طالب المبعوث الأمريكي السابق لسوريا “جيمس جيفري” من الولايات المتحدة التوقف عن تجـ.ـاهل الحرب في سوريا، معتبراً أن تسوية النـ.ـزاع لا تزال ممكنة.
جاء ذلك في مقال للمبعوث الأمريكي السابق ومدير برنامج الشرق الأوسط الحالي في مركز ويلسون “جيمس جيفري”، ونشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية.
يقول “جيفري” في مقاله، إن الإدارة الأمريكية تركـ.ـز اهتمامها على الخطـ.ـر النووي الإيراني في وقت تبقى فيه الحـ.ـرب السورية جـ.ـرحاً مفتوحاً في قلب الشرق الأوسط.
مشيراً إلى أن إدارة “بايدن” لم تحدث أي تغير درامي في النهج عن الإدارات السابقة، إلا أن قرارها جعل النـ.ـزاع في أسفل أولوياتها يأتي في وقت سـ.ـيء.
وأضاف، “إن الفرص لحل الأزمـ.ـة بدأت تظهر الآن، وعلى الولايات المتحدة أن تكرس طاقة دبلوماسية ووقتاً ضـ.ـرورية لانتهـ.ـازها”.
موضحاً أن مخـ.ـاطر ترك الملف السوري على الرف واضحة، واعتبر أن النـ.ـزاع السوري تحول إلى قطار مد.مر.
إقرأ أيضاً: صحيفة عربية تتحدث عن فيتو “عربي – تركي” أحبـ.ـط مساعٍ روسية لإعادة تأهيل “بشار الأسد”
وبيّن “جيفري” أن انتصـ.ـار النظام سيرسل رسالة إلى الحكام الديكتـ.ـاتوريين حول العالم أن القـ.ـتل الجماعي هو سـ.ـلاح مهـ.ـم للحفاظ على السـ.ـلطة.
كما سيعطي صورة عن صـ.ـعود داعـ.ـمي نظام الأسد في المنطقة وهما روسيا وإيران، وفقاً لـ”جيفري”.
وأكد “جيفري” أن سنوات الحـ.ـرب السورية أدت إلى أعداد مـ.ـروعة من الضحـ.ـايا وتشـ.ـريد نصف السكان من بيوتهم وخلفت معظم السكان في حالة من البـ.ـؤس.
كما أدت الحـ.ـرب السورية لدخول القـ.ـوات التركية والأمريكية وتدخل الطيران الإسرائيلي، وهناك مخـ.ـاطر من التصـ.ادم مع قـ.ـوات الأسد وحلفائها روسيا وإيران.
خطوة بخطوة
ووفقاً لـ”جيفري”، أعرب مسؤولو إدارة بايدن عن عدم رغبة بحل النـ.ـزاع السوري، لكن عليهم إعادة النظر في موقفهم مع التحول في الوضع وإمكانية حصول تنـ.ـازلات.
مشدداً أن على الولايات المتحدة قيـ.ـادة جهود إحياء الجهود الدبلوماسية والتـ.ـوصل إلى حل للنـ.ـزاع السوري. وأي حل يجب أن يكون متساوقاً مع صيغة الأمم المتحدة.
موضحاً أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على التنسيق بين القـ.ـوى المتعددة والمعـ.ـادية للنظام والمحـ.ـاور الوحيد للولايات المتحدة في هذه المفاوضات هي روسيا.
ويرى “جيفري” أن على إدارة بايدن متابعة نهج خطوة خطوة لخفـ.ـض التوتـ.ـر، وسيكون هذا النهج مثل استراتيـ.ـجيتي الإدارتين السابقتين.
ويجب أن يكون على رأس المفاوضات، عودة اللاجـ.ـئين من الخارج وإعادة توطينهم بمراقبة دولية.
بالإضافة لبنود تتعلق بإعادة د.مج قـ.ـوات المعارضة وميليـ.ـشيات “قسد” وضمـ.ـانات للأمـ.ـن على الحدود الجنوبية لتركيا.
وكذلك سحب دائم للأسـ.ـلحة الإيرانية الاستراتيـ.ـجية من الأراضي السورية، وتحديداً الصـ.ـواريخ الدقيقة.
في المقابل، فقد تضـ.ـغط روسيا باتجاه سـ.ـحب القـ.ـوات الإسرائيلية والأمريكية والتركية من سوريا.
