تخطى إلى المحتوى

مركز أبحاث يحدد ثلاثة عـ.ـوائق تحول دون تطـ.ـبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد

حددت مؤسسة سورية للدراسات والأبحاث الأسباب التي تحول دون تطـ.ـبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، والسيناريوهات المحتملة للعلاقة بينهما.

جاء ذلك في “تقـ.ـدير موقف”، نشره الباحث السوري “رشيد الحوراني”، في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، أشار خلاله إلى ثلاثة أسباب تعـ.ـيق التطـ.ـبيع بين أنقرة والنظام.

واعتبر “الحوراني” أن الملف السوري من القـ.ـضايا البالـ.ـغة الأهمية لتركيا، نظراً لما تمثله المسألة الكردية من تهـ.ـديد لأمـ.ـنها واستقـ.ـرارها.

وذلك لاعتبارها “وحدات حمـ.ـاية الشعب” (YPG)، على أنها امتداد لـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي صنـ.ـفته إلى جانب واشنطن على أنه منظـ.ـمة إرهـ.ـابية.

كذلك اعتبر الرئيس التركي “أردوغان” في تصريح قبل قمته مع الرئيس الروسي “بوتين” أن نظام الأسد يشكل تهـ.ـديداً خطـ.ـيراً على أمـ.ـن بلاده من الجهة الجنوبية، وأنه ينتظر كثيراً من “بوتين” لإنهـ.ـاء ذلك الخطـ.ـر.

وأوضح الباحث “الحوراني” أن تصريح “أردوغان” قطـ.ـع الطريق على ما يرمي إليه “بوتين” من فتح أبواب التفاوض والحوار بين تركيا والنظام.

كما أن النظام يتعامل مع حزب العمال الكردستاني “PKK”، وقام بتسليمه المقار والأسـ.ـلحة بما فيها الثقـ.ـيلة له ليكونوا خنجـ.ـراً بخـ.ـاصرة تركيا.

إقرأ أيضاً: مستشار في الخارجية الروسية بتحدث عن إبـ.ـرام اتفاق بشأن إدلب خلال لقاء “أردوغان – بوتين”

وهو ما كشفه رئيس الوزراء السوري المنشق “د. رياض حجاب” في لقاء جمعه قبل انشـ.ـقاقه، هو وشخصيات من حكومة النظام وحزب البعث، مع الأسد في تموز 2012م

مناورات روسية للاعتـ.ـراف بالنظام

وأشار “الحوراني” إلى أن روسيا تسعى إلى تليين المعـ.ـارضة لنظام الأسد في المنطقة، وتخفـ.ـيف عز.لته السياسية والدبلوماسية، واستمالة أطراف إقليمية، أو تحيـ.ـيد بعضها.

كما تدفع موسكو باتجاه إعادة إضفاء الشـ.ـرعية على النظام وتأهيله إقليميا ودولياً.

وفي هذا الأمر تضـ.ـغط على تركيا بشكل خاص من أجل تأمين مرونتها في موقفها منه، والجلوس معه على طاولة التفاوض، والاعتـ.ـراف به من خلال توظيفها للعديد من أوراق القـ.ـوة التي تمتـ.ـلكها في سوريا.

ويعود ذلك وفقاً للباحث السوري، إلى إدراك روسيا أن تركيا لها تأثـ.ـيراً كبيراً على مخرجات أي تسـ.ـوية محتملة للمسألة السورية في المستقبل.

وأوضح أن تطبـ.ـيع النظام مع الدول العربية، وتوجه الدبلوماسية الروسية إليها باعتبارها ساحة رخـ.ـوة، ما هو إلا عمـ.ـلية دعـ.ـائية وإضفاء شـ.ـرعية زائـ.ـفة عليه.

من جانبها تدرك تركيا ما تريده موسكو من سعيها بإعطاء النظام الشـ.ـرعية السياسية، لذلك تجدد بين الآونة والأخرى على لسان كبار مسؤوليها موقفها منه.

