تخطى إلى المحتوى

صحيفة سعودية تتحدث عن “بشار الأسد” ومدى إمكانية بقاءه في السلطة وتعويمه عقب التغيرات الكبرى في المنطقة مؤخراً

تحدثت صحيفة “عكاظ” السعودية عن جدية التحركات الإقليمية والدولية تجاه نظام الأسد، وقبوله كما هو عليه من تصدير للأزمـ.ـات وقـ.ـتل وتشـ.ـريد المـ.ـلايين من السوريين.

كما حددت الصحيفة في تقرير لها العـ.ـدو الأول لنظام الأسد إقليمياً، واصفة إياه بأنه “نظام الأ.ذى الإقليمي”.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن التحركات الدولية والعربية الأخيرة حول سوريا أثـ.ـارت أسئلة كبيرة حول نظام الأسد وبقائه.

ذلك بعد أن أرهـ.ـقت الأزمـ.ـة السورية العالم بأسره وكلفت الدول العربية والإقليمية ثمناً باهـ.ـظاً على المستوى الأمـ.ـني والاستراتـ.ـيجي.

وأوضحت الصحيفة أن التحركات الدولية والإقليمية الأخيرة شكـ.ـلت هواجس حقيقية لدى المعـ.ـارضة والدول الإقليمية.

وتمثلت هذه الهواجـ.ـس بخطـ.ـورة قبول نظام الأسد كما هو عليه من تصـ.ـدير للأزمـ.ـات وقتـ.ـل وتشريـ.ـد الملايين من السوريين.

إقرأ أيضاً: نظام الأسد يهـ.ـاجم السعودية وقطر على خلفية مواقفهما الأخيرة ضده وكلمة مندوب المملكة في مجلس الأمن (فيديو)

الصحيفة أشارت إلى أن الأنظار كانت تتجه جميعها إلى موقف المملكة العربية السعودية التي يرى فيها جميع السوريين الكلمة الفصل في قبول “الأسد”.

ذلك على الرغـ.ـم من كل الرسائل المريـ.ـبة العربية والغربية لعودة نظام الأسد إقليمياً وعربياً.

إلأ أن الموقف السعودي كان واضحاً في حديث مندوب المملكة في الأمم المتحدة، والذي قـ.ـضى على أية تكهـ.ـنات حول التطبـ.ـيع مع هكذا نظام.

النظام يعيش على التنـ.ـاقضات

وتساءلت الصحيفة عن الموقف الدولي من “الأسد”، وهل يتم طـ.ـي 10 سنوات من القـ.ـتل والد.مار وتصـ.ـدير الأزمـ.ـات.

كما تساءلت من الفائدة المرجوة من إعادة تأهيل هذا النظام، أم أنه كان حالة مؤقتة، أم أن المساومات السياسية ستجعل منه حالة دائمة؟

وأشارت إلى أن البعض يقول أن النظام بعد 10 سنوات يتصرف وكأن شيئاً لم يكن وهو يمـ.ـارس كل صلاحياته ونفـ.ـوذه ويسيـ.ـطر أمـ.ـنياً.

معتبرة أن ذلك صحيح، لأن النظام كان دائماً منفـ.ـصلاً عن الواقع، ولو لم يكن منفصـ.ـلاً عن الواقع لما بقي بعقلية وبسـ.ـلوك ما قبل الحـ.ـرب.

وأوضحت أن ذلك ليس مصدر قـ.ـوة في الأنظمة الديكتـ.ـاتورية، فالراحـ.ـل “صدام حسين” خرج في وسط بغداد ومن حوله آلاف المؤيدين والمصفـ.ـقين وبعد يومين سقـ.ـطت العاصمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المسألة بما يتعلق بالنظام الذي وصفته بـ”نظام الأذ.ى الإقليمي” أعقد بكثير في الوقت الحالي.

مشيرة إلى أن هذا النظام يعيش على حالة البلـ.ـطجة الأمـ.ـنية وعلى تنـ.ـاقضات المصالح الإقليمية والدولية والقـ.ـلق من الفـ.ـراغ الأمـ.ـني.

واعتبرت أن هذه الورقة الرابحة لدى النظام، في ظل ضـ.ـعف تدبير المعـ.ـارضة ووجود مناطق هـ.ـشة من حيث الحوكمة والأمـ.ـن.

لكن هذا ليس على أساس الدولة الآمـ.ـنة ولكن على أساس الدولة البوليسية المهـ.ـددة التي كانت قبل اندلاع الثورة، وفقاً للصحيفة.