وقد تطلب روسيا تعاوناً في مجال مكـ.ـافحة الإرهـ.ـاب ضـ.ـد تنظيم “داعش” ذلك لأن نظام الأسد غير قادر على هزيـ.ـمته، كما يبدو.
كما ستطلب روسيا تخفـ.ـيف العقـ.ـوبات عن النظام وعودة اللاجـ.ـئين من تركيا والأردن ولبنان إلى بلداتهم ومدنهم.
وربما تفكر روسيا أن هذه الخطوات قد تؤدي لرفع العقـ.ـوبات وفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية وإعادة إعمار سوريا، وفقاً لـ”جيفري”.
والخطوة الأخيرة، هي قرار من مجلس الأمـ.ـن يؤكد الصفـ.ـقة ويخلق آلية رقـ.ـابة على التـ.ـزامات كل طرف، وفي النهاية ستعود سوريا إلى “بلد عادي” وعضو في الجامعة العربية.
ويرى “جيفري” أن روسيا قد تكون مطيعة لأي صفـ.ـقة أكثر مما تتوقع إدارة “بايدن”.
موضحاً أن التاريخ يعطي مثالاً عن قـ.ـدرة واشنطن وشركائها اتخاذ قرارات قد تؤثـ.ـر على حسابات روسيا في سوريا.
تراجع الأمال الروسية في سوريا
واعتبر “جيفري” أن آمال روسيا تراجعت بانتـ.ـصار حـ.ـاسم للأسد، وأبقت تركيا وإسرائيل و”قسد” الضـ.ـغط العسكـ.ـري على النظام نظراً لنـ.ـزعته الميالة للحـ.ـرب.
أما بما يتعلق بالتواصل العربي مع النظام، فاعتبره “جيفري” أنه مقـ.ـلق لكنه لم يؤد إلى إعادة د.مج النظام في الجامعة العربية.
وبحسب “جيفري” فإن الإدارة الأمريكية واصلت معظم عناصر الاستراتيـ.ـجية السابقة، كالحفاظ على القـ.ـوات الأمريكية بتعديلات طفيفة.
كما استمر نظام العقـ.ـوبات وتحـ.ـذير كل الأطراف حول عد.م تحـ.ـدي أو خـ.ـرق اتفاقيات وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار مع تركيا والمعـ.ـارضة و”قسد”.
كذلك تدعـ.ـم واشنطن الغـ.ـارات الجوية الإسرائيلية ضـ.ـد إيران وتتعاون مع “قسد” ضـ.ـد تنظيم “داعـ.ـش”، وبطريقة غير مباشرة ضـ.ـد النظام.
وتعمل الولايات المتحدة على تحميل النظام المسـ.ـؤولية عبر الجهود الدبلوماسية وجمع المعلومات.
ذلك لد.عم تحقـ.ـيقات الأمم المتحدة والإجـ.ـراءات القـ.ـضائية الأوروبية ضـ.ـد المسؤولين السوريين والمصادقة على الجهود السياسية للأمم المتحدة.
وفي ظل هذا الوضع، يرى “جيفري” أن خيارات موسكو باتت محدودة، فهي تعرف أن الأسد لم ينتـ.ـصر في الحـ.ـرب وليس لديه خيار لتحقـ.ـيقه.
وأشار “جيفري” أن قادة المنطقة المهمة يطلبون من الولايات المتحدة لعب دور بارز.
مشيراً إلى أن واشنطن حتى لو قامت بمحاولة غير ناجحة لحل النـ.ـزاع السوري، فإنها ستعـ.ـزز الد.عم الإقليمي للموقف الأمريكي.
الأمر الذي يؤدي إلى استمرار الانسداد بطريقة تحـ.ـرم إيران وروسيا من انتـ.ـصار استراتيجي، وفقاً للمبعوث الأمريكي السابق.
وأوضح أن ذلك يتطلب محاولة دبلوماسية كبيرة ستكون أكبر مما تستطيع الإدارة تحمله، لكن القيام بهذا هو أقـ.ـل خطـ.ـورة من ترك النـ.ـزاع مستمراً.
وختم “جيفري” مقاله بالتأكيد على أن حل النـ.ـزاع السوري قد يؤدي إلى تقوية القيم الأمريكية وشركائها في الشرق الأوسط وأبعد منه.