حيث أكد مؤخراً وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن أنقرة تعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والحكومة السورية المؤقتة هما الممثّل الشـ.ـرعي للشعب السوري.

كما اعتبر “ياسين أقطاي” مستشار الرئيس التركي في تعليقه على الانتخابات التي أجراها النظام في أيار 2021م، أن الأسد عرض مسرحية انتخابية مبتذ.لة بأبشـ.ـع طرق التهـ.ـكم والسخـ.ـرية من الديمقراطية وإرادة الشعب.

موضحاً أن الأسد لم يقدم للشعب السوري طيلة عشر سنوات خلت سوى الد.ماء والتعـ.ـذيب والد.موع والجـ.ـوع والفقـ.ـر.

عوامل تمـ.ـنع تركيا من التطـ.ـبيع مع النظام

ووفقاً لـ”الحوراني” يقف وراء عد.م حمـ.ـاس الجانب التركي ولا مبـ.ـالاته بما يتعلق بتطـ.ـبيع علاقاته مع النظام، وتقديم فائدة له تساهم في إعادة تعـ.ـويمه ضمن المجتمع الدولي مجموعة من العوامل.

أبرزها، الحـ.ـرص التركي على حـ.ـرمان الأسد استـ.ـغلال مثل هذه القنوات لطرح مبادرات مستقبلاً تتعلق بالعلاقة بين الطرفين، وهو حتى الآن لم يتحقق له الغرض من ذلك.

كما أن تركيا لا تزال العـ.ـائق الوحيد ربما أمامه لاستكمال سيـ.ـطرته على إدلب التي تشكل خطـ.ـاً أحمـ.ـر لتركيا بالنظر إلى العديد من المعطيات ليس أقلها موضوع اللاجـ.ـئين، وفقاً لـ”الحوراني”.

وثاني العوامل، هو أن أكثر من 60 عنصراً من الجيـ.ـش التركي قتـ.ـلوا على الأراضي السورية بقـ.ـصف لقـ.ـوات الأسد على النقاط العسكـ.ـرية التركية، ولمقـ.ـتل الجـ.ـنود الأتراك خارج حـ.ـدود بلادهم حسـ.ـاسية كبيرة لدى المجتمع التركي.

وبالتالي فإن الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” عندما يريد التطبـ.ـيع مع النظام يأخذ بعين الاعتبار ردة الفعل الشعبي، وفقاً للباحث.

ويعتبر ذلك في غير صالحه، ويضـ.ـر بسمعة الحزب ومكانته داخل المجتمع التركي، خاصة مع البدء بالحملة للانتخابات الرئاسية عام 2023م منذ أشهر.

أما العامل الثالث، فهو أن النظام ليس لديه ما يقدمه من مصـ.ـالح تعود بالفائدة للجانب التركي، خاصة بما يتعلق بملفي اللاجـ.ـئين والمسألة الكردية، وهما ملفان بيد الجانب التركي أكثر منه من جانب النظام.

حيث أن أغلب اللاجـ.ـئين السوريين الموجودين في تركيا يفضلون العودة إلى الشمال السوري على العودة إلى مناطق سيـ.ـطرة النظام، كما أن السكان في مناطق النظام يخرجون بكثافة نحو مصر والعراق وتركيا وغيرها من الدول.

أما بالنسبة للمسألة الكردية التي تعد من المحـ.ـاور الأساسية للسياسة الخارجية التركية مع سوريا، فالنظام ليس لديه القـ.ـدرة للتعاون مع تركيا لحمـ.ـاية حـ.ـدودها.

كما أن النظام لا يعمل مع أنقرة ضـ.ـد الإدارة الذاتية بسبب علاقته مع حزب العمال الكردستاني المشار لها في حديث رئيس الوزراء السوري المنشق د. رياض حجاب من جهة.

من جهة أخرى، النظام هو أقرب إلى الإدارة الذاتية وجناحها العسكـ.ـري “قسد” من تركيا، ومن الممكن إقامة علاقات بين الجانبين بوساطة روسية، وهذا الأمر يبعد فرصة تطبـ.ـيع تركيا علاقاتها مع النظام.