تتوالى الأنباء عن فـ.ـرض الميليـ.ـشيات المدعومة من الحـ.ـرس الثوري الإيراني صبغة ثقافية على نواحي الحياة مناطق تسيـ.ـطر عليها، خاصة في دير الزور وريفها.
فبعد فرض الميليـ.ـشيات الشيعية المدعومة إيران رفع الأذان على المذهب الشيعي، واعتــ.قال من يعـ.ـارض ذلك من الأئمة والمؤذنين.
تواصل الميليـ.ـشيات المدعـ.ـومة من إيران تطبيق المشروع الطـ.ـائفي المتمثل بمحو الهوية السنية من المناطق التي تحتـ.ـلها.
حيث وصلت ممـ.ـارساتها إلى حـ.ـد تغيير أسماء المساجد في قرى هـ.ـجرت أهلها وطمـ.ـست معالمها وأسـ.ـاءت لعقـ.ـائدها.
من جديد، عمدت الميليـ.ـشيات الطـ.ـائفية إلى تغيير اسم أحد مساجد بلدة محكان بريف دير الزور الشرقي من “مسجد الفاروق عمر” إلى “مسجد محكان الكبير”.
وتقع بلدة محكان على الضفة الغربية لنهر الفرات في منطقة “الشامية”، إلى الشرق من مركز مدينة دير الزور بنحو 70 كيلو متراً.
إقرأ أيضاً: وسط رفض من الأهالي.. الميليشيات الإيرانية تتبع خطة جديدة لنشر “زواج المـ.تعة” في هذه المناطق
وتعتبر البلدة مركزاً للعديد من الميليـ.ـشيات المدعومة من إيران، وعلى وجه التحديد ميليـ.ـشيا “لواء أبو الفضل العباس” العراقية، و”لواء زينبيون” الباكستاني.
وذكرت مصادر إعلامية محلية أن مسجد بلدة محكان تعـ.ـرض لقــ.صف جوي روسي خلال السنوات السابقة وبقي مدمراً حتى عاودت الميليـ.ـشيات الإيرانية ترميمه العام الحالي.
إلا أن الميليـ.ـشيات غيرت اسمه بعد إزالة اسم الصحابي “عمر بن الخطاب” الملقّب بالفاروق، وكذلك غيرت في تصميمه السابق ليكون أشبه بحسينية.
تعارض مع الثقافة الشيعية
الكاتب والمحلل “فراس علاوي” من دير الزور، اعتبر أن تغيير اسم المسجد يأتي في إطار الممـ.ـارسات الطـ.ـائفية التي تنتهجها الميليـ.ـشيات في مناطق دير الزور.
ويقول لـ”القدس العربي” إن الميليـ.ـشيات غيرت أسماء كل المساجد المرتبطة بالخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان، وذلك لتعـ.ـارض ذلك مع ثقافة الشيعة.
ويشير الصحفي “صهيب الجابر” إلى أن تغيير اسم المسجد المعروف سابقاً باسم مسجد الفاروق، جاء بعد ترميمه، إثر تعـ.ـرضه لغـ.ـارات من الطيران الروسي في عام 2017.
موضحاً أن المسجد بقي مدمـ.ـراً حتى قررت الميليـ.ـشيات المدعومة من إيران ترميمه مطلع عام 2021.
وشدد “الجابر” على أن المظهر الحالي لا يبدو أنه مسجد بل هو شبيه بنمط بناء الحسينيات الشيعية، أضف إلى ذلك أن اسمه صار مسجد محكان الكبير.
وتابع في حديث لـ”القدس العربي” بالإشارة إلى حوادث سابقة مشابهة، قائلاً، حولت الميليـ.ـشيات العديد من المساجد في البوكمال والميادين إلى حسينيات.
كما استحدثت الميليـ.ـشيات أضـ.ـرحة وحسينيات ومقامات في عين علي، في مدينة القورية وغيرها من المناطق في محكان.
وأكد “الجابر” أن تغيير اسم المسجد لا يعد الأول من نوعه في دير الزور وريفها.
موضحاً أن الميليـ.ـشيات حوّلت قبل أيام مسجد “البطين” في بلدة الغبرة بريف البوكمال إلى حسينية، ووضعت أعلاماً ورايات طـ.ـائفية في محيط وفوق المسجد.
وتعتبر مدينة دير الزور وريفها خاصة مدينة البوكمال، من أهم معـ.ـاقل الميليـ.ـشيات الإيرانية في سوريا من حيث القواعد العسكـ.ـرية والانتشار.
وذلك باعتبار أن المنطقة هي البوابة السورية على العراق الخاضع بغـ.ـالبيته لسيـ.ـطرة إيران وعمـ.ـلائها.
وتسعى إيران لوصل الأراضي السورية بالإيرانية عبر العراق من تلك البوابة، والوصول غرباً إلى لبنان والبحر المتوسط.