوا مطلـ.ـوبين جنائـ.ـياً وتمت تسوية ملفاتهم.

بالإضافة لتفسـ.ـخ منظومة العسكـ.ـري نتيجة الاختـ.ـلاط بالميليـ.ـشيات الطـ.ـائفية والاعتماد على أساليب حـ.ـرب غير عسكـ.ـرية مهنية وإنما أساليب تتسم بالطـ.ـائفية إلى حد بعيد.

كذلك تحول عناصر الفـ.ـرقة الرابعة إلى عناصر لجبـ.ـاية الأموال على الطرقات والحواجـ.ـز والمعابر، ونشوء طبقات اقتصادية مدنية مرتبطة بالفـ.ـرقة.

كل هذه العوامل جعلت من الفـ.ـرقة الرابعة ذات سمعة متـ.ـدنية، خصوصاً على المستوى العسكـ.ـري، حيث لم تعد تحظى بالاحتـ.ـرام.

وختم المعهد تقريره بالقول إن مخـ.ـاطر عميقة تحيط على المؤسسة العسكـ.ـرية السورية.

والخطـ.ـر الأكبر هو قناعة الطبقة العسكـ.ـرية العلوية وعلى رأسها بشار أن القـ.ـوة يجب أن تكون محصورة بيد الفئة العلوية.

وهذا يهـ.ـدد الدولة السورية ويجعلها رهيـ.ـنة المؤسسة العسكـ.ـرية الخاصة بنظام الأسد.

وبذلك يستحيل إعادة هيكلة مثل هذه القـ.ـوة دون المرور بالقرار السـ.ـلطوي الطـ.ـائفي، الأمر الذي يحرج الطبقة العلوية في سوريا مع بقية الطوائف