تخطى إلى المحتوى

نيويورك تايمز تحـ.ـرج إدارة “بايدن” وتوجه لها اتهـ.ـامات بشأن تطبيع حلفاء واشنطن مع نظام الأسد (صورة)

أحـ.ـرجت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، واتهـ.ـمته بمباركة مساعي بعض الدول للتطبـ.ـيع مع نظام الأسد.

وذلك على الرغم من كل العقـ.ـوبات التي فـ.ـرضت على النظام بسبب الجـ.ـرائم المـ.ـروعة التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

ووضعت المجلة الأمريكية صورة لـ”بشار الأسد” على غلاف عددها الأسبوعي مع عنوان “لقد عاد”.

كما عنونت المجلة مقالها بـ”بشار الأسد يعود للمسرح العالمي في هزيـ.ـمة للولايات المتحدة وانتصـ.ـار لأعد.ائها”.

وتحدثت المجلة في مقالها المطول عن التطورات الأخيرة في سوريا، وخاصة التطبـ.ـيع مع نظام الأسد.

مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية، بعد مرور عقد على الحـ.ـرب الوحـ.ـشية التي شنها النظام، تعود للالتفاف على العقـ.ـوبات التي فـ.ـرضتها ضـ.ـده.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة الأمريكية تحدد موقفها النهائي من النظام وإعادة تأهيل بشار الأسد في المرحلة القادمة

وتوافق إدارة بايدن على تحركات التطبـ.ـيع التي بدأت بها بعض الدول العربية كالمملكة الأردنية، وفقاً للمجلة.

الأسد قـ.ـوياً في مواجـ.ـهة دولة محطـ.ـمة

وقالت المجلة إنه مع حلول عام 2012، بدا أنها كانت بداية النهاية للأسد الذي أصبح في ذلك الوقت “منبـ.ـوذاً دولياً”، بسبب جـ.ـرائمه الوحـ.ـشية.

حيث قطـ.ـعت معظم دول العالم علاقاتها معه وأغلـ.ـقت سفاراتها، وفُـ.ـرض عقـ.ـوبات اقتصادية على نظامه، واستعدت الحكومات الأجنبية لد.عم المعـ.ـارضة للإطـ.ـاحة به.

وأضافت، “الآن، ومع نهاية عام 2021، لم ينـ.ـج الأسد فحسب، بل يبدو أنه مستعد للعودة بشكل مذهـ.ـل إلى المسرح العالمي”.

وفي إشارة إلى الولايات المتحدة، قالت المجلة، “يقف الأسد قـ.ـوياً في مواجـ.ـهة دولة محطمة إلى حـ.ـد كبير، لا تملك سوى القليل من الخيارات”.

موضحة، أن الأسد “بمساعدة حليفيه القدامى، إيران وروسيا، تمكن من استعادة جزء كبير من الأراضي السورية من المعارضة التي حاولت الإطـ.ـاحة به”.

وأضافت، إن “العديد من الدول التي قطـ.ـعت علاقاتها معه قبل 10 سنوات عادت للترحيب به، على الرغم من المعـ.ـارضة الأميركية المستمرة لحكمه”.

أوضاع السوريين لن تتحسن

“روبرت فورد”، آخر سفير أمريكي في دمشق، قال لـ”نيوزويك”، إن الأسد “سيبقى في السـ.ـلطة”.

وأوضح “فورد” أنه “لا توجد طريقة لتخيل أن المعـ.ـارضة السورية الآن، ومن خلال قـ.ـوة السـ.ـلاح، ستكون قادرة على إجبـ.ـاره على التنـ.ـحي”.

مؤكداً على أنه “ليس هناك بديل قابل للتطبيق”، ورأى “فورد” أن ذلك “نتيجة يجب مراقبتها”.

وأشار إلى أن سوريا أصبحت “دولة ممـ.ـزقة اقتصادياً واجتماعياً، حيث نـ.ـزح نصف سكان البلاد، وهـ.ـرب أكثر من ربعهم”.

وشـ.ـدد “فورد”، على أن “الوضع لن يتحسن بالنسبة للسوريين العائدين إلى داخل سوريا، ولن يتحسن الوضع بالنسبة للاجـ.ـئين أيضاً، إنه أمر مأسـ.ـاوي فقط”.

“منى يعقوبيان”، المحللة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، أشارت إلى أنه “لا يوجد احتمال بحدوث تغيـ.ـير في النظام، وسينتقل التركيز الآن على كيفية تعامل الدول الأخرى مع الأسد”.