وشددت الصحيفة على أن عودة الهدوء إلى سوريا لا تعني على الإطلاق أن الأسد هو الخيار الصحيح، وأن يكون وجوده أمراً واقعاً.

مبينة أن النظام يعرف أنه في قمة العجـ.ـز وأن سوريا فقـ.ـدت وزنها الاستراتيجي والجيوسياسي على المستوى الإقليمي في ظل الوجود الروسي والإيراني في قلب منظومة الحـ.ـكم.

النظام المنبـ.ـوذ

وأكدت الصحيفة على أن بيئة الهـ.ـدوء والاستقـ.ـرار الإقليمي أكبر عـ.ـدو للنظام الذي عاش منذ عام 1970 على الاضـ.ـطرابات والصـ.ـراعات الداخلية والإقليمية.

وأوضحت أن النظام انتهى كلياً كنظام سياسي دولي قادر على القيام بوظائفه الإقليمية والدولية، حين بدأت موجة الربيع العربي في المنطقة.

وأصبح النظام “صفراً مكعباً” في ميزان الوظائف الإقليمية، لكنه في الوقت ذاته ما يزال قـ.ـادراً على الأ.ذى.

مشيرة إلى أن التفاهمات الإقليمية وعودة العلاقات إلى الدول الإقليمية تجعل من هذا النظام منـ.ـبوذاً إلى حـ.ـد كبير بعد أن صـ.ـدر أزمـ.ـاته إلى كل المحيط.

وحتى الدول التي تدافـ.ـع عنه ليس من باب القناعة ولكنها من باب سد الذرائـ.ـع وعدم خلق فـ.ـجوة أمـ.ـنية في الشرق الأوسط في دولة استراتيجية مثل سوريا.

الصحيفة أشارت إلى أكثر الأسئلة المتداولة في أوساط السوريين، “هل بقاء الأسد في السلطة هو رغبة إسرائيلية بحتة”؟!

مبينة إلى أن البعض يربط بين وجود الأسد في السـ.ـلطة ومدى حجم الخدمات التي يقدمها النظام لإسرائيل على المستوى الأمـ.ـني.

وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة ما اقترحته الباحثة الإسرائيلية “كارمت فالنسي” مديرة برامج البحوث حول سوريا في معهد الأمـ.ـن القومي الإسرائيلي.

حيث اقترحت 3 نقاط حول مستقبل سوريا وبقاء الأسد، وأكثر النقاط الحيوية في طرح فالنسي “أنه يجب على إسرائيل أن ترعى مبادرة سياسية أممية لإز.احة الأسد من سوريا”.

وبينت أن هذا لا يتحقق دون روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي، وأن تعمل تركيا ودول الخليج معاً.

ذلك ليقودوا سوريا باتجاه الإصلاح السياسي وتأسيس نظام أكثر تمثيلاً وأكثر عدلاً وفوق كل هذا فتح الحدود لإعادة إعمار سوريا شريطة أن تتم إز.احة الأسد وإيران من المشهد.

استنتاج

وفي ختام التقرير، استنتجت الصحيفة أنه ليس من منطق التاريخ أن يتم تعويم الأسد، وربما إعادة تأهـ.ـيله للحفاظ على ما تبقى من الدولة.

لكن هذا لن يكون إلى زمن غير معلوم، فالنظام الذي تسـ.ـبب في كل هذه المـ.ـأساة لن تقبل به أقـ.ـصى دول الأرض.

وأشارت إلى أن العالم لم يعد يحتمل كلفة بقاء الأسد، لكن لا بد من عملية طويلة الأمد قد تحتاج إلى عامين بعدها لن يكون للنظام وأجهزته الأمـ.ـنية بشكلها الحالي مكان في المنطقة.

وختمت الصحيفة تقريرها بأن هناك حاجة مؤقتة للنظام في ظل هـ.ـشاشة المنطقة أمـ.ـنياً وعد.م الرغبة في تحويل سوريا إلى عراق آخر.

لكن هذه الحاجة تنتـ.ـفي في أية لحظة يتم فيها التوافق الإقليمي على تأسيس علاقات إقليمية جديدة تخدم الأمـ.ـن والاستقـ.ـرار.

وشددت الصحيفة على أن هذا النظام أصبح جزءاً من زعـ.ـزعة السلم ويتخذ من السوريين رهـ.ـينة على أرضهم.