تحدث موقع كندي عن قصة صاحب أطول اعتقـ.ـال سياسي في سوريا، والمستمرة منذ أربعة عقود متنقلاً خلالها بين سجـ.ـون النظام ومعتقـ.ـلاته.
وأفاد موقع “CBC” الكندي بأن عائلة المـ.ـلازم أول “رغيد الططري” تأمل بالإفـ.ـراج عنه من سجـ.ـون نظام الأسد، رغم مضي 40 عاماً على اعتقـ.ـاله.
وأجرى الموقع مقابلة مع “وائل الططري”، نجل المعتـ.ـقل “رغيد”، في منزله الواقع شمال شرقي كندا، المقيم فيها منذ تموز عام 2020.
موضحاً أن “وائل” فـ.ـر مع والدته من سوريا عام 2013، وأمضيا سنوات اللـ.ـجوء متنقلين بين منطقة وأخرى.
يقول “وائل” للموقع، إنه يفعل ما بوسعه لمساعدة والده، البالغ من العمر 67 عاماً، لعله يصل إلى نفس الاحساس بالسلام والحرية يوماً ما.
موضحاً أنه والده “رغيد الططري” كان طيـ.ـاراً في سـ.ـلاح الجو التابع للنظام، في عهد “حافظ الأسد” والد “بشار”.
إقرأ أيضاً: حملة “أنقـذوا معتقلي الحرية” لأجل المعتقلين سجـون نظام الأسد (صور)
وأضاف، أن والده اعتـ.ـقل في العام 1981، وحتى الآن، وبحسب منظمات حقوقية، فهو صاحب أطول فترة اعتـ.ـقال سياسي في سوريا.
سبب الاعتقـ.ـال
“رغيد الططري” من مواليد دمشق عام 1954، التحق بالكلية الجوية عام 1972 وتخرج فيها في 1975، وخدم في عدة أسراب.
وحول السبب في اعتقـ.ـاله، أشار الموقع أن القصة المتداولة أنه رفـ.ـض قـ.ـصف مواقع في محافظة حماة مع ثلاثة طيارين آخرين.
حيث لـ.ـجأ حينها قـ.ـائد السرب وطيار آخر إلى الأردن، وعاد “رغيد” مع صديق له إلى القاعدة الجوية في حلب دون أن تنفـ.ـذ الغـ.ـارات.
على إثر الحـ.ـادثة وجهت لـ”رغيد” تهـ.ـمة عصـ.ـيان الأوامر، إلا أن المحكـ.ـمة بـ.ـرأته كونه ضـ.ـابطاً صغيراً نفـ.ـذ أوامر قـ.ـائده بعد.م تنفيذ الغـ.ـارات.
وأصدرت المحكـ.ـمة قراراً بتسـ.ـريح “رغيد” من الجيـ.ـش، وسافر إلى الأردن ثم إلى مصر، وقد.م لـ.ـجوء لدى مفوضية الأمم المتحدة لكنه لم يلق قبولاً.
وتابع الموقع، بعد اغتـ.ـيال الرئيس المصري السابق “أنور السادات” واند.لاع أعمال عنـ.ـف وضيـ.ـق الحال، أجبـ.ـر “رغيد” على العودة إلى دمشق.
مؤكداً أن “رغيد” اعتـ.ـقل في مطار دمشق الدولي في 24 من تشرين الثاني 1981، وما زال سجـ.ـيناً إلى اليوم.
ويوضح الموقع أن “رغيد” تنقل بين الكثير من سجو.ن ومعتـ.ـقلات نظام الأسد إلا أن تم وضعه أخيراً في سجـ.ـن السويداء.
أول لقاء
لفت “وائل” إلى أن والدته أخبرته الحقيقة التي عرفتها، وهي أن والده “اعتقـ.ـل قبل ولادته بوقت قصير، ولم تره منذ ذلك الحين”.
مبيناً أنه تمكن من رؤية والده للمرة الأولى في العام 2005، أي بعد نحو 25 سنة من الاعتقـ.ـال.
يقول “وائل”، “أتذكر تلك الزيارة جيداً، لم يكن بيننا أقفـ.ـاص أو حـ.ـراس. كان والدي يلقي النكات علينا وسألني إن كان لدي لعبة فيديو (بلاي ستيشن)”.
مضيفاً، “كنت أتحدث مع والدي عن أشياء ممتعة لم أتحدث عنها من قبل”.
وأشار “وائل” إلى أن شائـ.ـعات انتشرت على مدى سنوات حول سبب اعتقـ.ـال والده، سواء رفضه الامتـ.ـثال لأوامـ.ـر قـ.ـصف حماة، أو عد.م إبلاغ السـ.ـلطات بفـ.ـرار أصدقائه.
مشدداً على أنه لا يستطيع أن يتخيل أي سبب مبرر لبقاء والده في السجـ.ـن من دون محـ.ـاكمة عادلة لهذه المدة الطويلة.
ويأمل “وائل” في رؤية والده قريباً قبل رحـ.ـيله نهائياً، قائلاً، “أريد أن أجلس معه، أريد أن أسمع المزيد من نكاته أعرف أنها ستجعلني أضحك”.
ويعتقد أن انتشار قصة والده على مستوى واسع قد تساهم في غـ.ـضب وموجة د.عم لإطـ.ـلاق سـ.ـراح والده.


تذكير بوحـ.ـشية النظام
من جانبها قالت الحملة السورية إن “قضية رغيد الططري مهـ.ـمة لأنها تذكر بوحـ.ـشية نظام الأسد وظـ.ـلمه المستمر اليوم”.
خاصة أن بعض الدول العربية تسعى إلى تطبـ.ـيع العلاقات مع النظام، وقد سـ.ـمح الإنتربول مؤخراً لحكومته بالانضمام إليه.
وأضافت أن “قـ.ـضيته تلخص أيضاً اللإنسانية التي يتعـ.ـرض لها المعتقـ.ـلون في سوريا في كثير من الأحيان”.
وأكدت الحملة السورية أن “الططري” أمضى 40 عاماً معتـ.ـقلاً ظـ.ـلماً محـ.ـروماً من حقه في محـ.ـاكمة عادلة.
وتسعى الحملة إلى التذكير بقـ.ـضية “الططري” المـ.ـروعة من خلال لفت انتباه العالم إليها، كما تخطط لتنظيم حملة تضـ.ـامن تطالب بالإفـ.ـراج عنه في الأشهر المقبلة.
يذكر أن الحملة السورية، هي مجموعة منـ.ـاصرة لحقوق الإنسان تحاول رفع مستوى الوعي حول المعتـ.ـقلين السياسيين.