وأوضحت “يعقوبيان” أن “بالنظر إلى الد.عم الروسي والإيراني القـ.ـوي، فمن المرجح أن يحافظ الأسد على قبـ.ـضته على السـ.ـلطة على المدى المتوسط على الأقل”.

مؤكدة على أنه “لقد أدركت العديد من دول المنطقة ذلك، وبدأنا نرى المزيد من الجهود البارزة لاستيعاب هذا الواقع”.

الرغبة بالإستقـ.ـرار

ووفق “نيوزويك” فإنه “مع تقدم التقارب بين النظام والدول العربية الأخرى، فإن ما لم يتضح بعد هو الشكل الذي ستتخذه تلك الجهود”.

والأهم من ذلك، “كيف ستستجيب الولايات المتحدة، وهي تطورات من المحتمل أن تؤثـ.ـر على ميزان القـ.ـوى في المنطقة وخارجها”.

وأشارت المجلة إلى أنه “إلى أن الظروف التي أدت إلى نبـ.ـذ الأسد لم تتغير بشكل جذري”.

موضحة أن الدول الإقليمية ترغب في الاستقـ.ـرار أكثر من مخـ.ـاوفها بشأن حـ.ـكم الأسد أو انتهـ.ـاكاته الجماعية لحقوق الإنسان المرافقة لبقائه في السـ.ـلطة.

ومن الأمثلة التي تحدثت عنها “نيوزويك” حول التحول في المواقف الإقليمية تجاه الأسد، والتي تهدف إلى إعادة نظام الأسد إلى التحسن الأخير في العلاقات مع الأردن.

كذلك إعادة البحرين والإمارات فتح سفارتيهما في دمشق، ورفع منظمة “الإنتـ.ـربول” قيودها على نظام الأسد.

بالإضافة إلى القرار الذي اتخذته إدارة “بايدن” في تخفـ.ـيف بعض العقـ.ـوبات على الأسد وفق قانون “قيصر”، ما سمح بإيصال الغاز المصري إلى لبنان.

دوافع عربية ضيـ.ـقة

“ديفيد شنكر”، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، قال، “يبدو أن هناك مجموعة من الدوافع الضـ.ـيقة تقود هذا التطبـ.ـيع”

موضحاً، أن “الإمارات ترى في إعادة د.مج الأسد وإعادة إعمار سوريا يحمل وعداً بإنهاء انتشار القـ.ـوات التركية في إدلب”.

كما أن الأردن “مدفوع أساساً بالرغبة في مساعدة اقتصاده، وإعادة اللاجـ.ـئين السوريين من أراضيه، وإعادة إنعاش التجارة والنقل البري عبر سوريا إلى تركيا وأوروبا”.

وفي هذا الصدد أشار “شنكر” إلى “استمرار قيود قانون قيصر الأميركي وتثـ.ـير غضـ.ـب عمان”.

كما تحدث شنكر عن المخـ.ـاوف الإقليمية الأكبر على دول مثل مصر وإسرائيل، اللتين “تأملان في الحـ.ـد من ترسيخ قـ.ـوة أخرى غير عربية، إيران”.

وأوضح، أن المسؤولين المصريين “يؤيدون الفكرة المشـ.ـكوك فيها بأن عودة النظام إلى الحضن العربي يزيد تدريجياً من عروبتهم، وبالتالي يبـ.ـعده عن إيران الفارسية”.

وأشار”شنكر”، إلى أنه “من المحتمل أن تشترك دول إقليمية أخرى في وجهات نظر مماثلة”.

حيث إن “بعض شخصيات الأمـ.ـن القومي الإسرائيلي تقدر أن روسيا قد تحـ.ـد من الزحف الإيراني في سوريا ما بعد الحـ.ـرب تحت حكم الأسد”.

ولفتت “نيوزويك” إلى أن “كل هذه التطورات تتعـ.ـارض مع الموقف الرسمي للولايات المتحدة من نظام الأسد.

حيث لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن والنظام مقطـ.ـوعة، وسفارتاهما مغلقة، مع عدم وجود مسار واضح للمصالحة.

وأكدت المجلة على أنه “على الرغم من ذلك، فإنه بشكل غير رسمي على الأقل، يبدو أن هناك تغييرات تحدث على قدم وساق”.

وأوضح “ديفيد شنكر” أن “إدارة بايدن قالت إنها لن تطبع العلاقات مع الأسد، لكن لم يعد يبدو أنها تثني الشركاء العرب عن القيام بذلك”.

موضحاً، أن “عقـ.ـوبات قانون قيصر إذا طُبقت، قد تمـ.ـنع الدول العربية من استئناف العلاقات الطبيعية، بما في ذلك التجارة مع حكومة نظام الأسد”.

غلاف مجلة نيوزويك