بدأ نظام الأسد وأجهزته الأمـ.ـنية مؤخراً بالتخلـ.ـص من الشخصيات التي لعبت دوراً بارزاً في تسليمه المناطق تحت مسمى “المصالحة والتسـ.ـوية”.
حيث كشفت مصادر إعلامية محلية بأن نظام الأسد بدأ خلال الأسابيع الماضية بعملية دقيقة للتخلـ.ـص من عمـ.ـلائه في غوطة دمشق الغربية.
ذلك من خلال عمليـ.ـات تصفـ.ـية مباشرة واعتقـ.ـالات طالت عدداً الأشخاص، واستمرار ملاحـ.ـقة آخرين نفذوا أجندة النظام وانتهت صلاحيتهم بذلك.
وأشارت المصادر إلى أجهزة النظام الأمـ.ـنية لم تتردد في القـ.ـضاء على أدواتها التي انتـ.ـهت من استخدامها في المنطقة.
حيث نفـ.ـذت اعتقـ.ـالات عديدة في وقت متـ.ـزامن، وقتـ.ـلت من شكل اعتقـ.ـاله ضغـ.ـطاً عليها، من جهات أمـ.ـنية أخرى لم تكن قد استوفت أعمالها معهم بعد.
وذكرت المصادر أن محافظة ريف دمشق شهدت خلال الأسابيع الأخيرة العديد من الأحـ.ـداث الأمـ.ـنية المتسارعة.
إقرأ أيضاً: في ريف دمشق.. إحـ.راق صـ.ورة “الأسد” وانتشار عبارات تطالب برحـ.يله
مشيرة إلى الأجهزة الأمـ.ـنية نقـ.ـضت اتفاقيات المصالحة التي أبرمتها في المنطقة، ونفـ.ـذت حملات اعتقـ.ـلت خلالها مدنيين وعسكـ.ـريين ورجال مصالحات.
وبينت المصادر أن الأجهزة الأمـ.ـنية اعتقـ.ـلت مجموعة من عناصر التسويات، وأقـ.ـصت عدداً من المحسوبين على لجان المصالحة إما بالاعتـ.ـقال أو الاغـ.ـتيال.
كذلك نفـ.ـذت الأجهزة الأمـ.ـنية محاولات اختطاف لقيـ.ـادات سابقة في الفصـ.ـائل المعـ.ـارضة في المنطقة.
مـ.ـوت بطيء
المدعو “أبو الفداء سليمان” من أبناء بلدة كناكر غربي دمشق الذي انضم لركب لجان المصالحة بعد تطبيق اتفاق تسـ.ـوية أواخر 2018.
وأشارت المصادر إلى أن “سليمان” كان من أهم ركـ.ـائز نظام الأسد قبل أن تفـ.ـقد الأفرع الأمنية ثقتها به.
وأوضحت المصادر أن النظام اعتقـ.ـله لفترة وجيزة، قبل أن يفـ.ـرج عنه بحالة صحية حـ.ـرجة.
مبينة أن “سليمان” يواجه حالة مرضية غير معروفة، تستـ.ـوجب تغيير د.مه بشكل دوري في مشافي العاصمة دمشق، مع عجـ.ـزه عن الحركة والوقوف على قدميه.
وبحسب مصادر مقربة من “سليمان” فإنه لم يكن يعـ.ـاني من أية مشكلات صحية قبل توقيفه، وطـ.ـرأت الحالة المـ.ـرضية عليه بعد اعتقـ.ـاله.
حيث شرب كوباً من الشاي خلال تسيير إجـ.ـراءات الإفـ.ـراج عنه في فرع الأمـ.ـن العسكري 220، وفق قولهم.
ولم تكن حالة “سليمان” هي الوحيدة في الريف الغربي لدمشق، حيث أقدمت الأفـ.ـرع الأمـ.ـنية على إعـ.ـدام “رفعت جمعة القبعاني”، بشكل بطيء.
و”القبعاني” هو رجل المصالحات البـ.ـارز في المنطقة الجنوبية، والمدعـ.ـوم من قيـ.ـادات فرع أمن الدولة في دمشق.
حيث اعتقل قبل نحو شهرين لمدة عشرة أيام، ليخرج مـ.ـريضاً، ويعيش بين أهله أحد عشر يوماً قبل أن يفـ.ـارق الحياة، دون معرفة السبب الحقيقي لوفـ.ـاته المفاجئة.
وأكد أقرباء “القبعاني” أن صحته كانت “مثالية” ولم يكن يعـ.ـاني من أية مشكـ.ـلات قبل اعتقـ.ـاله.
فتح الملفات الأمـ.ـنية القديمة
كما نفـ.ـذت “سرية المداهمة 215” اعتقـ.ـالات بحق المدعو “سامر الخطيب” الوجه البارز في لجان المصالحة في ريف دمشق.
ذلك بعد اتهـ.ـامه بالتـ.ـورط في عمليات تصفـ.ـية منـ.ـافسين في المنطقة، وفشـ.ـل شقيقه رجل الأعمال “تيسير الخطيب” المدعـ.ـوم روسياً بإخراجه من الاعتـ.ـقال.
وبرر النظام ذلك بضرورة استكمال التحقـ.ـيقات التي بدأت في العديد من القـ.ـضايا، وتم من خلالها فتح ملفه الأمـ.ـني القديم، حيث كان مطلوباً للأفـ.ـرع الأمـ.ـنية.
في الوقت نفسه أوقع عناصر السرية ذاتها بالمدعو “بلال الحوري”، القيـ.ـادي السابق في فصـ.ـائل المعـ.ـارضة، والذي انخـ.ـرط في أعمال لصالح النظام.
ووفقاً للمصادر فإن “الحوري” معتـ.ـقل برفقة مدني من مدينة داريا، حيث كانا في طريقهما لإبـ.ـرام صفـ.ـقة بيع “قمصان آبار” في دمشق.
ليتبين أن الأفـ.ـرع الأمـ.ـنية دبـ.ـرت كمـ.ـيناً لاعتقـ.ـاله، مع توارد أخبار غير مؤكدة عن تصفـ.ـيته داخل المعـ.ـتقل.
ولم تقتصر الاعتـ.ـقالات على رجال المصالحات، بل تعدتهم إلى اعتـ.ـقال 9 أشخاص من عناصر التسويات التابعين للفـ.ـرقة الرابعة من أبناء بلدة كناكر .
حيث وجـ.ـهت لهم تهـ.ـم عديدة لهم أبرزها التخطيط للانشقـ.ـاق وتهريـ.ـب الآثار والتعامل مع مطلوبين في المنطقة.
كذلك اعتـ.ـقل مدنيون في مناطق “الهامة وقدسيا وزاكية” بتهمة كتابة عبارات منـ.ـاهضة للنظام على الجدران والتواصل مع مطـ.ـلوبين في الشمال المحرر.
ولم يكترث النظام بهذه التصرفات بمـ.ـصير اتفاقيات المصالحة في محافظة ريف دمشق، وخاصة بعد إحكام سيـ.ـطرته على المنطقة.
كما أن النظام ضَمِنَ غيـ.ـاب ردة الفعل على تصرفاته بسبب خـ.ـوف الأهالي من العواقب الأمـ.ـنية وضعف معـ.ـارضي النظام الذين كان لهم وجود سـ.ـري تحت غطاء المصالحات.